المغامرة والمفاجأة في كل منعطفات «مهرجان الآداب»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشعر من يتابع نبض مهرجان طيران الإمارات للآداب اليومي وفعالياته، كمن يدخل في دهاليز حكايات الجدات، التي تبدأ من دهليز أو سرداب تخال أنك تعرفه، لتجد في كل دهليز عدداً لا يحصى من الأبواب، التي يفتح لك كل منها إما أفقاً جديداً للمعرفة، أو اللقاء بشخصيات تشكل معرفتها إضافة لحياتك، وسرعان ما تدرك أن ما يكمن خلف أبواب وجلسات المهرجان، يفوق التوقعات بأشواط.

وتتجلى تلك المقاربة عبر ما يشبه مغامرة صباح أمس، من خلال ورشة «انتهيت من الكتابة..ماذا بعد؟» المعنية بكيفية تسويق كتابك والمعايير التي تحقق له فرص القبول من دور النشر، والتي استعرضتها القائمة على الورشة فلورا ريز المتخصصة في مراجعة نصوص الكتب قبل نشرها.

وتبدأ المغامرة بعد متابعة فقرات الورشة التي ترتبط بتعارف الفريق المشارك البالغ عدده 14 كاتباً وكاتبة من ثقافات وأعمار مختلفة، ليكتشف العديد من التجارب الشيقة لدى الآخرين والتي تستحق مشاركتها مع القراء، بعد استعراض هامش من أنشطة الورشة طلبت فلورا من المجموعة التي سبق وأرسلت جزءاً من مقدمة كتابها إليها، أن يقدم كل فرد منهم ملخصاً عن مضمون كتابه لمن يجلس بجواره بما لا يتجاوز الدقيقتين، ليبادر المتلقي بنقلها إلى فرد آخر في الزمن نفسه، وتنوعت الكتب بين الرواية والقصص وأدب الطفل وغيرها.

وعددت فلورا بعدها المحاور التي على الكاتب أخذها في الاعتبار لدى كتابته ملخصاً لمضمون كتابه، وأولها صلة القصة أو المضمون بالمحيط، ارتباط أسلوب السرد بنوعية أو جنس المضمون، حيث تختلف صيغة السرد في العمل الكوميدي عن التاريخي أو الجريمة.

أما الشخصيات الواقعية ضمن فريق الورشة التي تمتلك تجربة نوعية مختلفة، فهن من جيلين. أولهما السيدة الباكستانية الأصل سلمى حميد حسين التي نشرت عدداً من الكتب في الشعر والقصة خلال عيشها في العديد من بلدان الغرب والشرق، قبل استقرارها أخيرا في الإمارات.

تقول سلمى التي تعد حالياً لمجموعة قصصية قصيرة بدأت بها بعد تقاعدها من العمل في حقل الترجمة: «أكثر ما استوقفني خلال حياتي بين العديد من الثقافات، تجاهل فئة المسنين وتهميشهم، ومن تلك القصص الواقعية استلهمت مجموعتي».

«فصول بلا عنوان» حلقة أدبية تربط الشابات باليافعات

شابتان إماراتيتان حرصتا على المشاركة بورشة «انتهيت من الكتابة.. ماذا بعد؟»، وفتح اللقاء بهما باباً جديداً لاكتشاف ما يكمن في المجتمع الإماراتي من حراك ثقافي. تقول شهد ثاني التي أعلنت مؤسسة الإمارات للآداب قبل أيام فوزها بمسابقة «تأهيل كاتبة»، في بداية لقائها مع «البيان»: في جعبتي روايتان بالانجليزية، لم تنشرا بعد.

 بالطبع سيساعدني الفوز بلقاء خاص مع الروائية «ليز فينوك» الحاصلة على العديد من الجوائز، ومناقشة روايتي وبنائها والعمل على استكمالها في حصولي على فرص أوسع لنشرها، ولم يمنعني هذا من المشاركة في ورشات أخرى».

وأخذنا الحديث عن خصوصية تجربتها الأدبية إلى اللقاء بزميلتها فاطمة البناي التي في جعبتها نصوص ثلاث روايات، للتتحدثا عن مشروعهما المجتمعي الأدبي «فصول بلا عنوان» الذي أسستاه عام 2011، بهدف الأخذ بيد اليافعات الإماراتيات اللواتي يحلمن في أن يصبحن كاتبات.

تقول فاطمة: «يضم مشروعنا اليوم أكثر من 50 شابة، ولا تقتصر أنشطتنا على الكتابة وقراءة ما نكتبه، بل يشمل قراءة الكتب يتم عرض ملخص لها خلال لقائنا الشهري. كما بادرنا على نشر كل عام كتاب يضم حصاد عملنا».

وتحكي شهد عن آخر مبادرات ناديهم قائلة: «دفعتنا مبادرة تحدي القراءة العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى وضع تحدِ جديد لنا بموافقة الفريق، ويتمثل في قراءتنا 500 كتاب خلال العام الجاري، بواقع 10 كتب لكل عضو. وأنهينا حتى اليوم قراءة 146 كتاباً».

حكاية سلمى عن المُسنين

بادرت الكاتبة سلمى حسين بتقديم ملخص لإحدى قصصها قائلة: «تبدأ القصة بزيارة الابنة التي تعمل في الكويت لوالدتها التي تعيش مع شقيقها في بلد آخر. وسرعان ما تكتشف الابنة أن غرفة والدتها في ركن قصي من الفيلا الفارهة التي استقبلتها فيها.

وتصر الابنة على اصطحاب والدتها، وفتح منتجع فاخر للمسنين، سيلهم دبلوماسي صيني، ففي بلاده الأسر هناك لا تنجب أكثر من طفل واحد، وبالتالي تصبح رعاية المسنين أصعب. وختمت سلمى اللقاء بإهداء نسخة من كتاب أشعارها الذي تعتبره رحيق رسالتها إلى أبنائها وأحفادها.

Email