كشف عن حجب جوائز الفنون والنقد والمؤلف الشاب والتنمية

علي بن تميم: المرشحون لجائزة زايد للكتاب جانبوا المعايير في ثلاثة فروع

د. علي بن تميم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور علي بن تميم، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، أنه تم حجب ثلاث جوائز من فروع جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها التاسعة التي سيعلن عن الفائزين بها قريباً، وهي الفنون والدراسات النقدية، والمؤلف الشاب، وفرع التنمية وبناء الدولة. وأوضح في حديثه لـ«البيان»: «أن قرار الحجب عن بعض فروع الجائزة جاء نظراً إلى عدم ملاءمة الأعمال المشاركة للمعايير المرعية، وذلك بعد خضوعها للمراجعة الدقيقة والمستفيضة، وفق الأسس العلمية والموضوعية التي تستند إليها الجائزة في تقييم العمل الإبداعي، مستعينة بنخبة من الخبراء والأكاديميين والأدباء والنقاد والمفكرين».

معايير وتحديات

وقال د. علي بن تميم: «إن تدني مستويات الأعمال المقدمة للجائزة ضمن هذه الفروع الثلاثة، يعكس حجم التحديات التي يتعرض لها «الكتاب» في العالم العربي، التي ألقت بظلالها على حركة التأليف والبحث العلمي، نتيجة لاستمرار مسلسل الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية التي تشهدها العديد من الدول العربية».

وأضاف: «إلى جانب تدني مستوى الوعي أو غياب التشريع في الجوانب المتعلقة باحترام حقوق الملكية الفكرية، وضعف مخرجات التعليم الجامعي، وتراجع حركة الترجمة وغياب الدعم والتشجيع».

وأشار د. ابن تميم إلى أن الجائزة تحرص على الإعلان عن القائمة الطويلة للأعمال المشاركة في الجائزة، وكذلك «القصيرة» المرشحة للفوز، بهدف تعزيز الشفافية والإضاءة على جميع الأعمال المشاركة، ومن باب التشجيع ودعم المؤلفات، منوهاً بأن نشر القائمتين يندرج في إطار مراحل التحكيم، ويعبّر عن نتائجها، ولا تعني بطبيعة الحال فوز المرشحين في هذه القوائم.

وأوضح: «أن اختيار الفائز يمر بعدة مراحل، تبدأ باجتماع لجنة الفرز الأولى التي تختار الأعمال المطابقة لمعايير الجائزة ولشروط حقوق الملكية الفكرية، والبحث العلمي وما شابه ذلك، إذ يتم بموجب هذه الخطوة الإعلان عن القائمة الطويلة».

وأضاف: «ثم ترسل الكتب إلى لجان التحكيم، وتعتمدها الهيئة العلمية من قائمة تزيد على 300 مُحكم مختص، ويتم اختيار ما بين ثلاثة إلى خمسة محكمين لكل فرع، يقومون بوضع تقاريرهم بصورة منفردة، ويرسلونها إلى الهيئة العلمية لمعالجتها بالنظر إلى سياقها الكلي».

وقال: «عند اجتماع الهيئة العلمية وتدارس تقارير لجان التحكيم ومقارنتها بالكتب، يتم اختيار الفائزين أو حجب الجائزة، أو «القائمة القصيرة» في حال عدم الإجماع على عمل إبداعي واحد».

مسيرة متجددة

وعن انضمام أعضاء جدد إلى الهيئة العلمية للجائزة، قال د. بن تميم: «أعتقد أن أي جائزة تحتاج باستمرار إلى تجديد أعضائها، وهو أمر أساسي يتيح الفرصة لكل المختصين للإسهام في الجائزة، وكذلك تحقيق أهدافها».

وأضاف أن التجدد سمة من السمات التي تميز الجائزة في مسيرتها، مشيراً إلى أن إعلان الجائزة لهذا العام عن دور النشر العربية، وعن القوائم «القصيرة» و«الطويلة»، يصب في مصلحة الكتب والقراء. ونوه بدمج فروع بعضها ببعض مثل «الفنون» الذي دمج مع «النقد»، بعد أن ارتأت الجائزة أن كلا الفرعين متصلان بالنقد، ويجمعهما مستوى الأسلوب والخلفية النظرية، وإن كان الفني يختلف بطبيعة الحال عن الأدبي.

وأشار د. ابن تميم إلى إضافة فرع الثقافة العربية باللغات الأخرى الذي يتجدد في كل سنة، ويتم اختيار لغتين إلى جانب اللغة الثالثة الدائمة «الإنجليزية»، لافتاً إلى أن الجائزة تحرص كل سنة على عقد لقاءات في الدولتين أو الثقافتين اللتين يتم اختيارهما بالتعاون مع مؤسسات متخصصة في اللغتين المختارتين، منوهاً بأن مشروع «كلمة» بادر بترجمة الكتاب الفائز في العام الماضي بعد شراء حقوقه.

تأثير

قال د. علي بن تميم: «إن الواقع القائم في العالم العربي، لا شك أنه انعكس سلباً على واقع الإبداع الأدبي والفكري، وأضعف حركة البحث العلمي بشكل كبير، وزاد مخاوف المفكرين والكُتاب من تناول بعض الموضوعات بصورة موضوعية تستند إلى مقاربات معاصرة، وخاصة على مستوى قراءة ونقد التراث الفكري والديني والأدبي». وأوضح: «أن الواقع يقتضي ملء الهوة لبناء جسر يصل الحاضر بالمستقبل، من خلال مواجهة الماضي وقراءته بجرأة، وخاصة بعد أن بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى تأثير وثقل هذا الماضي على واقع ومستقبل الشعوب العربية».

احتفالية

عن احتفالات الجائزة بمرور عشر سنوات على تأسيسها، قال د. علي بن تميم: «سنحتفل باللغات التي دخلت الجائزة، وسنعقد ندوة للذين شرفوا بالفوز بها، وسنوسع لغات فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، ونعمل على عقد ندوات وأنشطة أكبر خلال دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب».

 

Email