في ندوة ساخنة عن «ما بعد بن لادن»

عبد الباري عطوان: «القاعدة» استفاد كثيراً من الربيع العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت ندوة "ما بعد بن لادن" للكاتب والصحافي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي"، ومؤلف الكتب الشهيرة "أسامة بن لادن" و"القاعدة بعد بن لادن" و"وطن من كلمات"، الكثير من النقاش في أروقة مهرجان طيران الإمارات للآداب أول من أمس.

وأمام جمهور غصت به القاعة في ندوة رعتها مؤسسة دبي للإعلام وقدمتها الزميلة نوفر رمول عفلي معدة ومقدمة برنامج "قابل للنقاش" على تلفزيون دبي تحدث عطوان عن التطورات التي طرأت على تنظيم القاعدة بعد رحيل زعيمه أسامة بن لادن، وعن ذكرياته عندما التقاه في تورا بورا قبل أعوام، حيث نام على سرير تحته ترسانة من الأسلحة وتناول طعاماً فقيراً، وسلك دربا وعرة وكان معرضاً لشتى المخاطر.

ثم انتقل إلى الحديث عن فكر القاعدة الذي اعتبره الآن أخطر من أيام تورا بورا، لأنهم في السابق كان لهم عنوان ثابت آنذاك، وهو رابع كهف على اليمين إذ لم يعد حالياً مركزياً كما كان، وله رأس الهرم ونائب الرئيس والقادة الميدانيون. ثم بدأ القاعدة ينشطر في أماكن عديدة مثل العراق وأفغانستان والصومال وسوريا والمغرب الإسلامي والساحل الأفريقي إضافة إلى الباكستان والصين مثل التنين الأسطوري كلما يُقطع رأسه، يخرج له خمسة رؤوس.

وأضاف: لم ينته القاعدة بل استطاع أن يستفيد من الربيع العربي، وأفضل مكان يزدهر فيه الدول الفاشلة، ولذلك نراه ينشط في كل من اليمن والصومال وسوريا.

القاعدة في الجزائر وفلسطين

ثم أشار إلى أن القاعدة يتعدى الطوائف، وهو وصل إلى البربر والمسلمين على حد سواء في المغرب العربي. والمجموعات السلفية مثل "بوكو حرام" تقدم ولاءها إلى القاعدة إلا أن أسامة بن لادن تعب من المغرب لأنه أرسل أبو مصعب السوري، كسفير إليهم، وقد رفض الجزائريون حمل اسم القاعدة.

وعن سؤال عن ماذا قدم القاعدة لفلسطين، أكد على أن أسامة بن لادن ركز على هوامش المسلمين. وكان لدخول أيمن الظواهري إلى القاعدة تأثير واسع على الحركة إذ أنه أعطى بعداً عربياً إسلاميا لها.

القاعدة والانترنت

وأشار المحاضر إلى قوة تواجد عناصر القاعدة وكوادره على الانترنت، مثل أنور العوقلي، أثار مشكلة للغرب، وهو يجنّد العرب الذين يقيمون في البلدان الأوروبية. فهم يتواصلون من خلال تقنيات الإعلام الحديث.

كان "القاعدة" يسعى إلى استرضاء قناة الجزيرة في السابق باعتبارها كانت أداتهم الوحيدة للوصول إلى العالم، لكنه الآن ليس بحاجة إلى أي أداة إعلامية لأنهم اخترقوا جميع شبكات العالم من خلال كفاءاتهم التقنية العالية.

مضايقات

وفي سؤال عن المضايقات التي تعرض لها عبد الباري عطوان بسبب استمراره على الكتابة عن القاعدة، قال انها تهديدات مختلفة منها تهديدات بالقتل من قبل منظمة كلوكلوس كلان العنصرية الأميركية التي اغتالت مارتن لوثر كنغ.

حيث وضعوا لي رسالة غير مختومة في صندوق بريدي، وفي المرة الثانية، تم اقتحام مقر صحيفة "القدس العربي" في لندن بحجة السرقة بعد تفجيرات الـ11 من سبتمبر 2001 لكنهم لم يجدوا المعلومات التي يبحثون عنها، لأنني، ولحسن الحظ، لا أستخدم الكمبيوتر ولا أزال أكتب بالقلم.

الكتب الأقل حظاً في الترجمة

 

الأقل حظاً.. مفهوم لا يعبر عن المنهج العلمي لسير أعمال الترجمة الثقافية في العالم العربي، ولكنها تعد مؤشراً عاماً لاستمرار إشكاليات النشر وما يشوبها على مستوى اختيار المضامين وجودة المؤسسات المعنية بالنشر، إلى جانب تحكم تجارية القطاع الخاص في ما يمكن بيعه أو إقصاؤه عن سوق الكتب.

وفي هذا الصدد أكد الباحث والمترجم زكريا أحمد أن إنشاء مؤسسة عربية معنية بالنشر عبر منابر الهيئات الرسمية مثل الجامعة العربية وغيرها كفيلة بتحديد أطر مستقبل الترجمة في الوطن العربي، مبيناً أن الاعتماد الكلي على دور النشر في صياغة حوار متكامل لتوجهات الترجمة والكتب المختارة تظل أزمة معقدة تحتاج إلى إعادة نظر ورصانة بحث جدية.

صورة نمطية

في مسألة اختيار الأعمال الأدبية لترجمتها، قدم الباحث والمترجم زكريا أحمد نموذجاً فعلياً حول ما يهتم به قطاع النشر الأجنبي في تلك المسألة قائلاً: "قضية الترجمة معقدة جداً، فيها مساحة متوترة بين متطلبات المجتمعات من كتب تعزز ثقافتها، وبين اختيارات دور النشر التي تقف أحياناً ضد الهدف الأسمى من الترجمة"، مضيفاً أن التركيز المهيمن من قبل دور النشر العالمية يكمن في ترجمة الكتب المتعلقة بمواضيع البيئات المهمشة في المجتمعات العربية.

لافتاً أن أغلبها ينم عن سطحية، وأن التركيز عليها من قبل دور النشر إنما رغبة في إثراء نقاط سلبية معينة، أو تعزيز الصور النمطية حول مجتمعاتنا. وأشار زكريا إلى أن هناك أعمالا لا يتم تسويقها بشكل جيد لإحالتها إلى مرحلة الترجمة، أو أخرى مترجمة لا يتم دعمها إعلامياً لضمان استمرار الترجمة لتلك النوعيات ببعدها الرصين والجيد.

Email