«غداء العيد» روائي الواقع برؤية فنية

Ⅶ لوسيان بورجيلي وفرح شاعر | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

«تشعر الأم بسعادة غامرة لنجاحها في جمع أفراد عائلاتها لأول للمرة الأولى منذ عامين. لكن حادثة طارئة تكسر إطار المجاملات بينهم، ليبدأ كل منهم بالبوح والكشف عن مكنوناته بجرأة لم تكن تخطر على بال أي منهم» يقول المخرج لوسيان بورجيلي في بداية لقائه مع «البيان» واصفاً قصة فيلمه الدرامي الطويل غداء العيد الذي يعرض مساء اليوم.

ويحكي عن نوعية فيلمه قائلاً: أجمع في فيلمي الروائي الأول المشارك في مسابقة «المهر» بين الكوميديا والدراما. واستلهمت قصة السيناريو من واقع الحياة الاجتماعية والسياسية في لبنان. واخترت العائلة لكونها المؤسسة الأولى للمجتمع.

فكرة

ويستعرض بورجيلي رحلته مع الفيلم قائلاً: «استغرقت بلورة فكرة الفيلم ما يقارب من 10 سنوات، لأكتب بعدها سيناريو القصة خلال ستة أشهر. ونتيجة خبرتي ككاتب ومخرج مسرحي لأكثر من 17 عاماً، كان من السهل عليّ كتابة السيناريو دون انتظار فرصة لتمويله. وبمساعدة مخرجة الأفلام القصيرة والممثلة فرح شاعر ساهمنا في تمويله ضمن ميزانيتنا».

ويتابع بحماسة: أبرز ما يميز الفيلم الذي يجمع بين العام والخاص والذي مدته 91 دقيقة، نسيج القصة التي تحاكي الواقع برؤية فنية، وعفوية الممثلين في الأداء. وأنا سعيد أن يكون العرض الأول لفيلمي في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

منتجة وممثلة

أما فرح شاعر شريكته في إنتاج الفيلم فتقول عن دوافعها للمساهمة في تمويل الفيلم: عملت سنوات مع المخرج لوسيان كممثلة مسرحية، وأنا مؤمنة بتجربته الإبداعية سواءً في المسرح أو السينما. خاصة أن هذا الفيلم بمثابة عمل جماعي. وفخورة بمشاركة الفيلم في مسابقة المهر للأفلام الروائية.

تحديات

ولدى سؤال المخرجين عن تحديات صناعة السينما في نظرهما، قال بورجيلي: العنف الاقتصادي، هو التحدي الأكبر الذي نواجهه سواء في لبنان أو على مستوى البلدان العربية. والقصد أن الفنان يعمل سواء على فيلم أو مسرحية لأشهر وسنوات، لتأتي الرقابة وتمنعه لكونه ينتقد سلبيات الواقع كالفساد المرتبط في أغلب بلداننا بالسلطة.

هذا المنع يعني بقاء العمل حبيس الأدراج، حتى وإن عرضه الفنان على الـ «يوتيوب» فأين هو المردود المادي لتغطية تكاليف العمل كحد أدنى. وللأسف لديّ مسرحيتان منعتنهما الرقابة، ولا يمكن تقديمهما في الخارج لكونهما مرتبطتين بالبيئة المحلية.

رقيب

وتؤيده فرح قائلة: منعت الرقابة فيلماً قصيراً لي للأسباب نفسها. أما فكرة الاحتيال على الرقابة وطرح ما يريد الفنان بصورة غير مباشرة فهذا يعني أن يتحول المبدع رقيباً على ذاته. وبحماس يضيف بورجيلي:

أنا لا أفهم التناقض سواء على مستوى الدول أو المجتمع، فهم يتقبلون جرأة الأفلام الأجنبية مهما كانت مواضيعها سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي. أما أن يقدم فيلماً عربياً مواضيع مشابهة فذلك أشبه بالجريمة. ولهذا السبب تبقى صناعة السينما العربية بعيدة جداً عن منافسة الأفلام في الغرب.

Email