محاضرة في اتحاد الكتّاب بأبوظبي بمرور 50 عاماً على رحيله

السياب شاعر المطر وأيقونة الألم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«مطر» ثلاثة حروف اختصرت رحلة الشاعر بدر شاكر السياب مع الميلاد والحب والموت، هذا ما أوضحه شعيب عبدالفتاح المستشار الإعلامي للسفارة المصرية، وأضاف: كانت بكائيته الكبرى «أنشودة المطر» فتحاً جديداً في ديوان العرب. جاء هذا خلال المحاضرة التي ألقاها بعنوان «السياب: شاعر المطر وأيقونة الألم»، وذلك مساء أول من أمس في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، واستهلها الشاعر محمد المزروعي رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي الذي أشار إلى أن هذه الأمسية تأتي ضمن احتفاء اتحاد الكتاب بمرور 50 عاماً على رحيل السياب.

عام السياب

وقال المزروعي: إن العام 2014 هو عام السياب عربياً بإعلان من المكتب الدائم لاتحادات الكتاب العرب، وسيواصل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات احتفالاته بالسياب على أكثر من صعيد. وأوضح: يحضر اتحاد كتاب الإمارات، مع اتحاد كتاب العراق ندوة موسوعة عن السياب، كما سينظم الاتحاد بالتعاون مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته القادمة، أمسية لـ«غيلان» ابن الشاعر الراحل السياب خلال أيام المعرض.

أيقونة الألم

وأشار المزروعي إلى أن المحاضر شعيب عبد الفتاح قد شغل سابقاً منصب وكيل وزارة الإعلام المصرية، وأصدر العديد من الكتب منها «صراع الحضارات إثبات الأنا ونفي الآخر»، وإنه كان يكتب عمودا بعنوان «الرسم بالكلمات»، ليؤكد من بعدها عبدالفتاح إن محاضرته هذه هي أيضا رسم بالكلمات لملامح حياة السياب. إذ قال: كان السياب أيقونة مثلى من أيقونات الألم الإنساني، في بيت أبيه، وبعد موت الأم، نهشت قلب السياب أظفار الغربة القاسية، وافترسه الاغتراب العاطفي والوجداني، وعانى حتى آخر أيام حياته اضطرابات نفسية مؤلمة.

وأوضح كان السياب أحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي، وكان أبوتمام هو شاعره المفضل بين شعراء التراث الشعري، وأعجب بالشاعرين المصريين علي محمود طه، ومحمود حسن إسماعيل، وكان الجواهري عنده أعظم الشعراء. وأضاف: رأى السياب أن ثلاثية المتنبي وأبوتمام والمعري تلخص جوهر الشعر العربي وكنوزه الحقيقية.

مزاج رومانسي

عن أسلوب السياب قال شعيب عبد الفتاح: في البدء كان رومانسي المزاج، كلاسيكي الصياغة، وتحول شيئا فشيئا إلى الواقعية في التعبير والحرية والوزن والقافية. وأضاف رغم توقف مشروعه الشعري وعدم اكتماله لموته عن ثمانية وثلاين عاما، إلا أن ميراث السياب ما زال يهطل كالمطر، على الأرض الهامدة. وقال: نشر قصيدة «أنشودة المطر» في مجلة الآداب في العام 1945 ولم يكن يدري بأنها ستكون منعطفا حاسما في مسيرة تجربة الشعر العربي المعاصر كله. وأوضح: بقيت الأسطوة المرئية في شعره عشتار البابليلة، وبلغ مداه في انصهار الرمز ومضمونه فلم نعد ندري من السياب ومن الرمز.

وأشار عبد الفتاح إلى أن السياب لم يقف عند حدود الإبداع والتجديد الشعري، بل ترجم لنا روائع جاسيا لوركا، وطاغور وناظم حكمت، وتي إس إليوت، ونيرودا، وأرتورو جيوفاني، وغيرهم.

 

قصيدة مفقودة

أشار شعيب عبدالفتاح بأن للسياب قصيدة طويلة مفقودة بعنوان «بين الروح والجسد» وهي تناهز الألف بيت، كان قد أرسلها لصديقه الشاعر المصري علي محمود طه ليكتب له مقدمه، لكن الملاح التائه مات قبل أن يكتب المقدمة، وفقدت بموته القصيدة.

Email