عادت الشاعرة الإماراتية الدكتورة أمينة ذيبان بذاكرة الشاعر إبراهيم الهاشمي إلى ما قبل ثلاثة عقود. عن هذا قال: في ذلك الوقت كان لها حضور أخاذ بمجال قصيدة النثر، في مجلة أزمنة، ومجلة شعر، وشؤون أدبية.
وأضاف: كم كانت هذه الأمينة ظالمة لموهبتها، وكم كنا أكثر ظلما منها أن نرضى أنها استمرأت هذا الغياب، كما تساءل: كيف قبضت على جمر كلماتها، وكيف لها أن تحبس عصفورها لا يغرد. وكيف لانت ذاكراتنا حد التبلد وتركناها وحيدة؟ وبهذا الاستهلال بدأ الهاشمي تقديمه للشاعرة الدكتورة أمينة ذيبان التي تعود بعد غياب طويل لتقرأ أشعارها خلال أمسية نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مساء أول من أمس في مقره في أبوظبي.
عودة الشاعرة
قال إبراهيم الهاشمي: طال البحر مداً على لسان "سارة حارب" وهو الاسم الذي توارت خلفه أمينة ذيبان، عند نشر إنتاجها، ومن ثم فضلت الجلوس على الشاطئ وتأملنا، ثم قررت السباحة. لتعود إلينا ناقدة متخصصة بالرواية.
وأشار: كم جميل هذا اليوم بعودة هذه الشاعرة الوارفة، فأمينة حرف متصوف غائص في الذات والذوات، هائم بالمحبة الجذلة والوطن الأشهى، ولا شيء بيننا غير هذا المساء، وذاكرة الشوق، حيث للأصوات القادمة من تعبها، وهج البارحة، لم ينتصف النهار في فمها ولا الليل. فهي كما وصفها الهاشمي امرأة الوقت الطويل، والفضاء القادم، ونحن القادمون إليها بلا مسافة، نتقدم إليها لتأخذنا في سمائها.
زهرة الدم
بدأت الشاعرة أمينة ذيبان قراءاتها بقصيدة "في تداعيات النشيد الآخر" لتنتقل من بعدها لقصيدة أخرى بعنوان "من النسيج الأقدم إلى العاشقة في المهد" وهي مهداة كما ذكرت للشاعرة ظبية خميس، وتجتمع القصيدتان بأنهما قصيدتان طويلتان، وكذلك الأمر بالنسبة للقصائد الأخرى، التي قرأتها وأهدت منها قصيدة "فاطمة تطرق النواقيس" كما ذكرت لامرأة أخرى، ومن ثم توالت العناوين، مثل أحجية تعني التمرد في الحديث، وفي انقطاع العلائق والتماسها، وموت، وزهرة الدم.
بنية القصيدة
ومن ثم انتقلت للإجابة عن الاستفسارات، إذ بررت بعد تعليق أن المتعارف عليه في قصائد النثر أنها قصيرة ومكثفة بقولها: ربما تأثرنا بما ورثناه من السياب أو همنغواي أو غيره، كما أتصور أن بنية القصيدة لا تحدد مسار الكتابة.
وأوضحت ذيبان: قد يحدث هذا في القصة القصيرة لأنها قصيرة، وأنا لا أدعي أني أكتب القصيدة أو أصمت، أو أتكلم، فالقصيدة تكتب نفسها، ورأت ذيبان أن دخول الصمت له علاقة باللحظة المقدسة، سواء كتبها أي شاعر أم لا، ويبقى الأهم هو الصدق في التركيبة السردية.
وبالنسبة لي: الكتابة اقتناص وتناص مع اللحظة، والموسيقى ولما أبني جملة قد أكسرها، وقد أكتبها، وأشارت كنا في الثمانينات نقرأ التصوف، وعلى رأسهم الحلاج. وأخيرا كشفت أن لديها مجموعة شعرية جاهزة بعنوان "زهرة الدم" تضم عشرين قصيدة، وأتشرف أن يتخذ اتحاد كتاب وأدباء الإمارات قرارا بنشرها.
سيرة
بدأت الناقدة ذيبان تجربتها في الثمانينات، ونشرت نتاجها الشعري تحت اسم "سارة حارب"، وقد شاركت لمرة واحدة في أمسية شعرية مشتركة في بداية تجربتها الأدبية. كما حصلت على بكالوريوس مزدوج في العلوم السياسية والإدارة العامة من جامعة الإمارات، والدكتوراه والماجستير في الآداب من جامعة لندن. عملت لفترة طويلة في صحيفتي (الاتحاد) و(البيان) الإماراتيتين، ومن أهم أعمالها المنشورة على الإنترنت "الحداثة والتغيير عند عبدالرحمن منيف".
