أزياء بسيطة وحس خيالي يتفاعلان مع حرية الطرح والتقريب بين المؤدي والمتلقي

مسرح الشارع.. رسالة ثقافية ارتجال فني يحاكي الحياة اليومية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل سألت نفسك يوماً عن مفهوم الشارع وأنت تمشي عليه؟ هل فكرت في حقيقية معنى أن تكون تمشي على الشارع وتحتك بالأشخاص والأماكن، مستمعا للعديد من القصص والحكايات؟

إن الشارع بمفهومنا الاعتيادي، طريق ومساحة تحدد للأشخاص مسلك العبور والوصول من دون حواجز أو معوقات. ولكن عند الغوص في عمق الفكرة نجد أن الشارع وسيلة تثقيفية وتعليمية، خرجت منها العديد من العروض الإنسانية التي تمس خلفيات المجتمع وأسس تكوينه. ويقودنا الحديث هنا لاستعراض أهمية الشارع في إبداع فن المسرح الارتجالي، فمسرح الشارع رسالة فنية ثقافية بتوليف ارتجالي وأزياء بسيطة وأفق مساحة خيال غير محدد.

وهو الذي لعب دورا تفاعليا في استثمار الأماكن المفتوحة بين الشوارع، لخلق رسالة فنية ثقافية. وقد برزت تجربة الإمارات في هذا الصدد، كنموذج فاعل للنجاح وتحقيق قفزات نوعية خلال فترة بسيطة، حيث حُققت نجاحات كبيرة، ومثلت التجربة صيغ رؤى فلسفية بقالب فني متقن تفي يقرب الجمهور من المسرح.

 

مفهوم

فن مسرح الشارع أو ما يسمى الارتجالي، هو أداء مسرحي يعرض في الأماكن العامة المطلة على الهواء الطلق دون تحديد جمهور معين. حيث يمكن أن تكون في: مراكز التسوق، مواقف السيارات، الأماكن الترفيهية كالحدائق، زوايا الشارع. وتم مزاولة مسرح الشارع في البداية كنشاط من قبل الموسيقيين المتجولين، أو في المهرجانات والمسيرات، ولكن هو تحديدا يقام من خلال مجموعة من الممثلين المتميزين في مجال فنون الأداء. ويعود تاريخ المنطقة العربية مع مسرح الشارع إلى احتكاك قديم نتج عنه مختلف العروض الارتجالية، ومنها: «خيال الظل»، «الأرجوز»، «الحكواتي»، «مسرح العرائس»، «الفانوس السحري»، «المسرح الشعبي».

 

دواع واعتبارات

تتعدد دوافع فناني الأداء لاختيار الشارع لعرض مسرحية فنية، ومنها ثقافية كدعوة لنقل رسالة إنسانية عبر موجة من التفاعلات والحركة، معتبرين أن الشارع يقدم مساحة من الحرية أكبر في الطرح والتفاعل وخلق الجسور بين المؤدي والمتلقي. ومنها مادية تستمد مرجعتيها من عدم قبول العمل المسرحي في المؤسسات الثقافية، لتعدد الشروط الاجتماعية والسياسية التي تلتزم بها هذه المؤسسات. ومنها أن تكون النصوص محددة ضمن إطار يقيد الفنان أحيانا نحو إطلاق الفكرة. كما يؤكد العاملون في المجال أن مسرح الشارع يلغي المسافة بين العرض والجمهور، ليترك هو في خلق أحداث المسرحية وتفاعلاتها.

تشهد مختلف الدول، عربيا وعالميا، تجارب متمايزة متنوعة في المجال، ومن التجارب العربية، تجربة جمهورية مصر العربية ولبنان وسوريا وإيران، حيث تشهد هذه الدول تفعيلا مستمرا في عروض مسرح الشارع، ففي لبنان يلقى سنويا مهرجان مسرح الشارع، إقبالا نوعيا ومتميزا لعدة عروض مختلفة. بالإضافة إلى وجود العديد من الفرق المسرحية المتخصصة في هذا المجال في مصر، كفرقة « حالة ».

Email