نهيان بن زايد يتوج الفائز في الموسم 6

سيف المنصوري يرفع بيرق «شاعر المليون»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفظت الإمارات للسنة الثانية على التوالي ببيرق الشعر بعد أن حصل الشاعر الإماراتي سيف سالم المنصوري على لقب «شاعر المليون» للموسم السادس، وعلى البيرق، وقام سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بحضور الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، ومحمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية المنظمة للمسابقة بتتويج الفائزين الخمسة الأوائل وتسليم بيرق الشعر للمنصوري، وذلك مساء أول من أمس في ختام جولات المسابقة على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي.

انطلاقة المنصوري

أكد سيف سالم المنصوري لـ«البيان» على أن «تثبيت البريق في الإمارات للسنة الثانية على التوالي فخر لنا جميعا». وقال: « إن شاء الله يؤهلنا القصيد للمحافظة على هذه المكانة في جميع المحافل الوطنية»، كاشفا النقاب عن أنه توقع الفوز بنسبة كبيرة وصلت إلى 70% وقال: كانت المؤشرات خلال مراحل المسابقة تدل على هذا، خاصة وأن لجنة التحكيم قد أهلتني في المراحل الثلاثة، وأوضح أنه «إلى جانب هذا، فإن الجمهور كان جاهزا للتصويت ووقف معي، وهي وقفة أشكرهم عليها، وأعتبرها وقفة الدار وأهل الدار».

وأشار إلى أن ما وصل إليه في هذه المسابقة جاء نتيجة جهد ومثابرة. وأوضح أن ذلك سيكون بداية لمسيرة شعرية متقدمة في مجال الحضور الإعلامي لما سيتاح من فرص للمشاركة في أمسيات شعرية مختلفة.

جوائز

حصل الإماراتي سيف المنصوري الفائز بالمركز الأول على خمسة ملايين درهم إماراتي، وحصل العماني كامل البطحري الذي حل وصيفا في المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، وحصل السعودي مستور الذويبي الذي حل في المركز الثالث على ثلاثة ملايين درهم، أما البحريني محمد العرجاني فجاء رابعا وحصل على مليوني درهم، وحل الإماراتي علي القحطاني في المركز الخامس وحصل على مليون درهم.

وشغل المركز السادس الإماراتي حمد سعيد البلوشي والذي فوجئ بأنه لن يغادر المسرح بسبب تعادل نتيجة اثنين من الشعراء عند بدء الحلقة الأخيرة، ليستمر الشعراء الستة في المنافسة، وهو ما أقرته لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد، ووافقت عليه اللجنة العليا للمسابقة.

أوبريت غنائي

قبل إعلان النتائج قدم المغني الإماراتي عيضة المنهالي أوبريت غنائياً، ومن ثم قدم الإعلامي والشاعر عارف عمر مُعد البرنامج ود. ناديا بوهنّاد فقرة التحليل النفسي، لكنها هذه المرة لم يكن تحليلاً بالمعنى الدقيق للكلمة، إنما تأكيد على ما كانت تقوله د. بوهنّاد عن المتنافسين، حول الأداء، والحضور، والكاريزما، والاستعداد، وتقبل الرأي الآخر، وقوة الشخصية، والإبداع في لغة الجسد، والثقة بالذات، وغير ذلك مما استطاع الشعراء اكتسابه أو تعزيزه على مدار الحلقات الـ15 التي كانت تُبث على الهواء مباشرة، وفي البرنامج الذي دعمه في هذا الموسم بنك أبوظبي الإسلامي.

كما قرأ عارف عمر رسائل الجمهور التي كانت تصله عبر تويتر موقع التواصل الاجتماعي، متواصلا مع كل من شيما وحسين العامري مقدمي البرنامج سواء خلال الأوقات المستقطعة، أو قبل وبعد إعلانهما النتيجة في كل حلقة، ليكون حضور الجميع فاعلا في برنامج استطاع كسر حاجز المتابعة العادي، وحجز له موقعا بين البرامج الأكثر جماهيرية على الأقل في منطقة الشرق الأوسط كما تشير المتابعات.

ومن ثم أعلن حسين العامري مفاجأة أخرى، بعد مفاجأة تنافس الشعراء الستة، وهي أن مسابقة «شاعر المليون» ستتلقى طلبات المشاركة اعتبارا من يوم أمس الخميس، لتبدأ دورة العمل من جديد قريبا. وقبل أن تبدأ منافسات «شاعر المليون»، قال د.غسان الحسن عضو لجنة التحكيم: إن اللجنة راهنت على الموسم السادس الذي أثبت أنه الأكثر علوا بين المواسم.

الحفاظ على التراث

 

تهدف مسابقة وبرنامج «شاعر المليون» التي تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، للحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات والخليجي، وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، وفي سبيل كسب أكبر جمهور ممكن كذلك على امتداد الجغرافية التي ينتشر فيها العرب من محبي الشعر.

الشعراء يقرأون قصائد مفعمة بمفردات الأصالة

 

قرأ حمد البلوشي الشاعر الذي حل سادسا، قصيدة بعنوان «الرحلة» وقال عنه الحسن بأنه عالي الإيقاع والموسيقى. ورأى العميمي أن البلوشي حافظ على مستواه. ودل السعيد على مواطن إعجابه بالنص.

وألقى سيف المنصوري صاحب اللقب لهذا الموسم نصا بعنوان (امذهّبات القراطيس)، الذي أذهل لجنة التحكيم لما فيه من مفردات مغرقة في البيئة الإماراتية. وقال العميمي إن الشاعر حافظ على مستواه بعد إلقائه ذلك النص، فأفكاره مستمدة من بيئته، وهو يوظف في نصه مفردات لم تعد مستخدمة عند الجيل الجديد. وأضاف يحيى المنصوري مفردات قديمة من دون تكلف. ولديه صور رائعة الجمال ومشهدية تستحق التأمل.

وأكد السعيد على أن النص ينطوي على رائحة البداوة والأصالة، حيث امتداد الصورة الشعرية في أكثر من بيت. وأشار إلى أن هذا يؤكد على حرفة المنصوري، فهو منذ بداية المسابقة يسير على النهج ذاته. كما وجد الحسن أن النص جميل وعميق ومتسع ومتشعب، ومردّه سعة القاموس اللغوي لدى المنصوري، ومعرفته مفردات كثيرة تجعله يذهب بالنص أنّى شاء.

وأوضح أن مفرداته دالة على مختلف بيئات الإمارات، ومنها استمد الصور، في نص يكاد يكون بلا حشو. وقال الحسن: إن حذف أي مفردة من الأبيات تجعل المعنى يختل.

استمرارية التألق

علي القحطاني قرأ نصا على طرق المسحوب، وهو ما أشار إليه الناقد السعيد، كما أشار إلى الذكاء الموجود. وأكد الحسن على التألق المستمر عند الشاعر، وإلى مسيرته ذات المستوى الرفيع، وإلى جمال النص الذي فيه الجديد الذي يعجب.

وقال: في نص القحطاني أسئلة ذات بعد جميل. وأشار العميمي إلى أن القصيدة ذكية في الترميز الذي استخدمه الشاعر، وفي بعض أبياتها تواضع وفخر متوازنان، فالشاعر يكتب بوعي وبنضج.

وألقى الشاعر العماني كامل البطحري نصا بعنوان (شكراً)، وهو ما دفع الحسن للإشارة إلى مسيرة البطحري الشعرية المشرقة، وإلى مستواه الممتاز. ونص البطحري كما أشار الحسن يقسم إلى نصفين، نصف لعمان والنصف الآخر للإمارات، وفي حب الطرفين.وأكد العميمي على أن البرنامج فخر بتجربة كامل وحضوره. وركز السعيد على أسلوب الشاعر الذكي والجميل جدا في النص.

فخر وانتماء

وقرأ محمد العرجاني نصا، راوح فيه بين الشعر وبين مديح البحرين البلد الذي ينتمي إليه، خاتما نصه الحماسي بفخره بالانتماء إلى قبيلته وبلده. وهو ما دفع العميمي للتأكيد على مستوى الشاعر، وأشار إلى مطلع نصه، موضحا أن النص يتراوح بين المدح والفخر مزجهما الشاعر ليجعل منهما كتلة واحدة. وأشار السعيد إلى المديح الجميل في النص، وإلى الترابط بين الأبيات والصور. وأشار الحسن إلى مواضع الجمال في نص العرجاني، بدءا من مدخله.

واختتم القراءات مستور الذويبي، الذي ألقى قصيدته (محمد محمد) قال في بعض أبياتها واصفا الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة:

محمد محمد فاتح صدره المضياف

تجيه القلوب كفوف لمصافح كفوفه

محمد محمد ملتجي من عليه خلاف

ليا جاه يشكي من عنى الوقت وظروفه

وهو ما دفع السعيد للحديث عن الشاعرية الحاضرة لدى مستور الذويبي في ذلك النص الذي ألقاه، من أول بيت وحتى آخر بيت، كما أكد على الذكاء في كتابته، وعلى مدخله الجميل.وأوضح الحسن أن مستور قدم نصا جميلا، وذهب من خلاله إلى أساليب متنوعة.

وقال: استخدم الشاعر أسلوب المدح في 5 أبيات، منها 4 مقفلة مجهولة الممدوح، وبيت خامس تعريفي، بالإضافة إلى بيت آخر يليه ويشبهه. وقال العميمي إن النص الذي ألقاه الذويبي هو ختام مسك الموسم. وأضاف: إن الشاعر متألق، وحضوره مميز. وأشار إلى ابتعاد النص عن التقليدية وتوافر خصوصية الممدوح.

بطاقة

حَملة البيرق الستة

«شاعر المليون» هو برنامج تلفزيوني متخصص في مسابقة الشعر النبطي، انطلق من أبوظبي، ولاقى البرنامج متابعة جماهيرية واسعة في العالم العربي، بدءاً من دورته الأولى في العام 2007، إذ قامت العديد من المحطات الفضائية ببث حلقات البرنامج الأسبوعية، كما قامت بمتابعة وتغطية الحدث إخبارياً العديد المحطات العالمية والعربية.

وفاز بدورته الأولى في العام 2007 الشاعر القطري محمد بن فطيس المري، كما ذهبت في الدورة الثانية للعام 2008 للقطري خليل الشبرمي، وكانت الدورة الثالثة من نصيب السعودية، وحصل على البيرق الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت المزيني، أما بيرق الدورة الرابعة، فذهب للشاعر الكويتي ناصر الثريني العجمي، وفي الدورة الخامسة ذهبت للإمارات، وحمل بيرق الشعر الشاعر راشد أحمد الرميثي، الذي سلمه في هذه الدورة للشاعر سيف المنصوري.منافسة

 

الموسم السادس

شهد الموسم السادس من "شاعر المليون" منافسة رائعة بين شعراء يظهرون للمرة الأولى على الشاشة، أثبتوا أنهم جديرون بالوصول إلى مرحلة الـ48، ثم إلى مرحلة الـ28، ثم إلى المرحلة الثالثة ب 15 شاعرا، وأخيرا إلى صفوة الصفوة التي تمثلت بستة شعراء، ثلاثة منهم من دولة الإمارات، وواحد من عمان، وخامس من السعودية، وسادس من البحرين.قوافي

الشعر النبطي

يحتل الشعر النبطي مكانة مرموقة في منطقة الخليج العربي، تتمثل في كونه اللون الأدبي الشعبي الشائع، ويطابق هذا الشعر في شكله وأسسه الفنية الشعر العربي الفصيح، فهو شعر عربي الأصول والأبنية والتقاليد، بدوي اللهجة العامية. وتسمية هذا الشعر باسم «النبطي»، نابعة من أن كلمة «نبطي»، في العهد الذي نشأ فيه كانت تعني عجمة اللسان وعدم الفصاحة، ويعيد مؤرخو الأدب ظهور هذا النوع من الشعر الى نحو سنة 450 هجرية.

«امذهّبات القراطيس» تفوز

سيف المنصوري

هل المطر يا امغرّفين القراطيس

علمه اتسوقه بالمعاني بروقه

قدله ثلاث شهور والحفر ما قيس

تشهد على وقعه بقاعه شقوقه

ينحت صخر ياطراف سيل الهواجيس

 

يروي المسامع وايتلقّا حقوقه

أرضه قفر واترابها ما بعد ديس

والعشب تنه م المغاني عروقه

يبرالها من راسي الجزل فرّيس

 

يكسع فحلها عن معاشير نوقه

واتناعتوه البدو عند العواسيس

واتوافدوا يشعف غلاهم خفوقه

ويطمي بحر ستين ويضيع غطّيس

 

وغيره اتطبّع جيلبوته رقوقه

ويشمخ وينزل له وظن وبالنواميس

يسمو تحت بشته ويرفي فتوقه

Email