«فتح أبواب السينما».. عوالم ملص الخفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حكاية شيقة يسردها لنا المخرج اللبناني نزار أنداري في فيلمه الوثائقي «فتح أبواب السينما» الذي سيعرض ضمن مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الحالية، حيث يفتح لنا أبواب عوالم المخرج السوري محمد ملص، تاركاً لنا المجال أن نتلمس ملامح سينماه.

عبر فصول «فتح أبواب السينما»، استطاع ملص أن يخلق ظاهرته السينمائية الخاصة، فهو يكتب الحكايات بالكاميرا وليس القلم، واستطاع استنطاق الواقع، وأن يجنّد مشاهد في أفلامه، لا تزيد في عددها عن حفنة صغيرة، لأن تلتصق في الذاكرة العربية، وأن تصبح ضمن أيقونات السينما العربية، حيث ترك ملص عبرها بصمته الخالدة.

بهدوء لافت مستمد من هدوء ملص نفسه، يحرك أنداري كاميراته، تاركاً لها حرية التنفس وملاحقة ملص في أروقة بيت شامي، تفوح منه رائحة الماضي، ليروي لنا سيرة هذا المخرج، الذي تحول إلى أحد فرسان السينما السورية، بعد أن فتن بتيار سينما المؤلف، الذي شهد صعوده في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات، بعد أن أدرك تماماً على يد معلمه السوفييتي، كيف يرى نفسه، وأن يعيد اكتشاف ذاته، والذي أعانه لاحقاً في استخراج كل الصور اللاحقة، التي أفضت إلى تحفته «أحلام المدينة» (1983) تلك الأيقونة التي دخلت ضمن قائمة أفضل 10 أفلام في السينما العربية، فمن خلالها نجد أن ملص يتأرجح بين الذاكرة الخاصة والعامة، ويسلط الضوء على الزمن المفقود، الذي يستعيد فيه ذاكرة الخمسينات، بينما نجده يذهب في «الليل» نحو المكان المفقود.

ويُمكننا أنداري من عيش تفاصيل السحر الذي اكتنزته سينما ملص، الذي اعتبر أنه «في البدء كان الصوت، وأن الواقع هو الصورة»، المقولة التي حاول أنداري ترجمتها عبر مشاهد عديدة، أبرزت تعلق ملص بالصوت والصورة، بدءاً من «القنيطرة» وليس انتهاءً بـ«سلم إلى دمشق»، وما بينهما من جمال سينمائي تمثل بأعمال أبرزت «مقامات» الموسيقى الدمشقية وجمالياتها.

Email