شعراء إماراتيون يتغنون بحب الوطن في »ندوة الثقافة والعلوم«

قصة النهوض والعشق والازدهار في حروف الشعر وتجلياته

ت + ت - الحجم الطبيعي

"إنهم لسان الأمة والصوت الذي يعلو عندما تسكت بقية الأصوات"، هذه الكلمات قالها بلال البدور، الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في معرض تقديمه مساء أول من أمس كوكبة من الشعراء في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، احتفاء بالذكرى الأربعين لعيد الاتحاد الوطني.

هؤلاء احتفلوا على طريقتهم، وهم يمثلون، على حد تعبير البدور "جيلا متقاربا عاشوا وترعرعوا وبنوا ثقافتهم في ظل الاتحاد"، وذلك في الأمسية الشعرية، التي ضمت كل من أحمد بن حبيب آل غريب وسالم الزمر وشيخة المطيري وطلال الجنيبي وعبدالله الهدية.

 

تجارب شعرية

اتسمت أشعار هؤلاء الشعراء بتلوينات وجماليات طبعت تجاربهم الشعرية، كل على حدة، بعيدا عن التكرار والتشابه حتى لو تقاطعت المرامي والمعاني، لكن ليست المفردات والصور الشعرية، حيث قرأ الشاعر أحمد بن حبيب آل غريب عددا من القصائد، بعضها من جديده الموجه للإمارات وحبها.

وبعضها من قصائد نظمها في مناسبات أخرى، حيث كانت قصيدة "بشرى" التي يتغنى فيها بالإمارات مبعث التاريخ وخطوته الأولى، وكل ما وصف الخيال. في حين ألقى قصيدة أخرى في توحيد القوات المسلحة الإماراتية غلبت عليها صور شعرية ومفردات تتحدث عن النهضة والازدهار في منجز الاتحاد. أما القصيدة الثالثة التي قرأها آل غريب، فمستوحاة من حالة وجدانية مفعمة بمشاعر الصداقة والحنين وشيء من الغزل.

من جانبه، قرأ الشاعر سالم الزمر قصائده، معبراً عن بعض شجونه، فجاءت قصيدته الأولى مستوحاة من حديث تناهى إلى مسمع الشاعر كان يدور بين شخصين يتخاصمان حول وضع علم الوطن على سطح بيتهما، ما أوحى للشاعر بأبيات شعرية تتحدث عن الوطن الذي يخاطبه في هذا المقام بصيغة الحبيبة، التي يدخل معها في محاورة هي أقرب للمونولوج الداخلي، يناجي فيه السلام الذي ينعم به هذا الوطن مستحضرا ذكريات طفولة.

معبرا بهذه الطريقة عن حالة انتماء ترقى إلى مستوى العشق والاتحاد. كما ألقى الزمر قصيدة ثانية في الاتجاه عينه يخاطب فيها العيد والوطن وعشق الوطن، وذلك قبل أن يختتم قراءاته الشعرية بقصيدة من الشعر النبطي مفعمة بالمديح لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد وبمناقبه ورمزيته.

 

مفردات وصور شعرية

الشاعرة شيخة المطيري جاء صوتها الشعري رقيقاً كما العادة في مشهد تتحد فيه المفردات والصور الشعرية بشعرية الأداء والالقاء، فقرأت نصا كتبته يوم الأمسية وفيه ذكر لبعض الشخصيات المرموقة التي كانت تستمع إليها وتعبر فيها عن فائق الاحترام والاعتزاز بشخصيات وطن مقفى، بينما استمدت قصيدتها الثانية من حوليات زهير بن ابي سلمى وهي في الاتجاه عينه.

حيث تسرد قصة حب لوطن معشوق من خلال حروف الشعر وتجلياته، وأدخلتها في (حالة عشق صوفية لوطن شُيد بسواعد الرجال فدا زايد وراشد ( أكرم نسل جدودي) وبهامة من تحدي البحر وحرث أمواجه). أما القصيدة الثالثة التي ألقتها المطيري فهي عبارة عن نص وطني آخر تقول فيها ( أنا من بلاد حلمها يستفيق على رغيف المجد والقهوة المراء واللحن الدافئ).

الشاعر طلال الجنيبي قرأ قصيدته ( تفاصيل الأماني)، يتغنى فيها بالعيد الأربعين ويقول:( في تفاصيل الأماني يسرد الشوق المبين قصة النضج الجميل في بلوغ الأربعين)، حيث يتحدث عن أربع عشريات ويتغلغل في كل واحدة منها مسلطا الضوء على (مسيرة معدة بعرق الرجال وعزمهم خليفة ومحمد والشيوخ الكرام بناة الوطن الشامخ عشقه استحقاق في ظل اتحاد يتسامى بمخلصيه ورجاله ونساؤه ومكانه وزمانه).

ثم ألقى قصيدة أخرى بأسلوب مختلف هو أقرب إلى أسلوب الحادي المغني، وهي قصيدة وطنية تشي بحب الشاعر للوطن، قائلاً: ( إماراتي وسبع الحسن فيك)، قبل أن يختتم بقصيدة (في باريس)، التي تميل إلى لغة الغزل.

اختتمت الأمسية مع الشاعر عبدالله الهدية، الذي ألقى ثلاث قصائد تدرجت في تناولها من الشأن الوطني إلى الشأن العربي مرورا بالعيد الوطني والذكرى الأربعين لتأسيس دولة الاتحاد، حيث يتغنى بشيوخ الإمارات، وعلى رأسهم

( خليفة نبراس الزعامات، وتاريخ أمجادها وقلوب ملؤها وطن هامت بحبه النفوس). أما القصيدة الأخيرة التي ألقاها الهدية فتتحدث عن العروبة ولغة الضاد وأوجاع الوطن العربي.

Email