نابلس.. مدينة جذبت أقلام المؤرخين والرحالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

زار العديد من المؤرخين والجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين على مدار التاريخ مدينة نابلس التي سمعوا عنها فاستهوتهم، فشدوا الرحال اليها وعادوا منها بمواد ملأت كتبهم ومؤلفاتهم. وفي هذه العجالة اقتبس بعض ما كتبوا عنها: أسامة بن منقذ صاحب كتاب (الاعتبار) وقد تحدث فيه عن شجاعة النابلسيين في محاربة الفرنجة اثناء الحروب الصليبية والهجوم المتكرر على جنودهم وقتلهم اياهم، ومحيي الدين الحنبلي صاحب كتاب (الانس الجليل في تاريخ القدس والخليل) تحدث فيه عن مياه نابلس الجارية وعيونها وزيتونها وفواكهها والقلقشندي وهو كاتب وناقد معروف، زار نابلس وكتب عنها في كتابه (صبح الاعشى في صناعة الانشا) انها مدينة مكتفية ذاتيا لتنوع انتاجها وصناعتها. وابن بطوطة وهو الرحالة المشهور، تحدث عن حلواها وبطيخها العجيب ووصفها بأنها مدينة الاشجار والينابي والانهار.

القزويني زكريا محمد وهو رحالة مشهور، وكتابه (اثار البلاد واخبار العباد) وهو من اول من اشار الى حكاية او اسطورة التنين، أو الثعبان (لس) الذي كان له ناب عظيم، فقتله النابلسيون وعلقوا نابه على باب المدينة التي اصبحت تعرف بنابلس.

حياء النساء

القرطبي وهوالمؤرخ والمحدث والمفسر المعروف، وله كتاب (الجامع لاحكام القرآن) تحدث فيه عن نساء نابلس واصفا حياءهن وعفافهن، وقال فيهن: (لم اشاهد احداهن الا وهن ذاهبات الى المسجد للصلاة يوم الجمعة فقط)، رغم انه زار الف بلدة وقرية. نشير هنا ان هذا النص منقول عن ابن الفرج (لا اصون ولا اعف من نساء مدينة نابلس)، وياقوت الحموي وهو من اشهر جغرافيي العرب والمسلمين، تحدث في كتابه (معجم البلدان) عن نابلس وخص بالحديث الطائفة السامرية وقداسة جبل جرزيم عندهم، والادريسي محمد بن عبدالله صاحب كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) تحدث فيه عن بئر في نابلس حفرها يعقوب عليه السلام وعندها جلس السيد المسيح وطلب من المرأة السامرية الماء ليشرب.

ابن جبير وهو رحالة وصف تحرير نابلس على يد صلاح الدين الايوبي من الصليبيين، واعتبر هذا التحرير من اهم غزواته، كما تحدث عن بطولات النابلسيين في سبي الافرنج وهدم حصونهم والاستيلاء على غنائم لا تعد ولا تحصى منهم، وكذلك تحرير اسراهم من بين ايديهم. وكان تحرير نابلس مقدمة لتحرير القدس (قبل عامين منها) 1184م .

شهادة البلاذري

البلاذري وهو مؤرخ عربي صاحب كتاب (البلدان) أشار الى مدينة نابلس، منوها الى فتحها على يد القائد الاسلامي عمرو بن العاص 636 م، وقد فتح معها سبسطية.

اليعقوبي وهو جغرافي ورحالة صاحب كتاب (البلدان) وصف فيه نابلس بأنها مدينة قديمة تقع بين جبلين مقدسين ويختلط السامريون فيها بالعرب.

الاصطخري وهو رحالة وجغرافي ذكر في كتابه (الممالك والمسالك) ان نابلس مدينة يسكنها السامريون الذين زعموا انها بيت المقدس، وتحدث ايضا عن مياهها الجارية، وابن حوقل وهو جغرافي كرر ما ذكره الاصطخري عن نابلس في كتابه (صورة الارض).

البشاري المقدسي وهو رحالة وجغرافي مشهور، كان اول من تحدث بشيء من التفصيل عن مدينة نابلس في كتابه (احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم) واصفا اياها بانها دمشق الصغرى، وقال عنها انها مدينة مضغوطة بين جبلين - مدينة تجارية كثيرة الاسواق بناؤها من الحجر مبلطة ونظيفة شوارعها ضيقة ومظلمة.

السمعاني وهو رحالة ومحدث ومؤرخ، ذكر في كتابه (الانساب) ان نابلس من امهات المدن، وهي من امهات بلاد فلسطين وحسانها لغويا قال انها (نابلس) بضم الباء واللام. وقد تحدث عن علمائها وصلابتهم في الحق، وأشار إلى كثرة مساجدها، وأورد ياقوت الحموي في (معجم البلدان) ان علماء نابلس قد رفضوا حكم الفاطميين واعلنوا الجهاد ضدهم ومن هؤلاء العلماء ابن النابلسي.

 

الرحالة الغربيون

 

زار نابلس في العام ( 1863) هنري ترس ترام وقال عنها: "انها مدينة نظيفة وان شوارعها أنظف من شوارع القدس، وقال أيضا: ان موضوع نظافتها كان من اختصاص بلديتها، يقول الشيخ سعد شرف: نابلس تعيش هذه الأيام ومنذ بدأت السلطة الوطنية الفلسطينية حملة ترسيخ الأمن حالة من النهوض الاقتصادي والعمراني، فأسواقها أصبحت أكثر الأسواق اكتظاظا حتى من عرب الداخل وظهرت أحياء من الفلل والقصور في منطقة نابلس الجديدة والعامرية وطيبة غرب المدينة.

Email