«ليدي بيرد»رحلة تمرد ورسائل حب

ت + ت - الحجم الطبيعي

إلى فئة أفلام المراهقين ينتمي فيلم ليدي بيرد، فخطوطه العامة لا تكاد تخرج عن هذا الإطار، الذي تعودنا فيه على مشاهدة ملامح تمرد المراهقين، وشيء من طموحاتهم ونظرتهم للحياة وعلاقاتهم، والأمر كذلك بهذا الفيلم الذي تميز بتقديمه لصورة واقعية، وتصويره لطبيعة علاقات الشخصيات بتقلباتها النفسية، ليبدو أن مخرجته غريتا جيروغ، تعمدت إبقاء الأحداث، طوال الفيلم، بسيطة، بغية إيصال الصورة كاملة للمشاهد.

تجربة

الفيلم، يعد التجربة الإخراجية الأولى لغريتا جيروغ، إلا أن شخصياته لم تبتعد عن تلك التي سبق لغريتا تجسيدها في أعمال سابقة قدمتها، فيذكرنا هذا الفيلم بشخصية «فرانسيس» التي قدمتها بفيلم (Frances Ha) للمخرج نواه بومباك، حيث ظهرت في ثوب فتاة فوضاوية متخبطة، تسعى لتحقيق نفسها كراقصة معاصرة، وكذلك شخصية «بروك» التي قدمتها بفيلم (Mistress America) مع المخرج ذاته، حيث ارتدت ثوب الفتاة المحبة للمغامرة، الراغبة بتحقيق النجاح من دون امتلاك خطط واقعية، ما يقودنا لإيجاد قاسم مشترك بين بطلة الفيلم «ليدي بيرد»، وبين شخصيات غريتا السابقة، لنعيش معها رحلة مليئة بالتمرد ورسائل الحب.

أحداث الفيلم تدور حول «كريستين» (الممثلة سيرشا رونان) الواقفة على عتبة عامها الـ18، وتتمنى الالتحاق بجامعة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية، لتختلط بأوساط الكتاب والمثقفين، إلا أنها تمر بجملة أحداث مثيرة ومغايرة لنمط الحياة الهادئ بمدينتها ساكرامنتو، في وقت نشهد فيه معارضة والدتها لها، بسبب طبيعة الظروف الاقتصادية التي تمر بها العائلة، وخوفها عليها من الأوضاع الأمنية التي شهدتها أميركا بعد أحداث 11 سبتمبر، ليؤسس ذلك لحالة تمرد «كريستين» الساعية إلى إثبات نفسها.

العلاقة الشائكة بين «ليدي بيرد» ووالدتها، تظهر مع بداية الفيلم، حيث نتعرف على شخصيتين قويتين وعنيدتين، ففي حين تحلق الفتاة في عوالم الأحلام، تسعى والدتها إلى جرها نحو الأرض، لتجنبها خيبات الأمل، ورغم ذلك تجتمعان في طريقة حبهما للأشياء المترجمة، ليبدو أن المخرجة حاولت التركيز على التفاصيل، التي أضفت الحميمية على قصة الفيلم، الذي تميز بقصر لقطاته وانتقالاته السريعة، فيما نشهد على الطرف الآخر، بعضاً من تفاصيل حياة «ليدي بيرد» خارج إطار العائلة، ومحاولاتها دخول عالم المثقفين بالانتماء لحركة مسرحية داخل مدرستها.

بريق

قصة الفيلم تقليدية، ولكنها لم تفقد بريقها، وقدمتها المخرجة بقالب ممتع يحمل قدراً من الكوميديا العفوية، ما جعل الفيلم قريباً من القلب.

Email