«الطيور الصفراء».. خيالات الحرب وصدماتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم مضي نحو عقد ونيف على حرب العراق، إلا أن هوليوود لم تكف عن التفكير في ما حدث هناك، فلا تزال أقلام مؤلفي النصوص مشرعة، فلديهم الكثير ليقولوه عن تلك الحرب، ولا تزال عدسات المخرجين جاهزة لتحويلها إلى مشاهد سينمائية، مثل تلك التي جمعها المخرج الفرنسي ألكسندر مورس في فيلمه الأخير «الطيور الصفراء» (The Yellow Birds)، والذي وجد في أرض العراق مكاناً جيداً لأن يروي فيه بعضاً من القصص التي يحملها الجنود في عقولهم، وتروي بشاعة الحرب، وخيالاتها وشيئاً من الصدمة فيما بعدها، والتي اقتبسها عن رواية الكاتب كيفن باور، الحاملة لعنوان «الطيور الصفراء»، حيث يسترجع فيها بعضاً من ذاكرة جنود الجيش الأميركي الذين خدموا في العراق، وعادوا إلى بلادهم بعد أن أصابتهم صدمة الحرب ورافقتهم خيالاتها.


حكاية
«الطيور الصفراء» رغم كونه فيلم يمزج بين الحربي والدراما، إلا أنه لا يشبه حكاية «المنطقة الخضراء» للمخرج بول غرينغراس، ولا حتى «القناص الأميركي» للمخرج كلينت إيستوود، ولا غيرهما من تلك الأفلام التي قدمت حرب العراق من وجهات نظر مختلفة، إلا أنه في المقابل، يظهر سعي المخرج مورس إلى لفت الأنظار إلى «صدمة ما بعد الحرب» التي أصابت كثيراً من جنود الجيش الأميركي، من خلال حكاية الجندي جون بارتل، العائد من العراق بعد شهور عدة أمضاها هناك كجندي، ليدرك من خلال ما عايشه من أحداث، أن للموت لوناً، وأن ما كان يحارب لأجله ما هو إلا وهم كبير، ليسعى جاهداً لا سيما بعد فقدانه لصديقه «ميرفي» إلى استعادة إنسانيته وأحاسيسه التي فقدها في ساحات الوغى.

في الفيلم، حاول مورس جاهداً اللعب على وتر العاطفة، عبر تقديمه مزيجاً من مشاهد «الأكشن»، المطعمة بأخرى تشكل العاطفة عمودها الفقري، حيث يأتي ذلك في إطار محاولته استعراض الحكاية بطريقة مختلفة لم تأت عليها أفلام الحرب من قبل، ورغم نجاحه إلى حد ما في تصوير الحكاية التي كتب خطوطها الدرامية العميقة ديفيد لوري، وآر إف إي بورتو، وجسد بطولتها كل من ألدن إهرنريتش، وجنيفر أنستون، وتاي شيريدان، وتوني كوليت، وجايسون باتريك، إلا أنه ظل فاقداً بوصلة السيطرة عليها، وهو ما أدخل الفيلم في نفق السرد الطويل، وغير المبرر، خاصة وأن الحكاية برمتها لا تدور حول شخصية مشهورة، وإنما تروي عذابات جندي، تأثر بما رأه من أهوال الحرب.


بريق
ولعل محاولة مورس رواية الحكاية عبر استخدام أسلوب السرد المقلوب، بأن يبدأ من النهاية ثم يخوض في التفاصيل، إلا أنه لم ينجح في النصف الأول من الفيلم بتقديم تعريف واضح للشخصيات، لتظل بالنسبة لمشاهد العمل مجهولة، ولعل ذلك ما أفقد الفيلم شيئاً من بريقه، وهو ما حاول المخرج تعويضه باستخدام تقنية «الفلاش باك»، لغرض استرجاع بعض من ذاكرة الشخصيات وشيئاً من حياتها اليومية.

ولعل ما يحسب لمورس، قدرته على تقديم مشاهد اشتباكات عسكرية، نظيفة من اللون الأحمر، مركزاً جل قصته حول «بارتل» وزميله «ميرفي» الذي عانى هو الآخر من الصدمة قبل أن يعود إلى بيته، ليفقد حياته في وقت ظلت حكاية موته غريبة ومجهولة تماماً، وهو ما يظهر لنا من خلال المشهد الذي يظهر فيه الرقيب سترلينغ والجندي بارتل، وهما يحاولان التخلص من جثة ميرفي، حفاظاً على سمعة الجيش.
 

2
حلّ الفيلم ثانياً في قائمة ألكسندر مورس للأفلام الروائية الطويلة

12
مليون دولار بلغت تكلفة إنتاج الفيلم

2000
العام الذي شهد تقديم أول أعمال مورس السينمائية وهو (How People Do)


2013
عام حصد فيه جائزة «غوثام» للأفلام المستقلة عن «كابريس الأزرق»

4
أفلام قصيرة تولى مورس تأليف نصوصها ومن بينها (Cruel Summer)

Email