«هوستيلز».. التاريخ على طريقة «الويسترن»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس هيناً في السينما استحضار وقائع قصة تاريخية تدور أحداثها في الغرب الأميركي في 1892، ليس لفارق الزمن فقط، وإنما لفارق طبيعة الحياة التي وجدت آنذاك، حيث كانت الأوضاع في الغرب الأميركي مختلفة، يسودها الكثير من العنف، حيث رسمت حروف تلك الفترة بالدماء التي سالت على الأرض نتيجة الصراع مع سكان أميركا الأصليين.

وها هو المخرج والكاتب سكوت كوبر يعيدنا مجدداً إلى تلك الحقبة الزمنية، عبر فيلمه «هوستيلز» (عداوات) الذي صاغه على طريقة أفلام الويسترن، ليحطنا جميعاً على حدود نهاية الحرب الهندية التي اندلعت في تلك القطعة من الأرض، لنشهد من خلال الفيلم الذي يفتتح المهرجان الليلة، فصلاً جديداً، من الحروب بين عصابات الهنود والمستوطنين البيض.

والتي يرويها لنا الممثل كريستيان بيل الذي يلعب في الفيلم دور القائد العسكري الكابتن «بيل» الذي يضطر إلى مرافقة أحد زعماء الحرب ورئيس قبيلة «شيان» المحكوم عليه بالموت، وعائلته، في رحلة خطيرة يقطع خلالها مقاطعة كومانش، ليتمكن من إيصال الزعيم، وهو سجين عسكري، إلى أرض أجداده في مقاطعة مونتانا، لنشهد خلال هذه الرحلة مدى الوحشية التي يتعرض له القائد وجيشه الصغير.

أصل القصة

قوة الفيلم لا تكمن فقط في حرفية مخرجه سكوت كوبر، الذي لفتت الأنظار اليه بعد تقديمه فيلم «قلب مجنون» في 2009، وحاز عنه آنذاك جائزتي أوسكار، ووفق التقارير، فإن قوة الفيلم نابعة من أصل القصة التي يعالجها، بالإضافة إلى استناده إلى ممثل قوي بحجم كريستيان بيل الذي يمتلك القدرة على تلبس الشخصيات بطريقة لافتة.

كما أثبت ذلك في معظم أفلامه، وكذلك هذا الفيلم الذي لعب فيه دوراً جميلاً وقوياً، لدرجة دعت بعض النقاد إلى التوقع بحصول بيل على ترشيح لأوسكار أفضل ممثل عن أدائه في هذا الفيلم، الذي أجمع النقاد بأنه «عمل قوي وصلب»، في حين رأى فيه آخرون بأنه يشكل «دراسة خطيرة لطبيعة العلاقات المتوترة بين الرجال البيض والأميركيين الأصليين.

حيث يشكل الفيلم اعترافاً بالعنصرية والوحشية التي أظهرها الجيش الأميركي آنذاك تجاه القبائل الحدودية، في حين لم يترك ضابط الفرسان (كريستيان بيل) أي فرصة للنجاة بنفسه».

تجربة

في هذا الفيلم الذي يشارك في بطولته أيضاً الممثل بيتر مولان، وروزميد بايك، يقدم سكوت كوبر الكثير من العنف، ولكن يبدو أن ذلك لم يعيبه لدى بعض النقاد، الذين تجاوزوا هذه المسألة، على اعتبار ما يحمله الفيلم من «حالة تأملية، في الواقع الاجتماعي القديم والحديث»، معتبرين أن سكوت ومن خلال هذا العمل، يعطي للجمهور «تجربة مرضية تماماً».

Email