النهايات في الأعمال الأدبية استمرارية بأشكال جديدة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هل النهايات بدايات جديدة؟، أم هي دعوة للمزيد من التفكير والخيال؟ سؤال يتجدد عند كل نص أدبي لابد له أن ينتهي عند خاتمة ما، اختارها الكاتب أو ربما اختارته، ليلاحق من جديد أفكاره، فالنص الواحد لا يكفي ليطفئ ظمأ الروح للمزيد، وهو ما يدفعه ليبدأ من جديد، حتى يصل إلى تلك النقطة التي تسمى «الخاتمة»، لكن مهما اختلفت التسميات فلابد أن يتوقف الكاتب عند فكرة ما، وكلمة ما.

«البيان» اقتربت من عالم الكتّاب الذين كشفوا عن تقاليدهم في الخيارات الأخيرة، وإن تباينت الآراء لكن الفعل موجود بأن النص لابد أن ينتهي، ليستمر عند القارئ، أو عنده بأشكال جديدة.

استمرارية:

قال الروائي علي أبوالريش: الرواية ليس لها نهاية، فهي الحياة، والحياة لا نهاية لها. وأوضح: لهذا أعتبر أن خاتمة كل عمل مجرد محطة استراحة، تظل لها خيوط الاستمرارية، ومن الممكن أن تستمر لسنوات. وأضاف: أعتقد أن أية كتابة لا تعتمد على نهاية بل على الاستمرارية في استمرارية الحياة الروائية.

وأشار أبوالريش إلى أن الخاتمة في أعماله تأتي بشكل تلقائي، مثل عمل الإنسان. وأوضح: الخاتمة هي من تكتب نفسها، وقضية «الأكشن» في النهاية غير واردة عندي، بقدر ما يجب أن يكون العمل كله مؤثر. وأضاف: فعندما يكون الكتاب عاملاً للجذب، لابد أن يستمر الإنسان في قراءته لكن متى ما خفت الدهشة والجذب يحجب عنه الإنسان ولا يصل إلى خاتمته.

أحداث متعاقبة

أشارت الروائية أسماء الزرعوني إلى أنها لا تفكر في النهايات منذ بداية العمل، وأوضحت تأتي النهاية بحسب الأحداث المتعاقبة في النص والتي أدعها في بعض الأحيان مفتوحة ومتروكة للقارئ.

وقالت الزرعوني: أعتمد في بعض الأحيان على «قفلة» غير متوقعة بالنسبة للقارئ، وأتعمد هذا لأجل أن تكون مفاجأة بالنسبة له، فالسياق الذي تجري به الأحداث قد يجعل القارئ يتوقع نهاية ما لكن في النهاية أضع ما هو غير متوقع.

احتمالات

في بداية حديثه تساءل الشاعر إبراهيم الهاشمي: كيف تأتي النهايات؟ وأوضح: قد تكون النهاية بداية لسؤال آخر. وأضاف: هل نوجد النهاية لتضع القارئ على مفترق طرق، أم أن الشاعر تعب من القصيدة بشكل أو بآخر، أو أن القصيدة غير مكتملة، والمفروض ألا تنتهي.

وقال الهاشمي: أعتقد أن دفق القصيدة مثل البداية يجب أن تكون بخاتمتها، لا أقدر أن أختم الشعر عندما يكون مسيطراً على وجداني، فتبقى حالة التدفق الشعري. وأوضح: من الممكن أن أنقح نصوصي وأغير فيها لكن بالفعل لم أفكر يوماً كيف أضع خاتمة. وأضاف: لو كان الأمر بيدي لوضعت خاتمة بأفق مفتوح من أجل أن أترك الخيار للقارئ.

توقعات

أشار القاص إبراهيم مبارك إلى أن نهايات أعماله قد تأتي في البداية مع الفكرة، التي تبدو كاملة في ذهنه. وقال: في تلك الحالة أتوقع النهاية، وفي بعض الأحيان بعد الكتابة والقراءة قد أعدل على النهاية طالما أن العمل لم يطبع. وأوضح: يأتي التعديل عندما أجد نهاية أقوى وأحياناً قد يخلق النص نهايته. ونوه مبارك إلى أن القارئ قد يشطح ويضع لنفسه نهاية خاصة فيه، ليست حكراً على الفكرة الأساسية، وأحياناً في الأعمال السردية المباشرة قد يتوقع القارئ النهاية.

وذكر أن أصعب النصوص الأدبية هي التاريخية، وأوضح: عندما أتحدث عن الخور في دبي قديماً لا يمكن لي أن أتحدث عن وجود «ستاربكس» حينها وكذلك لا يمكن لي أن أضع نهاية ليست موجودة.

10 نهايات

أشهر عشر نهايات مأساوية في الأدب تعود إلى «1984» لجورج أوريل، و«فئران ورجال» لجون شتانبيك، و«دكتور فاوست» لكريستوفر مارلو، و«المسخ» لكافكا، و«هاملت» لشكسبير و«تس سليلة دربرفيل» لتوماس هاردي، و«الأبله» لدوستويفسكي، و«في بلاد الأشياء الأخيرة» لبول أوستر، و«آمال عظيمة» لتشارلز ديكيز، و«لوليتا» لفلاديمير نابكوف.

Email