يعلن عن الفائز مساء اليوم

مرشحو بوكر جمعهم التاريخ وفرقتهم الأساليب

الفائزون بالقائمة القصيرة خلال ندوة الرواية العربية جامعة نيويورك أبوظبي - جزيرة السعديات من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعلن مساء اليوم عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) من بين المرشحين الستة بالدورة الثامنة من الجائزة، وبانتظار هذه اللحظة اجتمع الفائزون بالقائمة القصيرة بجمهور أبوظبي على مدار يومين الأول في جامعة نيويورك في جزيرة السعديات مساء أول من أمس، والثاني في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع المسرح الوطني ظهر أمس، وتمحور الحديث حول عدة نقاط منها فكرة الروايات ، وعودة معظم هذه الاعمال إلى التاريخ وتقديمه بحسب رؤيتهم.

حضور تاريخي

فقد تحدث كل من السوداني حمور زيادة، والسورية لينا هويان الحسن، والتونسي شكري المبخوت، واللبنانية جنى الحسن، والمغربي أحمد المديني، والفلسطيني عاطف أبوسيف، وأدارت اللقاء مارلين برث زميل أبحاث أول في جامعة نيويورك.

وعن روايته "شوق الدراويش" قال حمور زيادة: بان أحداثها تدور في نهاية القرن التاسع عشر، عند قيام الدولة المحمية في السودان من قبل محمد أحمد بن عبدالله الذي قدم نفسه على أنه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا.

وأوضح: انتشرت هذه الدولة في السودان وحاولت أن تتمدد إلى أن قضي عليها في العام 1898. ويضيف حاولت في هذه الرواية أن أسأل إلى أين يمكن لليقين أن يأخذنا ونذهب خلف قناعتنا. وماذا يحدث عند انهيار النموذج المثالي. وأضاف: طرحت هذا عبر قصة حب في الظرف التاريخي الصعب. وقال: إننا نعود إلى التاريخ لأننا لم نتجاوز الماضي. وما زلنا نعيش فيه رغم اختلاف بعض المظاهر إلا أننا ما زلنا نواجه ذات الإشكاليات.

وقالت لينا هويان الحسن عن روايتها "ألماس ونساء": أردت أن أسرد تاريخ مدينة دمشق، التي تحمل عدة حضارات وأديان. وأوضحت كان هناك عدة بطلات في الرواية في مجتمع مليء بالجواري من بقاع العالم المختلفة، ولا أزعم أني أردتها رواية ذات أسئلة كبرى إنما أردت تسليط الضوء على مجتمع مغبون عبر عدة حكايات. أما سبب العودة للتاريخ عند الهويان فهو كما قالت لفهم الحاضر.

تساؤلات:

عن روايته "الطلياني" التي بدأ كتابتها في العام 2012 قال شكري المبخوت: أحداث الرواية حول شاب من اليسار التونسي، في وقت رأيت فيه كيف وقف اليسار عاجزا أمام ظهور السلفيين. وأوضح أردت أن أطرح سؤالين وهما لماذا أخفق جيلي ممن حملوا القيم الإنسانية بأن يكونوا في السلطة. ومحاسبة هذا اليسار التونسي الذي عجز أن يسأل السؤال حول الحرية. وأكد المبخوت بأنه لا مستقبل لنا في عالمنا العربي إلا بالحرية الفردية باعتبارها حجر الأساس. ورأى المبخوت أن التاريخ يتشابه في فترة ما قبل أو بعد الثورة في تونس. ولهذا استعاد التاريخ القريب.

وقالت جنى الحسن انطلقت في روايتي "الطابق 99" من سؤال أساسي رافقني طويلا، وهو هل الإنسان أقوى من ظروفه أم ظروفه أقوى منه وتتحكم فيه. وأوضحت: من هنا كان لابد أن أجد الشخصيات المناسبة عبر شاب فلسطيني نجا من مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها الكتائب، وشابة لبنانية أهلها من الكتائب تجمعهما أميركا في الحياة وفي علاقة الحب. وأوضحت: هو ما يفجر أسئلة عن الحرب الأهلية، لأطرح سؤالاً معلقا هل الحب يتغلب على المآسي.

البحث عن الإنسانية

أحمد المديني صاحب "ممر الصفصاف" قال كما بقية البشر منذ وجدت وأنا أحاول أن أكون إنسانا أو مواطنا. وفي روايتي آثرت جزءا من البحث وليس كما يفعل الكتاب العرب عندما يكتبون عن القضايا الشمولية. وأوضح انطلقت من قضية الكائن، وأردت رصد حي في مدينة يأتي إليها بشر وبالمقابل هناك من يهجرها وهناك كلاب وقطط وحشرات والإنسان مثلها لا يتمتع بأي حق للوجود قبل الحديث عن الحرية والكرامة.

وأشار عاطف أبوسيف إلى طرحه مجموعة من الأسئلة التي تشغل الفلسطيني، وهو كيف يولدون أثناء الحرب ويموتون فيها. وفكرة الموت مرتبطة بالمفهوم الإنساني الشامل. وأكد أبوسيف على أن العودة إلى التاريخ عند الفلسطيني هي عودة مسكونة بالحنين والحديث عن الماضي.

ظاهرة الرواية

خلال استقبال الروائيين في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع المسرح الوطني في أبوظبي، قال حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: إن دولة الإمارات تكرس نفسها مكانا للاعتدال والوسطية والمساواة والحرية والإشعاع والانفتاح على الآخر، وأضاف تنسج بهذا رواية جديدة خيوطها، فيما شخوصها تتحرك بقعة ضوء، وأمنا وعدلا ورغد حياة، وتنمية شاملة، وقال: كأنما الرواية ديوان العرب في دهرهم الجديد، لكن أخشى ظاهرة الرواية "الموضة" على ظاهرة الرواية الفن.

البوكر العربية

الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تدار بالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية بدعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. أطلقت الجائزة في أبوظبي في أبريل من العام 2007 لترسيخ حضور الروايات العربية المميزة.

Email