جموح البطلة والتراجيديا التي عاشتها دفعاها إلى كتابة رواية «فرانكشتاين»

«ماري شيلي» فيلم ملحمي درامي بقصتـه وطبيعته

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حرص عدد كبير من جمهور مهرجان دبي السينمائي أول أمس على حضور فيلم «ماري شيلي» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، الذي يعتبر نقلة نوعية في تجربتها السينمائية بعد فيلمها «وجدة» الذي حصد جوائز عدة. وأخذ الفيلم الذي مدته تزيد على 120 دقيقة المشاهدين إلى أجواء ملحمية درامية بقصته وطبيعته عبر السيرة الذاتية لهذه الروائية «1707-1851».

وتمحورت قصة الفيلم والسيناريو للكاتبة إيما جينسن، حول العلاقة الرومانسية التي جمعت بين ماري البالغة من العمر 16 عاماً والشاعر المبدع بيرسي شيلي الذي كان نجمه في سطوع، على خلفية البيئة الاجتماعية في القرن التاسع عشر، حيث كانت المرأة تأتي في الدرجة الثانية ضمن منظومة المجتمع.

مراهقة ماري

وبسبب توتر العلاقة بين ماري المراهقة وزوجة أبيها، بادر والدها الفيلسوف والشاعر ويليام غودوين الذي أدرك شعف ابنته بالقراءة والفكر، إلى إرسالها لتقيم مع أحد أصدقائه المتنورين كي تجد المساحة والبيئة لنضوج تجربتها الأدبية. وفي بيت الصديق الذي يُعتبر بيته بمثابة صالون أدبي، التقت بالشاعر لتبدأ بينهما علاقة رومانسية جامحة.

ويدرك المشاهد أن ماري تكرر مأساة والدتها التي عشقت والدها المتزوج مما تسبب في نبذها من المجتمع على الرغم من كونها مفكرة ومناصرة لقضايا المرأة، وبالتالي وفاتها بسبب تدهور صحتها من الضغوط النفسية في عمر مبكر. وبسبب معارضة والدها ورفضه علاقتها مع شيلي المتزوج، تقرر الهرب معه مصطحبة معهما أختها.

وتبدأ الملحمة التراجيدية من الأسى والألم والإحباط، ليعيشوا في أقسى الظروف، وضمن هذه التجارب الإنسانية عاشت لحظات مضيئة حفزتها على كتابة روايتها فرانكشتاين التي حققت لها شهرة خالدة في تاريخ الأدب.

طبيعة وحشية

ويتابع المشاهد أحداث الفيلم بمتعة وتركيز، نظراً لعنصر التشويق في تتابع الأحداث الدرامية على خلفية طبيعة قاسية تعزز من هذه الأجواء والتي تقارب من عوامل ومناظر الطبيعة الوحشية في الفيلم الكلاسيكي «مرتفعات ويذرينغ» وغيرها من الأفلام التاريخية الدرامية التي تعيد إلى الذاكرة الأفلام التي أنتجتها محطة «بي بي سي» البريطانية.

 

Email