افتتح فعاليات مهرجان دبي السينمائي

هوكينغ.. السفر اللامنتهي في «نظرية كل شيء»

أداء جيد عكسه ايدي ريدمايني وفليسيتي جونس خلال أحداث الفيلم البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

«السفر اللامنتهي، حياتي مع ستيفن» هو عنوان الكتاب الذي ألفته جين وايلد زوجة العالم ستيفن هوكينغ، العالم الفيزيائي البريطاني الشهير، وأصدرته عام 2007، ليشكل هذا الكتاب الأساس الذي اعتمدت عليه أحداث فيلم «نظرية كل شيء» للمخرج البريطاني جيمس مارتش، والذي افتتح فعاليات مهرجان دبي السينمائي أمس، حيث يتناول الفيلم سيرة هوكينغ ويستعرض فيه النظريات العلمية في حياة العالم، مع تناوله علاقة الحب التي ربطته بجين منذ تعرفهما لأول مرة أثناء الدراسة في جامعة كامبريدج بإنجلترا، وإصابته بمرض شلل الخلايا العصبية الحركية مع بداية علاقتهما العاطفية، لينجح مارتش من خلاله في تحريك مشاعر الجمهور عبر حبكته المؤثرة جداً.

لقطة بصرية

المشهد الأول في الفيلم يبدأ بلقطات لعجلات دائرة في كرسي متحرك وزلاجات دراجة تحوم حول حافة بحركة دائرية مستمرة لا تنقطع، بطريقة تجعل المشاهد يحدق بعناية، ليبدو أن المخرج مارتش قد أراد من خلالها إبداع لقطة بصرية تكون أكثر من وسيلة لردم الكواليس، وتصويراً للأشياء التي لا بداية ونهاية لها في الحياة، تماماً مثل صراع ستيفن هوكينغ، الذي يعتبر أذكى رجل على وجه الأرض مع المرض الذي أصابه في العشرينات من عمره بشلل الخلايا العصبية الحركية، وقيل له آنذاك إن لديه أقل من سنتين ليعيش، ليمضي على هذا الخبر أكثر من نصف قرن تغيرت فيها حياة هوكينغ كثيراً، وتبدلت فيها زوجاته وأنجب خلالها العديد من الأطفال، إلى جانب إصداره للكتب الأكثر مبيعاً حول العالم، واكتشافه لنظريات مذهلة حول طبيعة الكون، وأصبح هوكينغ العالم البريطاني الأكثر تكريماً في العالم منذ اسحق نيوتن.

تاريخ موجز للوقت

لم يحاول المخرج مارتش في هذا الفيلم شرح النظريات المعقدة لهوكينغ، كما جاء في الفيلم الوثائقي «تاريخ موجز للوقت»، وإنما حاول في فيلمه هذا بيان التحديات التي وجد العالم العبقري نفسه أمامها مع المرض والعاطفة والعلوم التي كانت تشغله، ليدرس ويتخرج، ويصبح أحد أشهر علماء الفيزياء في التاريخ، مغيراً الطريقة التي نفهم بها الزمان والمكان، كما فضل مارتش فيه الاقتراب أكثر من قصة الشراكة بين هوكينغ وزوجته الأولى بناء على كتابها، وطبيعة العلاقة التي جمعتهما، ويوضح لنا أن جين تزوجت هوكينغ رغم فقدانه القدرة على الحركة تدريجياً، وأنها فضلت أن تقف إلى جانبه وتصمد ليحاربا معاً المرض الذي داهمه، ليكون ثمرة زواجهما 3 أطفال، ويذكر لنا الفيلم أن الأطباء عرضوا على جين إنهاء حياة ستيفن في سويسرا حيث كان يعالج، ولكنها رفضت، مفضلة إعادته إلى كمبريدج في المملكة المتحدة، ليعتمد على برنامج حاسوبي مولد للحديث بعدما فقد القدرة على النطق أثناء عملية جراحية، وبات يعتمد على كرسي متحرك للانتقال.

أداء الممثلين في الفيلم كان جيداً، خاصة الممثل ايدي ريدمايني الذي ظهر أكثر اندفاعاً، ليشبه بذلك تماما هوكينغ عندما كان شاباً بطاقة هائلة من المزاح مع شعر أشعث يذكرنا بفترة الستينات، لدرجة أنه يبدو قريباً جداً من هيئة نجم لأغاني البوب، ولكن هذه الشخصية اختلفت تماماً مع تقدم العمر كصورة للشجاعة المتواصلة، ليبدو أداء ريدمايني في هذا الفيلم ثورياً بمعنى الكلمة، ورغم عدم معرفة الجمهور بأعماله إلا من خلال دور الشاب المتحسر العاشق في فيلم «البوساء»، إلا أنه قدم أداءً جيداً. في حين أن أداء الممثلة فليسيتي جونس التي جسدت دور جين وايلد، جاء مقيداً بعض الشيء، الأمر الذي يحرم المشاهد من فرصة التوغل في نفسيتها الداخلية.

شباك التذاكر يستقبل عشاق الأفلام

منذ ساعات الصباح، افتتح المهرجان شباك التذاكر الخاصة بأفلامه والموجود في مدينة جميرا، حيث بدأ باستقبال عشاق السينما للحصول على تذاكر الأفلام التي يرغبون بمشاهدتها خلال فترة انعقاد المهرجان التي تمتد حتى 17 الجاري، علماً بأن المهرجان يعرض هذا العام 118 فيلماً تتضمن مجموعة من الأفلام المتوقع أن تنافس على جائزة الأوسكار هذا العام، كما تتضمن أفلام المهرجان 67 فيلماً عربياً، بعضها يعرض للمرة الأولى عالمياً، يذكر أن شبابيك تذاكر المهرجان تتوزع أيضاً في مول الإمارات بالقرب من صالات سينما فوكس، وكذلك بالقرب من مسرح مدينة جميرا، الذي يشهد هو الآخر عرض مجموعة من أفلام المهرجان التي تمثل 48 دولة من حول العالم.

أروقة الأوسكار

حصل هذا الفيلم الذي يتوقع أن يدخل أروقة الأوسكار، على ثناء النقاد منذ اللحظة الأولى لعرضه في المهرجانات السينمائية التي تلقفته بكل شغف، حيث أظهر النقاد في قراءاتهم المختلفة مدحاً لطريقة تصويره وأبدوا إعجابهم بأداء ممثلي الفيلم الذي تشعر أنه مؤثر جداً في النفس لدرجة قد تذرف له الدموع.

سالمين يستشرف سينما الطريق بـ «ساير الجنة»

يحتضن المهرجان مساء اليوم حفل الدورة الثالثة من جائزة «آي دبليو سي للمخرجين الخليجيين»، الذي سيشهد الإعلان عن الفائز بها، حيث يتنافس عليها هذا العام كل من المخرجة السعودية عهد كامل، والكويتي عبدالله بوشهري، إضافة إلى المخرج سعيد سالمين الذي يشارك فيها بسيناريو فيلم «ساير الجنة»، الذي يعد، بحسب سالمين، تجربة سينمائية جديدة يستشرف من خلالها ما يعرف بسينما الطريق، ليقدم عبرها حكاية مفعمة بالإنسانية وبراءة الأطفال، تبدأ أحداثها من أبوظبي وتنتهي في الفجيرة، مروراً بدبي، واعداً أن يقدم في تجربته الجديدة صورة سينمائية وأحداثاً لم يسبق للسينما الخليجية أن قدمتها من قبل، عازفاً فيها على وتر البراءة والإنسانية، وذلك بحسب ما أفاد به لـ «البيان» مشيراً إلى أن المجتمع المحلي أصبح حالياً أكثر تقبلاً لما تشهده السينما الإماراتية من تحول نحو العرض التجاري، ليبدو التفاؤل واضحاً عليه بمستقبل السينما الإماراتية في سنواتها الثلاث المقبلة، متوقعاً أن تشهد الصالات التجارية خلالها وجوداً ملحوظاً للفيلم الإماراتي.

صاحب «ثوب الشمس»، بدا مستعداً لبدء أعمال تصوير تجربته الجديدة «ساير الجنة»، التي قال إنه: «من المقرر أن تبدأ نهاية ديسمبر الجاري، في العاصمة أبوظبي»، مشيراً إلى انتهائه من تحديد أبطال الفيلم الذي كتب نصه بنفسه، قائلاً إن الفيلم يتضمن 5 شخصيات، من بينهم طفلان لا تتجاوز أعمارهما سن الـ 13، واللذان، بحسب سالمين، سيشكلان محور أحداث الفيلم التي تدور حول الطفل «سلطان» الذي يسعى جاهداً للحصول على دفء حضن جدته، ليبدأ رحلة البحث عنه برفقة صديقه «سعود» منطلقاً من أبوظبي نحو الفجيرة مروراً بدبي، متسلحاً بأمل العودة إلى حضن جدته الغائبة الحاضر. فعلى وتر الإنسانية والبراءة يعزف سالمين أحداث فيلمه الجديد الذي قال إنه يقدم فيه فكرة إنسانية عميقة جداً، مبتعداً فيه عن التراث وقضايا المرأة التي سبق له طرق أبوابها.

روح جميلة

في هذا الفيلم يخوض سالمين تجربة «سينما الطريق» التي لم تألفها السينما الخليجية قبلاً، وقال: «اختياري لهذا النوع، لكونه لا يزال جديداً في المنطقة، فلم يسبق لأحد أن قدمه، فمن خلال متابعة رحلة «سلطان» في بحثه عن أسرته، نعيش معه الكثير من الأحداث، ونشهد المعاناة التي يلقاها مع رفيقه خلال رحلتهما، التي يواجه فيها الكثير من المشكلات». وأضاف: «لأفلام سينما الطريق روح جميلة، وفيها متعة خاصة، تكفلها طبيعة الفكرة ومواقع التصوير والقصة التي لا تلتزم بمكان واحد فقط، وفضلت المضي في هذه النوعية من السينما، بهدف إكساب السينما الإماراتية روحاً جديداً أبتعد فيه عن المألوف فيها».

عين التفاؤل

سالمين يرنو إلى السينما الإماراتية بعين التفاؤل والأمل، لا سيما بعد نجاح تجربته في العرض التجاري الذي خاضه هذا العام بفيلمه «ثوب الشمس» الذي وجد، بحسب تعبيره، في العرض التجاري تحريراً له من «حبس الأدراج»، وقال: «عندما خضت تجربة العرض التجاري، لم تكن عيني على الإيرادات، بقدر اهتمامي بالتجربة ذاتها، والحرص على عدم إبقاء الفيلم حبيس الأدراج». وتابع: «بتقديري أن تكثيف السينما الإماراتية لعروضها التجارية، سيكفل الحصول على ثقة الجمهور المحلي، الذي أصبح أكثر تقبلاً وإقبالاً على أفلامنا، لإيمانه بقدرتها على مناقشة وطرح قضاياه، وأتوقع خلال الثلاث سنوات المقبلة أن نشهد مزيداً من العروض التجارية التي تقدمها السينما الإماراتية».

ركن الجمال يستقطب الضيفات

ليست نجمات السينما والتلفزيون وحدهن من تألقن في حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث حظيت ضيفاته كذلك بخدمات تجميلية مجانية عالية المستوى على أيدي أمهر خبيرات المكياج، اللواتي نفذن أحدث الصحيات في عالم مساحيق التجميل بحرفية وإتقان.

ركن العناية بالجمال لم يوفر فرصاً مميزة لضيفات المهرجان للحصول على إطلالة آسرة وجذابة فقط، بل كان أيضاً بمثابة عروض حية ومباشرة لتعلم فن وضع المكياج، لا سيما وأن شريحة واسعة من المهتمات بهذا العالم تمكنّ من الحصول على استشارات مجانية حول أفضل الطرق لاختيار كريم الأساس و«المسكارا»، ووضع «البلاشر»، فضلاً عن كيفية رسم العيون بالكحل الأسود العربي.

السينما المصرية في ملصق «النهاية»

استوقف الملصق الإعلاني «النهاية» الذي يضم مجموعة كبيرة من ملصقات الأفلام المصرية القديمة، زوار مهرجان دبي السينمائي الدولي خلال جولاتهم في أروقة مقر المهرجان بمدينة جميرا. وهذا الملصق واحد من تصاميم وإبداعات الشباب العربي المعروضة في ركن «دبي ستور» الذي تجمع تصاميم منتجاته بين الطرافة والفكرة غير المألوفة، التي تبنتها شركة «جو بدو» ومقرها الأردن، والتي أسسها عام 2007 الشابان تامر المصري وميشيل مقدح. ويقول المصري إن اهتمام شركتهم باستقطاب المواهب العربية والتصاميم التي تحمل هوية الثقافة العربية هي الدافع لمشاركتهم في المهرجان. والشيق أن الشركة بدأت بشابين وتضم في فريقها اليوم 23 شاباً.

دعم

تو فور 54 تشارك في المهرجان بثلاثة أفلام

3 أفلام حاصلة على دعم المختبر الابداعي في تو فور 54 تشارك هذا العام في دورة مهرجان دبي السينمائي، وهي «الدرب» إخراج مريم النعيمي، و«البعد الآخر» للمخرجة عائشة الزعابي، و«أربعة ألوان» من إخراج توفيق الزيدي، وذلك بحسب ما ذكره المختبر الابداعي، الذي قال رئيس القسم التجاري فيه خالد خوري: «نحن فخورون للإعلان عن مشاركة ثلاثة مشاريع سينمائية جديدة تم دعمها من قبل المختبر الإبداعي في مهرجان دبي السينمائي هذا العام، بعد فترة قصيرة من مشاركة 4 مشاريع أخرى ضمن الدورة الأخيرة لمهرجان أبوظبي السينمائي».

ويشارك فيلما «الدرب» و«البعد الآخر»، ضمن مسابقة المهر الإماراتي خلال المهرجان، فيما يسجل فيلم «أربعة ألوان» مشاركته في مكتبة سوق دبي السينمائي الرقمية، سينايتك، المتوافرة لوكلاء المبيعات والموزعين والمشترين والتي تتيح لهم فرصة مشاهدة عروض أولى لأحدث إنتاجات السينما العربية، إضافة لإنتاجات مستقلة.أبوظبي ـ البيان

 

عروض اليوم

الفيلم الوقت مكان العرض

عراف المياه 18.30 مدرج المدينة

رسالة إلى الملك 21.30 مسرح المدينة

هراء 15.30 مول الإمارات 2

من ألف إلى باء 22.00 مول الإمارات 2

صبا 21.00 مول الإمارات 7

أصوات خليجية 21.00 مول الإمارات 9

أنا مع العروسة 21.00 مول الإمارات 10

الدخيل 18.00 مول الإمارات 10

ثلج 21.15 مول الإمارات 11

عبود كنديشن 18.30 مول الإمارات 12

ابنة 21.30 مول الإمارات 12

أنا بيغ بيرد. قصة كارول سبيني 19.30 ذا بيتش

 

Email