«نهاية رجل شجاع» جديد سلسلة «الفائزون» عن مؤسسة العويس

غلاف رواية نهاية رجل شجاع

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدر حديثاً عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ضمن سلسلة «الفائزون»، كتاب جديد بعنوان «نهاية رجل شجاع» للروائي السوري حنا مينا، الفائز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل «القصة والرواية والمسرحية» الدورة الأولى، والإصدار الجديد يأتي ضمن مشروع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الهادف إلى تزويد المكتبة العربية بكتاب نفد من المكتبات لكل فائز بالجائزة تعاد طباعته وفق معايير حديثة، وتقوم المؤسسة ضمن خطتها الرامية إلى نشر الثقافة وتعميم الفائدة بإهداء تلك الكتب إلى من يرغب، وكذلك تزويد المكتبات العامة ومكتبات الجامعات بهذه الإصدارات.

الهروب

تحكي الرواية حياة فتى يدعى مفيد، ابن لفلاح بسيط، غير المبالي، كان يستخدم أعنف وسائل الضرب في تربيته، وفي أحد الأيام عندما كان مفيد في الـ12 من عمره، قطع ذنب حمار أحد الفلاحين، فقامت الدنيا ولم تقعد في «الضيعة»، فربطه والده بالحبال، ثم انهال عليه ضرباً بالكرباج، ولم يكتف بذلك، بل تم ضربه «فلقة» أمام رجال الضيعة ونسائها وصغارها، ما سبب له أذى نفسياً، هرب على إثرها من البيت. كان مفيد يملك جسداً عملاقاً، خُلق للشجار والعراك وتحمل الأثقال، ولكن عقله كان فارغاً، عندما هرب من البيت، تشرد بين الطبيعة والمزارع، ونصحه قريب أمه «إبراهيم الشنكل» بنسيان الماضي، وترك الشقاوة، وبدء حياة جديدة في مكان لا يعرفه أحد، فذهب إلى المدينة.

التقى بصديقه «عبدوش»، وهو فتى مشاغب هرب أيضاً من قريته، وأصبح يعمل خبازاً، وساعد مفيد كثيراً على الاستقرار، ودبر له عملاً معه، حتى جاء يوم وتعاركا مع العدو الفرنسي في أحد المقاهي، وعلى إثرها تم رميهما في السجن مدة سنتين، وكان حينها مفيد في الـ18 من عمره، في السجن تعلم مفيد معنى أن يكون رجلاً مستقيماً، حيث ساعدته صحبه السجناء الثوار والسياسيين على تعلم القراءة.

بعد السجن

خرج من السجن وذهب للعمل في المرفأ، حيث مغامرات وتحديات مع المعلم رضا وجماعة حليش والزقلوط، فحوّل مفيد من «نكرة» إلى «وحش» يحسب له ألف حساب، ولأنه كان مغروراً ويمتلك نرجسية عالية، انقلب عليه رجال المرفأ فأودعوه السجن مدة خمس سنوات، فأصيب بمرض السكر، ولقلة العناية والاهتمام، تم بتر ساقيه، وتقف زوجته لبيبة المحبة إلى جانبه لتشكّل فرقاً لبداية جديدة.

ثم يظهر في حياته إبراهيم الشنكل من جديد، ليساعده على الخروج من حالة اليأس إلى حب الحياة، ويساعده ويدبر له عملاً كبائع للدخان، ثم بائع للبضائع المهربة من السفن، لكنه وقع ضحية مشكلاته القديمة في الميناء، إذ ظهر عدوه المعلم «بطحيش» من حيث لا يحتسب، ووجه أنظار الشرطة إليه، ليقطع رزقه وتتبخر أحلامه، ليقوم بعدها بقتل أحد الضباط والانتحار مباشرة.

نبذة

ولد حنا مينا عام 1924 في مدينة اللاذقية، وعمل تحت ضغط الفقر في مهن كثيرة، من حمال في المرفأ إلى صبي حلاق، إلى صحافي، ولم يدخل أي مدرسة بعد التحصيل الابتدائي، وبدأ الكتابة منذ عام 1942، وكتب قصصاً قصيرة في صحف ومجلات سورية ولبنانية، وانتقل عام 1947 من اللاذقية، حيث كان يعمل حلاقاً، إلى دمشق وعمل في الصحافة، وكان من مؤسسي رابطة الكتّاب السوريين عام 1951.

منح مينا جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل «القصة والرواية والمسرحية» الدورة الأولى 1988 ـ 1989 على مجموع أعماله الروائية مع التنويه بروايتيه «الشمس في يوم غائم» و«بقايا صور»، لما تحققه الأولى من تطور في شكل الرواية ومن مزج الواقع بالرمز والأسطورة، والذاتي بالموضوعي والفطري بالعقلاني، ولما تحققه الثانية من تطور في قوالب السيرة الذاتية، وجعلها في صورة رواية محكمة البناء، وتتميز أعمال حنا مينا كذلك بين الأعمال الروائية العربية بالاهتمام بواقع البحر، ما جعله يستخلص خصائص إنسانية وقيماً حضارية في علاقة الإنسان بالبحر في الأدب العربي الحديث.

Email