منحوتات بصبوص في «شمس متكسّرة» ببيروت

تحت عنوان "شمس متكسّرة"، يقيم النحات اللبناني أناشار بصبوص معرضاً لمجموعة من منحوتاته في وسط بيروت، يستمر حتى 8 يوليو المقبل. والأعمال منصوبة في ساحة تتوسط مجموعة من الأبنية الحديثة الشاهقة، أي وسط فضاء معماري، ما يشعر زائر المكان بأن المعروضات لا تبتعد كثيراً عن الاعتماد على البناء العمودي والأفقي في فراغ، ويجعله لكي يكتشف العلاقات التي تربط بين النحت وحركة الطبيعة وفن المعمار، على ضوء مبدأ الثابت والمتحول والسائل، في مفاهيم ما بعد الحداثة.

والمعرض تجربة في النحت الهندسي، ويضمّ 16 منحوتة صنع بصبوص معظمها من الحديد والمعدن، باعتبار أن هذه المواد التي تعالج بالإضافات هي قريبة الى علم الهندسة، وفق قوله لـ"البيان"، علماً أن مبدأ عمله يقوم على جمع الأشكال المختلفة وجعلها متداخلة ومتكاملة، مع المحافظة قدر الإمكان على شكلها الأساسي ومحوّلاً إياها الى منحوتات فنية متميزة. واللافت أن معظم أنصابه النحتية مطليّة بألوان الصدأ الذي يكتنف الحديد.

وتشكل المجموعة المعروضة أحدث أعماله، وتجسد فكرة معالجة الحجم وفق تقنية تجعل هذه المنحوتات تبدو وكأنها تتحرك كيفما نظِر إليها، فتتحول من أشكال هندسية جامدة الى منحوتات ديناميكية تشعر رائيها أنها تشبه القطع الميكانيكية. وما يميز هذه الأعمال الثلاثية الأبعاد هو اختلاف شكلها مع اختلاف انعكاس الضوء عليها، وهي تذهب علواً كأنها تطاول السماء برؤوس قواعدها التي تحافظ على اتزانها وميزتها. وفي السياق، تجدر الإشارة الى أن هذا المعرض يشكل استعادة لأحلام النحات الطليعي الكبير ميشال بصبوص (والد أناشار)، بتحويل الساحات والحدائق العامة في لبنان إلى متاحف للنحت الحديث في الهواء الطلق.

تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز