يؤمن بقدرة الفن على مواجهة الإرهاب

وحيد حامـــــــد: لم أكتب بتوجيه من أحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أعماله اعتاد التحليق ضد «طيور الظلام» مستعيناً بقلم جيد، مكنه من رفع شعار محاربة الإرهاب على اختلاف أشكاله، ليأتي ذلك بعد عملية رصد وقراءة رصينة لحال المجتمع المصري والعربي أجمع، والتي وضعته على رأس قائمة الكتاب العرب الذين يشار إليهم بالبنان، انه السيناريست المصري وحيد حامد الذي يعتبره الكثيرون «ملك السيناريو».

حيث يمتلك في جعبته نحو 40 عملاً سينمائياً، وأعمالاً أخرى درامية، قدمها على مدار 18 عاماً ونيفاً، استحق عنها تكريمه بجائزة إنجازات الفنانين التي تسلمها، أمس، في ليلة مهرجان دبي السينمائي الأولى. وحيد حامد صاحب سلسلة «الجماعة» أكد في حواره مع «البيان» اعتزازه بتكريم «دبي السينمائي» له.

معتبراً أن ذلك حدثاً سعيداً بالنسبة له، قائلاً إن ما تناوله من قضايا في أعماله كان نتيجة لقراءة جيدة لحال المجتمع، ورصد لكل ما شهده من تحولات، ليظل «سري للغاية» من أحدث اعماله التي لا تزال قيد التصوير، فيما «الجماعة 3» ينتظر دوره في العرض على شاشات التلفزة العربية في رمضان 2019، مؤكداً أنه لم يكتب في يوم من الأيام بتوجيه من أحد.

قصص

ما أن تبدأ الحديث مع السيناريست وحيد حامد، حتى يتبادر إلى الذهن العديد من مشاهد «الإرهاب والكباب»، حيث يطل «الزعيم» عادل إمام من بين طبقات المجمع الحكومي، لتحلق معه في «طيور الظلام»، تلك التي اعتاد العيش على «دم الغزال»، الذي أطل فيه الراحل نور الشريف، على إيقاع موسيقى تصويرية خالدة من تأليف الموسيقار عمر خيرت. ولا يكاد الحال يتوقف عند حدود «طائر الليل الحزين»، الذي نعاين فيه قصص حب مجهضة وسط ظروف شديدة التعقيد لا تخلو خيوط السياسة منها.

في تكريم «دبي السينمائي» له، يؤكد صاحب «اللعب مع الكبار»، الذي أفاق أخيراً من آثار عملية جراحية كان نتيجتها دعامتين في القلب، أنه حدث مهم بالنسبة له. وقال: «هذا التكريم اعتز به كثيراً، لكونه يأتي بعد مشوار طويل من الكتابة للسينما والدراما، وبتقديري أن هذا يعطي مؤشراً قوياً بأنني أعطيت للجمهور العربي كل ما يحتاجه بشكل جيد.

ولذلك اعتبر التكريم أمراً جيداً، وأشعر بأنه لمسة طيبة من القائمين على مهرجان دبي السينمائي الذي أصبح له شأن عظيم»، مضيفاً: «أعتقد أن أهمية هذا التكريم نابعة من أهمية من قام به، ولا يمكنني سوى القول إنني سعيد ومقدر ومبتهج لهذا التكريم».

قراءة

تيمة الإرهاب والتطرف تكاد أن تشكل قاسماً مشتركاً بين أعمال وحيد حامد، فلا يكاد يوجد عمل له من دون التطرق إلى هذا الموضوع، وفي هذا الصدد، قال حامد: «ما عالجته من مواضيع تتعلق بالإرهاب، لم يكن نبوءة، وإنما هو قراءة جيدة لحال المجتمع العربي، ورؤية اجتماعية صائبة لحال المجتمع، استطعت من خلالها رصد التحولات التي تحدث داخل المجتمع العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص».

وعلى الرغم مما تعرض له حامد ولا يزال من انتقادات وتهديد، إلا أنه لا يزال يؤمن بقدرة «الفن على مواجهة الإرهاب»، ويؤكد في هذا السياق بأنه لم يكتب شيئاً الا عن ايمان عميق. وقال: «لم أكتب بتوجيه من أحد، فأنا كاتب أعيش هموم مجتمعي، وقد شعرت بما يواجهه من مشكلات الإرهاب، وتوجهت لها وتعاملت معها، شأنها شأن مشكلات اجتماعية كثيرة.

واعتقد أن من أهم هذه الأعمال هو فيلم «طيور الظلام»، ومن قبله مسلسل «العائلة» للراحل محمود مرسي، وأكملت المشوار في «الإرهاب والكباب» و«دم الغزال»، وغيرها، وخلال مسيرتي يمكنني القول إنني جعلت الإرهاب قضية تشغلني كثيراً».

مسلسل «الجماعة» كان واحداً من أبرز الأعمال التي لمعت في مسيرة حامد، الذي تمكن من انجاز الجزأين الأول والثاني، حيث عرضا على الشاشة، وكشف فيهما عن خبايا جماعة الإخوان المسلمين، فيما الجزء الثالث لا يزال على الطريق، ووفقاً لحامد، فقد انتهى منه تماماً، وسيتم عرضه في 2019.

«سري للغاية»

بانتظار الانتهاء من «الجماعة»، فقد دخل فريق فيلم «سري للغاية» أخيراً مواقع التصوير، حيث يرصد فيه حامد ما شهدته مصر بعد ثورة 25 يناير، وعنه قال: «لا يمكن اعتبار هذا الفيلم توثيقاً لهذه المرحلة، بقدر ما هو عملية رصد للعام الحزين الذي تمكن فيه الإخوان المسلمين من حكم مصر، وأعتقد أن هذا الفيلم هو رد لهذه السنة المشؤومة التي عشناها جميعاً، وبسببها لا يزال المجتمع المصري حتى الآن يعاني من مشكلات عديدة».

Email