يا راية الوطن المعطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قصيدته الجميلة «مجد الإمارات» بتاريخ 2014/06/11 فجاريتها بالقصيدة التالية بعنوان:

إنَّا بِكُمْ يَا حُمَاةَ الدَّارِ نَفْتَخِرُ

                 أنْتُمْ لَنَا المجْدُ والتَّارِيخُ وَالظَّفَرُ

وأنْتُمُ العِزُّ وَالأيَّامُ شَاهِدَةٌ

                 بِأنَّكُمْ في دُجَى أعْمَارِنَا قَمَرُ

يَا رَايَةَ الْوَطَنِ المِعْطَاءِ عَالِيَةً

                 بِالْخَيْرِ تَعْبَقُ أنَّى كَانَ مُفْتَخَرُ

يا دُرَّةً في شِغَافِ الْقَلْبِ مَسْكَنُهَا

                 الشِّعْرُ يَزْهُو بِكُمْ وَالنَّثْرُ وَالْوَتَرُ

يَا سَيِّدِي وَحُرُوفُ الشِّعْرِ تَسْبِقُنِي

                 كَأنَّهَا الْمَاسُ وَالْيَاقُوتُ وَالدُّرَرُ

تُطَرِّزُ الحُبَّ آيَاتٍ وَتُرْسِلُهَا

                  إلى بَعِيدِ الْمَدَى يَهْمِي بِهَا اْلمَطَرُ

أوْ أنَّهُ الزَّهْرُ يَهْدِي مِنْ كَمَائِمِهِ

                  جَمَالَ فَاتِنَةٍ في طَرْفِهَا حَوَرُ

يَا مُبْدِعَ الشِّعْرِ أبيَاتَاً يُرَدِّدُهَا

                 طَيْرُ الْمنَىَ فَوْق دَوْحٍ غُصْنُهُ خَضِرُ

أجَدْتَ نَظْمَ قَرِيضِ الْمَكْرُمَاتِ وَقَدْ

                 زَانَتْ بِذِكْرِكَ في تَارِيخِنَا السِّيَرُ

أجْلَيْتَها كَالسَّنَا تَاهَتْ زَخَارِفُهَا

                 أوْ أنَّهَا مِنْ دَفِيقٍ فَيْضُهَا نَهَرُ

لَقَدْ صَدَقْتَ بَيَانَ الْقَوْلِ إنَّ لَنَا

                  مِنَ الصَّدَارَةِ مَا يُجْلَى بِهِ الْكَدَرُ

لَنَا الصَّدَارةُ قَدْ كُنَّا أسَاتِذَةً

                  في كُلِّ شَأنٍ لَنَا مِنْ فَنِّهِ أَثَرُ

وإنَّ رَايَاتِنَا مَرْفُوعَةٌ أبَدَاً

                  خَفَّاقَةٌ دَوُنَهَا الغَايَاتُ وَالْوَطَرُ

وإنَّ أمَّتَنَا في الْكَوْنِ هادِيَةٌ

                 كَالنُّورِ في حَالِكِ الظَّلْمَاءِ يَنْهَمِرُ

أفْعَالُنَا في سَمَاءِ الْكَوْنِ عَابِقَةٌ

               بِالْمِسْكِ بِالْفُلِّ في الأرْجَاءِ تَنْتَشِرُ

فِي كُلِّ يَوْمٍ لَنَا فِي الْفِكْرِ بَارِقَةٌ

               كَأنَّهَا في مَدَى آفَاقِهَا طُرَرُ

تَنْدَاحُ كَالصُّبْحِ مُزْدانَاً بِطَلْعَتِهِ

                يُهْدَى بِهِ مِنْ سَنَاهُ الْبَدْوُ وَالْحَضَرُ

فَسَلْ أُورُوبَّا وَسَلْ عَنَّا الشُّعوبَ وَسَلْ

              إنْ كِنْتَ تَجْهَلُ أوْ إنْ خَانَكَ النَّظَرُ

تُنْبِيكَ عَنَّا فِعَالُ الْمَجدِ كَيْفَ غَدَتْ

              تَحْتَالُ في دَارِنَا الأفْكَارُ وَالصُّوَرُ

أيَا ابْنَ رَاشِدَ يَا فَرْدَاً رُشِدْتَ بِهِ

              إلى الْمَعَالِي الَّتِي في طِيِّهَا الْعِبَرُ

أخَذْتَ مِنْهُ خِصَالَ الْخَيْرِ جَامِعَةً

               فَأنْتُمَا في مَدَاهَا الْأنْجُمُ الزُّهُرُ

يَا قَادَةَ الشَّعْبِ يَا نِبْرَاسَ وِحْدَتِنَا

               يَا مَنْ بِكُمْ قَادَةُ الدُّنْيَا قَدِ انْبَهَرُوا

الْعَدْلُ شِرْعَتُكُمْ وَالْحَقُّ رَائِدُكُمْ

                أنَّى اتَّجَهْتُمْ فَأنْتُمْ لِلُّدنَا بَصَرُ

فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ تُنْبيِكَ صَادِقَةً

               بِأنَّكُمْ في الْمَدَى الخَيْراتُ وَالْمَطَرُ

يَا بَاعِثَ الأمَلِ الوَضَّاءِ في دَمِنَا

                 حَتَّى غَدَوْنَا أسُوداً مَا بِنَا خَوَرُ

يَا حَادِيَاً نَحْوَ دَوْحِ الْفَجْرِ مُنْطَلِقَاً

                 غَايَاتُهُ اْلأمَلُ الْبَسَّامُ وِالْفِكَرُ

تَحْدُو رَكَائِبَ عِزٍّ نَحْوَ غَايَتِهَا

                  وَتَمْتَطِي ظَهْرَ رِيحٍ مَالَهَا ظَهَرُ

يَا حَارِثَ الْبَحْرِ بِالْعُمْرَانِ تَزْرَعُهُ

                 حَتَّى غَدَا مُدُناً تَنْمُو وَتَزْدَهِرُ

يَا بَاذِلَ الْجُهْدِ في أرْجَاءِ دَوْلَتِنَا

                 تَنْسَابُ كَاْلمَاءِ عَذْبَاً حِينَ يَنْهَمِرُ

تَمُدُّ بِالْكَفِّ جُوداً سَالَ أوْدِيَةً

                   فَتَاهَ مِنْ جُودِهِ الإنْسَانُ والشُّجَرُ

تَطِيرُ مِنْ فَرَحٍ في جَوِّ مُعْتَرَكٍ

               مِنَ التَّنَافُسِ فيِهِ السَّبْقُ يُدَّكَرُ

قَدْ كُنْتَ دَوْمَاً تَحُوزُ الْفَوْزَ مُنْفَرِداً

                وَتَغْلِبُ النَّاسَ أشْواطاً وإن كَثُرُوا

فَأنْتَ أَنْتَ لَنَا حِصْنٌ وَمَكْرُمَةٌ

                 وَأنْتَ أَنْتَ لَنَا اْلأمْجَادُ وَالظَّفَرُ

 

Email