ريدفورد.. لص محترف في «العجوز والسلاح»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن يكشف الستار عن أحداث فيلم «العجوز والسلاح» للمخرج ديفيد لويري، فاجأ الممثل روبرت ريدفورد العالم، بقرار اعتزاله التمثيل، والتفرغ للقيام بأشياء أخرى طالما تمنى القيام بها، اعتزال ريدفورد التمثيل يأتي بعد مرور نحو 5 عقود على بدء مسيرته السينمائية، عندما قدم فيلمه (Barefoot in the Park) (1967)، الذي وقف فيه أمام الممثلة جين فوندا، حينها كان ذلك الفيلم بمثابة بدايته الحقيقية، حيث لمع نجمه الذي لم ينطفئ حتى اللحظة.

في فيلمه الأخير «العجوز والسلاح» الذي قدمته فرونت رو إنترتينمينت في عرض خاص، يجسد ريدفورد شخصية «فورست تاكر» الذي نجح خلال عقد الثمانينيات في تنفيذ العديد من عمليات السطو على البنوك الأميركية، وألقي القبض عليه 17 مرة، ولكنه في كل مرة كان ينجح في الهرب من السجن، الأمر الذي جعل منه علامة في عالم الإجرام.

رسم

على امتداد نحو ساعة ونصف الساعة، نجح ريدفورد في تقمص دور فورست تاكر، بطريقة لافتة، زادت من صعوبة تخيل وجود أي ممثل آخر في هذا الدور، ولعل السبب يكمن في طبيعة ما يتمتع به ريدفورد من قدرة على ضبط أعصابه وتفاصيل وجهه، وهي عملية قد يصعب على أي ممثل آخر ضبطها، ونجاح ريدفورد في تقمص هذه الشخصية، قد يعود إلى طبيعة تاريخه، فقد سبق له لعب وبشكل ساحر دور «المتمرد» أو «الخارج على القانون» في العديد من أفلامه، ما قد يجعل تجسيد شخصية «فورست» أمراً هيناً بالنسبة لريدفورد، الذي بدا في مشاهد الفيلم «مخادعاً» لا يكف عن الابتسامة، وتمكن من جعلها امتداداً لشخصياته المحبوبة، وكأنه آثر أن يودع جمهوره بابتسامته.

وهي طريقة لم يقدم عليها منذ سنوات، كما يبدو أنه حاول خلال بعض مشاهد الفيلم أن «يخبرنا» جميعاً عن خطوته التالية بعد الاعتزال، فقد يمتهن الرسم مثلاً، كما في المشهد الذي يعرض فيه رسماً لجواد، ويقول فيه: «لم يسبق أن رسمت جواداً من قبل».

نظرة

ريدفورد، ورغم اختياره لشخصية «لص» لتكون آخر ما يقدمه على الشاشة، على الرغم ما يرتبط بها من أفكار إجرامية، وتحظى به من نظرة اجتماعية متدنية، إلا أنه نجح في جعلها امتداداً لشخصياته الجميلة التي اعتمد فيها على تعابير وجهه، مع قليل من الحديث، ليذكرنا بشخصيته في فيلم «كل شيء ضائع» للمخرج جي. سي. شاندور، الذي قدمه قبل 5 سنوات، حيث حمل ريدفورد الفيلم بأكمله على كتفيه، بعد أن ظهر فيه وحيداً يصارع مياه البحار، واعتمد فيه على الأداء الجسدي وتعابير الوجه، من دون أن ينطق بكلمة واحدة طوال الفيلم، وهي طريقة طالما اعتمد عليها ريدفورد لاستفزاز المشاهد.

Email