كاتب «بنات الثانوية» لا يقرأ الأدب العربي ورواياته الأكثر مبيعاً في الكويت

محمد النشمي: طريقي لم يكن مفروشاً بالورد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير ممن لم يتعرفوا على الكاتب الكويتي الشاب محمد خالد النشمي صاحب الرواية الشهيرة "بنات الثانوية"، والتي انتج منها تلفزيون دبي في العام الماضي مسلسلا تلفزيونيا، فاجأهم حضوره في أمسية اتحاد كتاب وادباء الامارات أول من أمس بالشارقة، التي استضيف فيها للحديث عن تجربته الروائية، المفاجأة لم تكن فقط في مقابلة شاب صغير عصري المظهر يظهر في صفة روائي، وإنما في الصورة المقابلة التي تبناها الكثير من الحضور وهم ينتظرون دخول روائي كويتي يعتمر الغترة والعقال وتبدو منها ذؤابات الشيب على جانبيها، والمفاجأة الثانية التي أثارت ايضا عددا من رواد نادي القصة في اتحاد الكتاب، هي أن يصدمهم روائي عربي بأنه لا يقرأ الرواية العربية. فقد اعترف النشمي وبعفوية الشاب وصدقيته، انه لا يقرأ الرواية العربية، ولم يتأثر بأي منها، وان ما يسيطر على تجربته الروائية المثيرة للجدل في الأوساط الأدبية الكويتية، هو تأثره المطلق ببدايات اكتشافه لمسرحيات جده الراحل والمسرحي المعروف، الذي أسهم في تأسيس المسرح الكويتي محمد النشمي، وتأثره بأدب آجاثا كريستي وستيفن كينغ اللذين يقرأ لهما كثيرا.

وفي حديثه في الأمسية التي ادارها الكاتب محسن سليمان، وجعل من منصتها منطلقا للأسئلة المباشرة من أجل تحفيز الروائي الشاب على الحديث والبوح عن تفاصيل علاقته بالكتابة، وأسرار انتشار رواياته بتلك السرعة الكبيرة والاقبال الكبير الذي نالته، قال النشمي: لم يكن طريقي مفروشا بالورود، فمنذ طفولتي وانا اشارك في الفعاليات والانشطة الثقافية والفنية وأتلقى المزيد من الوعي والادراك، وكنت اقرأ مسرحيات جدي، ومن اسلوبه تعلمت الحبكة الدرامية ومتطلباتها، وبدأت افرق بين الكتابة للمسرح والكتابة للرواية أو القصة القصيرة، كما أنني تعرفت على رابطة أدباء الكويت، إضافة الى ذلك انا اتعلم من اصداراتي، فإذا ما اكتشفت خطأ اعيد تصحيحه وافكر في كتابته من جديد.

أولى الكتابات

وأشار النشمي الى انه بدأ اولى كتاباته وهو في سن الرابعة عشرة، وفي سن الثامنة عشرة كتب رواية بعنوان "اعداء الشمس" وتتمحور حول طلبة يجدون انفسهم في مثلث برمودا بعدما سقطت طائرتهم، واضاف: حاولت من خلال هذه الرواية الخيالية ان اصور ان هناك اشخاصا اعداء هم الذين يسقطون الطائرات ويغرقون السفن في المثلث الغامض، ووقتها لم اكن امتلك وعيا سياسيا عميقا، وانما اردت فقط إدانة الشر.

وعن استقبال رواياته في الكويت، قال النشمي: الادباء والروائيون والنقاد ثاروا ضد رواياتي، لأني اكتبها باللهجة الكويتية، خصوصا حواراتها وديالوجاتها. لكن هذا في المقابل، هو ما قرب رواياتي الى الناس واصبح الاقبال عليها كبيرا، رواياتي اليوم تنافس اكبر واقدم الروائيين الكويتيين من حيث الاقبال والمبيعات. ويبرر النشمي ذلك قائلا: انا اعلم ان هؤلاء كتاب عظام وكبار، ولكن ما يحدث هو ان الناس اليوم وخصوصا الشباب ينفرون من قراءة الرواية الكبيرة والثقيلة بالمفردات وذات اللغة العربية الدسمة، فهم يبحثون عن يومياتهم وعن البساطة والسهل.

وعن دور النشر التي تتبنى اصداراته قال النشمي: انا اتواجد في المعارض من خلال دار نشر كويتية، لكني في العادة انا الذي اسعى الى ترويج رواياتي، واعمل حاليا على توقيع اتفاق مع شركة على شبكة الانترنت توفر الكتاب الى القارئ في منزله، وارى ان هذا الترويج هو اكثر عصرية.

ضجة وإثارة

عن روايته (بنات الثانوية)، والتي أحدثت ضجة من خلال ارتفاع مبيعاتها، وكذلك الاثارة التي خلقها المسلسل الذي بث في شهر رمضان الماضي على قناة دبي، قال النشمي: بعدما نجحت الرواية في الانتشار نبه هذا بعض شركات الانتاج، وطلب مني تحويلها الى سيناريو تلفزيوني، وبالتأكيد كان هناك فارق كبير بين الرواية وبين ما شاهده الجمهور من خلال المسلسل. ففي الرواية الفضاء مفتوح للكاتب وليس هناك حدود للخيال، ولكن في التلفزيون هناك شروط تتحكم فيها عدة اطراف، جهة الإنتاج وجهة التمويل وشروط المخرج الذي يطلب تفصيل الشخصيات بحسب الابطال او النجوم الذين سيلعبون الادوار.

8 روايات

أصدر النشمي 8 روايات حققت أعلى مبيعات في الكويت، بدأها بروايته الاولى "لعنة عزرانة" ثم "صوت في بيتنا" و"اعداء الشمس" و"كيد اليافعات" تناول فيها تأثير الطلاق على الابناء، و"أهل الارض"، وهي تتناول حكايات الجن وتلبسهم بالبشر. ثم انطلقت شهرته الواسعة في ارجاء المنطقة الخليجية، من خلال روايته ذات الاجزاء الثلاثة "بنات الثانوية".

Email