الدورية الوحيدة المتخصصة في الحقل عالمياً تصدر عن ندوة الثقافة والعلوم

حروف عربية .. 15 عاماً من الاحتفاء بفن الخـــط العربي ورواده

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

- حروف عربية .. 15 عاماً من الاحتفاء بفن الخـــط العربي ورواده (PDF)

تواصل مجلة (حروف عربية)، وبجدارة، مسيرتها التاريخية المتألقة المنصبة على الاعتناء بحفظ أقدم فن إسلامي صاف ونقي. إذ تبدو، وبينما هي تحتفي هذه الفترة بمناسبة عامها الـ15، ألمع حضورا وأعمق تأثيرا وأرسخ مكانة في الساحة الثقافية العربية والعالمية، وخاصة أنها تتفرد بكونها الوحيدة عربيا وعالميا، المتخصصة بفن الخط العربي.. وبالاضاءة على مدارسه وتطوره والاحتفاء برواده ومبدعيه، ذلك طبعا، ايمانا منها ومن ندوة الثقافة والعلوم في دبي، الجهة التي تصدرها، بقيمة هذا الفن الذي انبثق من حروف اللغة العربية فقط، فتطور وازدهر مكتفيا بذاته.

ويسجل لـ(حروف عربية)، أنها باتت حاليا، قبلة الخطاطين وعشاق الخط العربي، عربيا وعالميا. إذ تحتضن بين جوانحها خطاطين متميزين أو مفتونين بهذا الفن النادر والاستثنائي. يشرح سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، رؤى الندوة بخصوص إصدار (حروف عربية).. وما تمثله المجلة حاليا من أهمية:

لم يكن إصرار ندوة الثقافة والعلوم على إصدار (حروف عربية) عبثا، فالندوة التي تأسست للحفاظ على الهوية الثقافية العربية وتعزيزها، تدرك تمام الإدراك أهمية الاهتمام بالخط العربي، هذا الفن الذي يعد واحدا من أقدم وأنقى الفنون العربية، حيث لم يتأثر فنانوه بمجالات فنية أخرى، مثل الموسيقى والعمارة والرسم، وإنما انبثق الخط العربي من الحرف العربي نفسه، بما يحمله هذا الحرف من طاقات تعبيرية وجمالية لافتة وفريدة.

دور محوريويضيف السويدي: لا شك في أن الأمم التي تسعى إلى الإسهام في بناء الحضارة الحديثة عليها أن تؤكد ثقافتها الوطنية في المقام الأول، حتى لا تذوب هويتها أو يعتريها الشحوب، والإمارات، بفضل القيادة الرشيدة، تعمل بدأب على المشاركة الفعالة والإيجابية في بناء هذه الحضارة. وشهد الجميع بالدور المحوري للإمارات في الخليج والدول العربية والعالم كله، لذا لا غرابة في أن تسعى الندوة إلى تأكيد الهوية العربية الإسلامية التي تنتهجها الدولة. ومن هنا يأتي الاهتمام المتزايد بمجلة (حروف عربية)، بوصفها المجلة الوحيدة من نوعها في العالم، ويتمثل هذا الاهتمام في أكثر من جانب، فالندوة لا تبخل في الإنفاق على هذا الإصدار الفريد، حتى يظهر للناس في شكل جميل وطباعة فاخرة ومحتويات متميزة تليق بفن الخط العربي.

ويختم رئيس مجلس إدارة الندوة: تحرص الندوة على أن يتمتع فريق التحرير في المجلة بحرية العمل والفكر والإبداع، حتى يتمكن من تفجير طاقاته البحثية والصحفية إلى أقصى مدى، كما أن الندوة تعمل على إيصال المجلة إلى المهتمين والمبدعين والخطاطين في الإمارات وخارج الإمارات. إن (حروف عربية) هي المجلة التي نفخر بها في الندوة، كما يتباهى بها كل محب ودارس للخط في العالم، وهي الرسالة الــتي تهديها الإمارات إلى كل عشاق الفن الرفيـــــع في كافة أنحاء المعمورة.

تفرد

يقول علي عبيد الهاملي رئيس مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام - نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والـــعلوم - رئيس تحرير (حروف عربية):

لم تحظ حروف لغة من اللغات بمثل ما حظيت به حروف اللغة العربية من اهتمام، ليس من قبل أبنائها فقط، وإنما من قبل الشعوب الأخرى من المتحدثين بها وغيرهم، الذين وجدوا في حروف اللغة العربية جمالاً لم يجدوه في حروف اللغات الأخرى، فأبدعوا في خط هذه الحروف عبر العصور المختلفة وحتى عصرنا هذا، بغض النظر عن قوة اللغة وتراجعها نتيجة عوامل عدة مرتبطة بحالة الأمة.

ويتابع الهاملي: لهذا كان اهتمام ندوة الثقافة والعلوم بالخط العربي كبيرا وعميقا ومختلفا، إذ ترجمته في إصدار مجلة دورية أصدرتها قبل خمسة عشر عاما، وأصبحت اليوم هي المجلة الوحيدة الفريدة في العالم التي تعتني بهذا الخط، وترصد تاريخه ونجومه ومحبيه وجامعي لوحاته، منذ العدد الأول منها وحتى اليوم.

ويختم رئيس تحرير (حروف عربية): أصبحت مجلة (حروف عربية)، التي أتشرف برئاسة تحريرها، المجلة المتخصصة الوحيدة المهتمة بالخط العربي، في وقتنا الحالي. وغدت مرجعا من مراجـــع تاريخ هذا الخط ورصد تطوره، وإلهام عاشقيه في مختلف أنحاء العالم.

مبدع وفكرة وتجسيد

«ملاذ للباحثين والدارسين والمهتمين في حقل فن الخط العربي». هكذا يقيم ويرى خالد الجلاف - نائب رئيس تحرير المجلة، طبيعة مكانتها وجدواها. ويتحدث عنها: قبل 15 عاما، لقيت فكرة تقدم بها صاحب الاهتمام الكبير بفن العرب والمسلمين الأول، وأعني الأديب محمد المر (المهتم بالفن عموما.. ومن ضمنه الخط العربي بشكل رئيس)، تقضي بإصدار مجلة متخصصة حول فن الخط العربي، لتحل محل دورية أخرى لم تكتب لها الاستمرارية كثيرا، وهي مجلة (الخطاط). وهكذا صدرت المجلة في عام 2000، مع الأمنيات لها أن تستمر في الصدور لتسد فـــــراغا معرفيا وثقافيا وفنيا في مجال هذا الفن الرفيع، ولتكون المجلة الوحيدة في العالم العربي.. وفي العالم أجمع، المتخصصة في فن الخط العربي. وبطـــبيعة الحــال، فإننا نفخر لكونها تصدر عن ندوة الثقافة والعلوم بدبي من دولة الامـــارات العربية المتحدة.

ويواصل الجلاف: لعل (حروف عربية)، اليوم، خير سفير وتجسيد لمدى اهتمام قيادتنا باللغة العربية والفنون المتعلقة بها. وكل الدعاء في أن تستمر منبرا جميلا يسلط الضوء على المعلومة المفيدة من خلال دراسات عميقة وتقارير متميزة عن حواضر العالم الاسلامي في مجال فن الخط العربي، وأيضا عبر الاضاءة على تجارب وإبداعات فنانين لهم اسهامات مهمة في تاريخ الفن العالمي، وكذا من خلال إمتاع النظر بأروع اللوحات الخطية المتكاملة من حيث عناصر الجمال في اللوحة الفنية.

واحة المبدعينيحكي ناصر عراق مدير تحرير (حــــروف عربية)، عن الدور الذي باتت تلعبه (حروف عربية) في ساحات الثــــقافة والفنون، عربيا وعالميا: محظوظ لا ريب، من يعمل في مجال الصحافة الإبداعية إذا كان من عشاق الاثنـــين: الصحافة والإبداع، لذا أعد نفسي واحدا من هؤلاء المحظوظين عندما توليت مؤخرا مهـــــام مدير تـــحرير مجلة (حروف عربية)، ذلك أنها مجلة فريدة في نوعها من ناحية، ولأني أعرف قدر ومـــقام القائمين عليها، وهم كوكبة من إعلاميي ومبدعي الإمارات المتميزين من ناحية أخرى، علاوة على أن عشقي للخط العربي لازمني منذ الصغر، فأبي كان يتقن كتابة خطي النسخ والرقعة، وشـــقيقي الأكبر كان يمارس الخط بانتظام ويعرف أصوله وقواعده ويلقنني إيّاها.

رحلة معرفيةويردف عراق: 15 عاما و(حروف عربية) تواصل رسالتها القيّمة بدأب شديد، منذ أطلق فكرتها الأديب محمد المر، فتحققت النجاحات تلو النجاحات. ويتعرف القارئ العربي معها، وحتى الأجنبي، على أهم مبدعي هذا الفن النادر من الإمارات إلى غرناطة، ومن فلسطين إلى مصر، مرورا بالسعودية وقطر والكويت والمغرب والأندلس.. وغيرها. رحلة معرفة قطعتها (حروف عربية) بكل إصرار، متجاوزة العقبات، ومشمولة برعاية مستـــحقة من قبل ندوة الثقافة والعلوم.

وأذكر جيدا كيف تلقينا العدد الأول في مجلة (الصدى)، واحتفينا به في ملف (المبدعون) قبل 15 سنة، وها هي الأيام تدور لأتشرف بالانضمام إلى فريق التحرير بهذه المجلة الرائدة، وأعد القارئ الكريم ببذل الـــمزيد من الجـــهد للحفاظ على تميزها، والإسهام في تطويرها تحت قيادة علي عبـــيد الهاملي - رئيس التحرير، وخالد الجلاف - نائب رئيس التحرير.

معايير رفيعة سبقٌ وإبداعٌ متمايز في عوالم الصحافة المتخصصة في حقل فن الخط العربي، يجد محمد فراس عبو - المدير الفني لـ(حروف عربية)، أن المجلة أفلحت في صوغهما وتجسيدهما وفق أرفع المعايير، عربيا وعالميا. ويتحدث عبو في الخصوص: يحسب لكل مجلة تصدر في عالم الصحافة، جانب إعلامي وثقافي معين. ولكن، من خلال تجربة عملي في (حروف عربية)، أؤكد أن المجلة أخذت السبق في عالم صحافة فن الخط العربي، كونها المتخصصة في ذلك من عدة جوانب، وأبرزها: الكشف عن أساتذة وفناني الخط العربي.. والإضاءة على بعض الجوانب الحياتية والمراحل التي عايشها هؤلاء الفنانون، ومتابعة ونشر أحدث الدراسات الخاصة بفن الخط العربي وتطوره، وتوثيق ونشر الأعمال الخطية المهمة التي لم يسبق أن تم نشرها بالشكل والمعايير الفنية المتميزة، ومتابعة وتوثيق أخبار المعارض والملتقيات والمؤتمرات المعنية في مجال الخط العربي، ومتابعة توثيق كل ما ينشر من كتب خاصة صدرت عن فن الخط العربي.

إن تلك الجوانب، جعلت هذه المجلة مرجعا لبعض الدارسين والفنانين المتخصصين في فن الخط العربي.

توثيق ويضيف عبو: ولولا الرعاية الكريمة لندوة الثقافة والعلوم بدبي والدعم الروحي والفني للأديب محمد المر، وعمل وتفاني أعضاء هيئة التحرير المحبين لهذا المشروع، لما وصلت (حروف عربية) اليوم إلى هذه الدرجة من التألق والتفرد في عالم صحافة فن الخط العربي. حروف عربية هي توثيق لذاكرة فن الخط العربي في العالم الاسلامي.

استمرارية

يضيء تاج السر حسن - عضو هيئة تحرير المجلة، في حديثه، على أقدم محاولات إصدار دوريات عربية متخصصة تعنى بمجال الخط العربي.. وكذا أهـــمية جهود الإمارات في الشأن، والدور الذي تلعبه (حروف عربية):

لم تصاحب مسيرة الخط العربي التاريخية الطويلة، الممتدة أكثر من 14 قرنا، سوى كتابات قليلة متخصصة فيه أو مقتصرة عليه. ولا شك أن الإمارات لعبت دورا مهما في حفظ وتطوير هذا الفن، مكملة بذلك مشروعات مهمة بدأت مطلع العقد الثاني من القرن العشرين.

ويتابع حسن: في العام 1991، تمكن الخطاطون في الإمارات، بنشاطهم المعزز من جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، من إصدار مجلة (الخطاط) المتخصصة كبارقة أمل في هذا المجال. ولكن، للأسف، توقفت هي كذلك عن الصدور، بعد العدد الثاني. إلا انه لا بد أن يسجل التاريخ، في هذه الآونة، سبقا وريادة فريدين، عنوانهما استمرارية وغنى مجلة «حروف عربية» التي بين أيدينا، إذ إنها تمثل المبادرة الثالثة عربيا في الخصوص، ولكنها المبادرة التي نجحت في مقابلة شوق الخطاطين لمجلة متخصصة، وبحمد الله، تتواصل مسيرتها بغير انقطاع، منذ صدور العدد الأول منها في اكتوبر من العام 2000. وعلينا هنا التنويه باحتضان ورعاية الندوة للمجلة. إذ إن ذلك شريان قوتها وتألقها.

قيمة

تمثل (حروف عربية) بالنسبة للشاعرة شيخة المطيري، عضو هيئة التحرير، واحة جمال وإبداع تمتع الفكر والعقل. وتسرد المطيري مشاعرها وانطباعاتها في الشأن: حين تحلم أن تكون القصبة إصبعاً من أصابعك، وحين تخط على الهواء أحرفك، تمسح وتعيد وتكتب وتبتعد قليلاً حتى ترى اللوحة بشكل أفضل.. كان هذا ما أمارسه دائماً وأنا تلك التي لا تملك من الخط براعة ولا يراعة، كنت أجلس ساعات طوالاً أقلد ما أراه في مجلة (حروف عربية)، وأحرص كل الحرص على اقتناء الأعداد كاملة، والتباهي بما تهديه المجلة لقرائها من لوحات. وتختم المطيري: لم أحلم يوماً أن أصبح من ضمن كادر العمل في المجلة.. وفي الحقيقة، أنا سعيدة بهذا.

نجاح وعوامل

اللافت للانتباه أن «حروف عربية» لم تكن أول مجلة متخصصة في الخط العربي، إلا أنها الوحيدة التي نجحت واستمرت. وذلك بفضل مجموعة عوامل، أبرزها: أن ندوة الثقافة والعلوم تؤمن بهذا المشروع الإعلامي الثقافي إيماناً تاماً فلا تتراخى في رعايته ولا تبخل في الإنفاق عليه، براعة هيئة تحريرها- سواء في فترات الصدور الأولى أو حالياً-، الطباعة الفاخرة،تنوع موضوعاتها ودراساتها وكتابها وباحثيها.

Email