ترجمة أشعار الضاد إلى لغات أخرى مسألة حساسة ودقيقة

ليزلي مكلوكلن: «الإنجليزية» تعجز عن نقل روح الأدب العربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكمن مخاطر ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية والخوف من فقد القيمة الجوهر للإبداع الأدبي العربي حين الترجمة، بماهية اللغة العربية ومفرداتها وقواعد الصرف والنحو فيها، فمعقل المعضلة والصعوبات، كما يراه الكاتب البريطاني ليزلي مكلوكلن، سمات اللغة الإنجليزية التي لا تمكنها من القدرة على نقل روح الإبداع العربي الأدبي.. كما تفعل وبجدارة، نظيرتها الفرنسية. وسرد مكلوكلن، خلال محاضرته في ندوة الثقافة والعلوم في دبي بتاريخ 12-12-1990، تحت عنوان «ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية»، مجموعة أمثلة ودلائل تفصيلية في خصوص موضوع بحثه.

مبادرات واجبة

شدد المحاضر بداية، على أن مسألة ترجمة الأدب العربي مهمة جدا، وتحتاج منا رصد إمكانات رفيعة لتوسيع مساقات الدراسة العلمية المتخصصة بشأنها، وهذا تحديدا ما يفرضه واقع غنى الأدب العربي وتعدد أشكال وأنواع الشعر العربي خاصة.. وهناك أيضاً القصص القصيرة أو الروايات المعاصرة.سببان

«ترجمة الشعر العربي مخيفة». جاء ذاك الحكم الذي أطلقه مكلوكلن بمحاضرته، في صيغة الرأي الشخصي والتقويم الذاتي. ثم ذكر أن سببين يوجدان هذا الخوف، بالنسبة إليه، أولهما أنه يوجد فرق شاسع بين طبيعتي: الشعر العربي والشعر الإنجليزي. وأضاف: أما الثاني فجراء خوفي من ترجمة الشعر العربي إلى الإنجليزية حيث لا يمكن فصله عن مسألة الطرب، إذ لا أستطيع تصور أنه يمكن لمترجم أجنبي جعل الترجمة الشعرية ذات أثر مماثل على المستمع أو القارئ الأجنبي، مثل تأثيرها على الناطق بالضاد.

وانتقل المحاضر إثرها إلى نقاش جانب متصل، مبينا أن هناك فروقات بين اللغة العربية والإنجليزية، حيث تكمن صعوبة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية في طبيعة الأخيرة.

تشابه ضمني

قال مكلوكلن خلال محاضرته:

يبدو أن هناك تشابهاً ضمنياً بين اللغتين: العربية والفرنسية فيما يتعلق بما يمكن تسميته أنماط تفاعل العواطف فيهما. كما لفت في هذا الصدد، إلى أنه، وبأية حال، يجب على المترجم أن يجيد اللغتين العربية والإنجليزية، وأن يمتاز بالحس الأدبي.. بموازاة إدراكه العميق لبنى قيم ومفاهيم المجتمع الذي فيه أحداث العمل الأدبي.

Email