خلال استضافته في «بحر الثقافة»

الباجه جي: زايد أيقونة الاتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبوظبي - موفق محمد

استضافت مؤسسة بحر الثقافة أمس، ضمن سلسلة محاضرات «زايد رمز لا ينسى»، السياسي والدبلوماسي العراقي الدكتور عدنان الباجه جي، الذي رافق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وشغل منصب مستشار له لسنوات عدة، حيث استعرض المزايا والسمات التي مكّنت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من تحقيق معجزة الاتحاد وبناء الدولة.

وأشار الباجه جي إلى أن من أهم تلك المزايا والسمات، الذكاء الحاد الذي تمتع به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواضعه، وقدرته الفريدة على التواصل مع الناس، كما أنه لم يكن يفرض رأياً على أحد، ويستشير ويناقش ويولي اهتماماً خاصا بتطبيق مبدأ الشورى قبل اتخاذ أي قرار.

صفات

ولفت إلى أن من الصفات التي حببت شعبه به، الكرم والرأفة ورجاحة العقل، إضافة إلى تميزه بعمق الإيمان والتمسك بمبادئ الدين الحنيف، فكان يدافع عن الانتماء الديني للآخرين، وأتاح لمعتنقي الديانات الأخرى ممارسة حريتهم الدينية، وكره التفريق في الدين ومنع التمييز على أساس ديني بين المواطنين والوافدين، فحول الإمارات بفضل سياسته المتسامحة إلى واحة من الأمن والأمان والازدهار والسلام.

وأوضح الدكتور عدنان الباجه جي أن الزعيم الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، آمن منذ اللحظة الأولى لتسلمه مقاليد الحكم بضرورة الانفتاح على العالم ومواكبة التطورات المتسارعة التي غيرت الكثير من المفاهيم والمعتقدات السائدة، إضافة إلى أنه منذ ذلك الحين كان هدفه الرئيسي هو إسعاد المواطن وتوفير حياة كريمة آمنة مرفهة له بعد فترة من الفقر والحرمان، وأدرك منذ البداية أهمية توزيع الثروة توزيعا ًعادلاً ليشعر كل مواطن أن له حصة من خيرات هذه البلاد الوفيرة، ونجح في تحقيق هذا الهدف النبيل وواصل هذه المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله لاستمرار هذه التجربة الفريدة التي تمثل نتائجها اليوم للجميع، مشيراً إلى أن المواطن في الإمارات يتمتع بمستوى حياة يضاهي بل يفوق مستوى بعض البلاد المتقدمة، كما استوجبت متطلبات تلك المرحلة بناء البنية التحتية والأجهزة الإدارية واستحداث نظام قائم على المؤسسات وسيادة القانون، فاستعان المغفور له الشيخ زايد وبجانبه مستشاره أحمد خليفة السويدي بالخبرات العربية والأجنبية على نطاق واسع، إذ أسهم الباجه جي في وضع قانون تنظيم الجهاز الحكومي لإمارة أبوظبي عام 1971.

جهود

وتطرق إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتشجير دولة الإمارات وتخضيرها وتنمية الزراعة فوق رمالها، رغم ما قيل له عن وجود صعوبات فنية وعملية لا يمكن التغلب عليها في تنفيذ هذه الإصلاحات، لكنه زعيم لا يعرف ولا يعترف بالمستحيل، لذلك حول أبوظبي إلى مدينة خضراء وحدائق غناء، مؤكداً على أن مؤسس الدولة طيب الله ثراه كان سخياً إلى أبعد الحدود في مساعدة جميع الإمارات الأخرى المكونة للاتحاد دون استثناء، وكان هدفه منذ قيام الدولة تقوية الحكومة الاتحادية المركزية، وتكوين اتحاد حقيقي. واستعرض الدكتور الباجه جي عدداً من المبادرات التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي من أهمها عندما فرض حظراً على تصدير النفط إلى أمريكا والدول الغربية أثناء حرب أكتوبر عام 1973 إذ إنه هو الذي بدأ الحظر وتبعته الدول العربية الأخرى دون استثناء.

شهادة

قال الدكتور عدنان الباجه جي في محاضرته: «إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أعظم الرجال الذين أنجبتهم الأمة العربية، دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وحقق معجزة قلما نرى مثلها، وإنه لشرف لي أني كنت بمعيته وقت التأسيس ومنحني الله عز وجل من سني العمر لأرى ما وصل إليه هذا الوطن العزيز من رقي وازدهار».

Email