«جوجو رابيت».. سخرية من الحرب والنازية

ت + ت - الحجم الطبيعي

للوهلة الأولى قد تظن أن فيلم «جوجو رابيت» (Jojo Rabbit) للمخرج تايكا وايتيتي صُنع للأطفال.

ولكن سرعان ما تكتشف أنه بخلاف ذلك، وأنه يكاد يكون أشبه بـ «مغامرة ثقيلة العيار»، وعمل يتمتع بالجرأة والذكاء، يطلق نيرانه على الحرب والنازية، بسخرية لاذعة.

ذلك ما يمكن أن تتلمسه من روح الدعابة الساذجة التي يفيض بها العمل، الذي لا يشبه الأفلام التي تناولت شخصية أدولف هتلر، ولا النازية، أو حتى فترة الأربعينيات التي اشتد فيها عود النازية، كما لا يشبه مجموعة الأفلام التي سبق لها السخرية من هتلر والنازية، مثل «أوغاد مجهولون» (2009) لكوينتن تارانتينو، أو «الحياة جميلة» الذي قدمه روبيرتو بينيني في 1997.

حكاية الفيلم الذي اقتنص جائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس، تدور حول الطفل الألماني «جوجو»، الذي ينشأ خلال الحرب العالمية الثانية، ويعقد صداقة مع «نسخة متخيلة» لهتلر.

خلال الحكاية نرى الطفل كيف يكون متعصباً ونازياً، يعشق «البدلات النازية»، ويتمسك بالأفكار والمبادئ التي يفرضها النظام، ولكنه في المقابل، يكتشف عن طريق الصدفة، بعد عودته إلى البيت، أن والدته «روزي بيتسلر» (سكارليت جوهانسون) تناهض النازية سراً وأنها تخفي شابة يهودية في البيت.

تأثر جوجو بالأجواء «النازية» المحيطة به، لم تساعده على عيش سنوات طفولته وبدت معها «تالفة»، بسبب ما يتعرض له من «بروبوغندا»، تجبره على الاجتهاد في إثبات «ولائه» للنظام، ولهتلر، الذي ندرك تماماً أنه في الفيلم «ليس الفوهرر الحقيقي، وإنما صديق خيالي، مضحك وساذج، لا يزال يعيش في قوالب طفولية»، الفوهرر هنا يختلف عن بقية الصور التي دأبت السينما على تقديمها له، لا يشبه أبداً صورة هتلر وخطبه،.

وهو ما جعل الفيلم «اقداماً على المخاطرة»، كون صياغة القصة جاءت بطريقة «غير مألوفة»، رغم ما تتميز به من سطحية، وتصوير مبالغ فيه للنازية، سواء عبر «التحية» أو حتى في «زرع المبادئ» في رؤوس الصغار، ولكن الفيلم في المقابل، يمضي في تقديم دراما إنسانية فيها قدر من الرومانسية، والسخرية، وهو ما يميز المخرج تايكا وايتيتي نفسه، الذي تعود في أفلامه تقديم مستوى عالياً من السخرية.

Email