افتتاح المعرض في ندوة الثقافة وسط مشاركة عربية وعالمية

«دبي الدولي لفن الخط العربي» عرس جماليات الحروف

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتحت أمس الدورة السابعة لمعرض "دبي الدولي لفن الخط العربي"، أمس في مقر ندوة الثقافة والعلوم بدبي. والمقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي. وبتنظيم من دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إريسكا ) بتركيا، تجلت جماليات الخط العربي في أبهى صوره، وسط مشاركة واسعة من خطاطين من مختلف المدارس، كما يحتضن المهرجان الذي يستمر حتى 23 من فبراير الجاري فعاليات عدة.

حضر الافتتاح معالي محمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، المشارك بمقتنيات فنية له في المجال حملت عنوان "الحلية الشريفة"، وهي مبادرة شارك بها من خلال 26 لوحة من الحلي الخطية ومقتنيات خاصة بلوحات الخط وقسم خاص بأدوات الكتابة، وبين المر أن المعرض دعوة لتعزيز حضور فن الخط العربي للأجيال الحالية، كما يجب أن يرسخ في مناهجنا التعليمية، مضيفا أن إبداع الفنان أكثر ما يميز اللوحة الخطية الفنية المقدمة باعتبارها عروسا يسعى المبدع إلى تزيينها وإظهار جماليتها للمتلقي.

 

مدارس منوعة

أغلب الأعمال التي شارك بها المر تنتمي إلى مدرسة الفنان الحافظ عثمان من القرن السابع عشر، وعلى مدى 4 قرون استمرت هذه المدرسة في عطائها وتواصل معها الفنانون من مختلف دول العالم، للكتابة بنفس أسلوب الخط (الثلث والنسخ)، بنوعيه الكلاسيكي والحديث. وحول ذوق محمد المر ونظرته تجاه فن الخط، أوضح أنه يعجب بالخطاط المبدع الذي يفكر بشكل جمالي ترافقه الزخرفة والألوان كمتطلبات لتزين العروس تسكن اللوحة وتقدمها بصورة بهية للمتلقي. وأضاف المر أن علاقة الأديب مع الخطاط واللوحة مونولوج حسي مبني على قاعدة النص في تناول الحوار الضمني للعمل الفني. لافتا أنها تحتاج إلى مسؤولية إعلامية في ترويجها، ومنهج تربوي يقدمها إلى الأجيال الجديدة في العالم العربي والإسلامي.

 

لسان العرب

الخطاط الإماراتي خالد الجلاف يرى أنه قدم في المعرض مشروعا ثقافيا عبر لوحتين سعى من خلالهما إلى مزج الروح التشكيلية والخط العربي للقلعة الحمراء في إسبانيا حاليا، تأكيدا على أهمية هذا الفن كجزء حيوي في مكونات العمارة الإسلامية"، التي تجسد اللوحة الانطباعية، المشكلة من اللون والزخرفة كمرآة تعكس أسلوبية تطور فن الخط الذي يمثل صورة لسان العرب، واعتبر الجلاف أننا إذا استطعنا أن نقرأ خط أبنائنا بصورة جميلة، نستطيع القول أن فعل تعزيز هذا الفن موجود فعلا.

موضحا أهمية تثقيف الناشئة بفن الخط العربي، ضمانا لاستمراره، باعتباره ثروة عربية وإسلامية خاصة بامتياز، والمتتبع للساحة الفنية العربية، يرى أن الإمارات أصبحت قبلة للخطاطين من مختلف دول العالم. وحول سياق التطور وتسعير لوحة الخط أكد الجلاف أنه مبني على أسلوبية العرض وأدوات إخراج اللوحة، ومزجها بالمفهوم التشكيلي للعمل الفني، الهادف إلى التعريف بالموروث الثقافي للعرب والمسلمين. ولفت الجلاف أن سعر لوحته المقاربة إلى 20 ألف درهم إنما قيمة فعلية للمجهود للفكرة والابتكار.

 

نموذج تطور

الاهتمام المؤسسي الاتحادي والمحلي بفن الخط العربي ملحوظ عبر عدة برامج ثقافية بارزة، مما جعله واجهة تستقطب مختلف المبدعين في المجال من العالم العربي والإسلامي، حول الموضوع أوضح الخطاط التركي محمد أوزجاي المشارك في المعرض أن أغلب الخطاطين يسعون للحضور وعرض أعمالهم في الإمارات، نتيجة الجهود الكبيرة لريادة تعزيز إبراز هذا الفن. معتبرا استمرار تنظيم المعرض نموذجاً لتطور الثقافية الخطية العربية، مضيفاً "لم أتخيل أجواء المعرض في بداياتي في العمل، ولكن اليوم أرى نفسي مساهما مهما في تشكيل الهوية الثقافية الإسلامية".

Email