«رسم بالكلمات» يشكل روح الألفة بين الخط العربي والغرافيك

ماجدة الرومي في أحد إبداعات الفنان عرفة أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشق الفنان المصري حاتم عرفة، الخط العربي، وورثه عن والده.. إذ تعلم منه قواعد الخط. ومن ثم، بنى على تلك التجربة وصقل وأثرى مواهبه، فخاض مجموعة تجارب في حقل التصوير الفوتوغرافي وتصميم الغرافيك.

لكنه، وفي جميع تلك المسارات، كان كل ما يشغله هو كيفية تقديم عمل فني بصري، بشكل جديد، يعبر فيه عن شخصيته وأفكاره، ويبقى في الوقت نفسه، كما يقول، محافظاً على تسميته ووصفه كخطاط ومصمم غرافيك، معاً، بلا أن يتخلى عن إحداهما، وخاصة الأولى (خطاط). وهكذا عمل على أن تكون إبداعاته مزيجاً يتكون من مفرداتهما، إذ جسد هذا التوجه وتلك الرؤية بنجاح في مشروعه «الرسم بالكلمات»، الذي يشكل وينسج روح ألفة فني (الخط العربي) والغرافيك.

«عندي ثقة فيك»

تجذب الفنان عرفة، جملة سبق له أن قرأها. فيمسك بالقلم ويبدأ في رسم خطوط على ورقة بيضاء، فيتجلى العمل. ومرة يجد نفسه يرسم فيروز وخصلات شعرها وهي تغني «عندي ثقة فيك». وفي أخرى، طبقاً لما نشاهده في أعماله، يرسمها بينما تلبس رداء من وحي «كيفك انت». كذلك رسم ماجدة الرومي وهي في رداء تبدو فيه وكأنها فراشة طائرة تفرد جناحيها، من خلال كلمات الشاعر نزار قباني: «وعدتُك ألَّا أُحِبَّك.. ثُمَّ أمامَ القرار الكبيرِ، جَبُنْتْ، وعدتُك ألَّا أعودَ.. وعُدْتْ...». وفي عمل آخر، يضفي على وجه الشاعر الفلسطيني محمود درويش بهاء، من خلال كلماته «سأصير يوماً ما أريد». كذلك يرسم وجه الفنان محمد منير بتكوينات قوامها كلمات إحدى أغانيه «يهمني الإنسان ولو ما لوش عنوان».

ورشة

يقدم حاتم عرفة، الخط العربي برؤية عصرية جديدة ومختلفة، ويدمجه بالغرافيك، من خلال أفكار وكلمات وشخصيات مشهورة، ونماذج أراد فيها أن يعبر الرسم عن فكرته.. وتكتمل الإبداعات بقراءة جمل مختارة وعبارات شهيرة في شكل فني جديد.

وفي السياق، نظم، أخيراً في مصر، ورشة عمل لتعليم الخط والرسم بالكلمات، تعتمد على تعليم أساسيات الخط العربي، وكيفية استخدامه في عمل أشكال فنيّة مميزة، بدءاً من شكل الكتابة وحتى مرحلة دمج الكلمات مع رسوم وأشكال متنوّعة.

Email