بطله مايكل جوردان يحل ضيفاً على المهرجان

«محطة فروتفيل» يفتح دفاتر عنصرية أميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن اعتبار أن فيلم "محطة فروتفيل" كان بمثابة جواز مرور المخرج ريان كلوغر إلى قائمة المخرجين المهمين في السينما العالمية الذين نجحوا فى إضافة سياق إنساني إلى صخب السياسة المليء بالوقائع والمفرّغ من المشاعر، رغم أن هذا الفيلم يعد الروائي الطويل الأول لكلوغر، والذي جاء بعد مجموعة أفلام قصيرة، إلا أن أهمية "محطة فروتفيل" الذي عرضه مهرجان دبي السينمائي ضمن برنامج سينما العالم، لا تكمن في مقدار الجوائز التي حصدها في المهرجانات التي حط فيها، بقدر إعادته لفتح دفاتر الجرائم العنصرية في أميركا من قبل شرطتها.

قصة حقيقية

إذاً نحن أمام فيلم مقتبس عن قصة حقيقية وقعت أحداثها في العام 2008 على رصيف محطة قطار الأنفاق فروتفيل فى أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية، والذي شهد مقتل الشاب الأسود أوسكار غرانت على يد شرطي، وهي الحادثة التي أثارت بعد تسريب مشاهدها الملتقطة بكاميرا المحمول وتظهر الضباط المتورطين أثناء القبض على أوسكار وأصدقائه، وأثناء إطلاق النار عليه وهو مكبل وملقى على الأرض، صخب سكان أوكلاند الذين تظاهروا سليماً لتتحول إلى أعمال شغب نتيجة تعامل الشرطة العنيف معها.

مشاعر جياشة

الفيلم الذي يلعب بطولته مايكل بي جوردان الذي حل ضيفاً على مهرجان دبي السينمائي هذا العام، بدا محملاً بالكثير من المشاعر الجياشة، لدرجة البكاء، حيث يفتتح المخرج كوغلر فيلمه بمقطع الفيديو المصور بكاميرا محمول ليجعل من النهاية واقعا تقريريا نحمل عبئه طوال السيناريو الذي نرتبط فيه بالبطل المحتوم عليه بالموت. السيناريو مليء بالتفاصيل التي أولا تكشف عن البحث الجاد الذي أمضاه مؤلف الفيلم في معرفة بطله المقتول، فنرى مثلاً على الشاشة رسائل أوسكار النصية التي يبعثها مه وصديقته وآخرين، وتتبعه الكاميرا أحيانا في وقع وثائقي يُكسب المشاهد شعورا واقعيا يكسر حتى ارتباط التعاطف مع البطل السينمائي، ثانيا تتخطى تفاصيل السيناريو القصة الواقعية البحتة فتعطيك التفاصيل التي تشعر معها بأن الكاميرا اختفت ونتلصص بها على أوسكار فنراه يغسل اسنانه مع طفلته قبل النوم أو نرى صديقته تنظر بغيرة إلى فتاة تقف لتسلم عليه بالمترو.

طموح الأدب

بلا شك أن مشاهد المترو التي يصدقها للواقع المحلي وتركيبته سواء في اختيار الممثلين أو تعاملهم في المكان العام (المترو)، وفي ظل مناسبة العام الجديد. ومع حشد يزيد عن 100 ممثل، يصور كوغلر أحد أجمل مشاهد المترو الواقعية، ليثبت قدرته في الإخراج، كما هو ككاتب، يستطيع أن يُخرج مشهدا يملك طموح الأدب من على الورق إلى الكاميرا. علماً بأن مشاهد المترو وخاصة المحطة قد استغرقت 3 أيام تصوير وكانت أصعب ما مر به المخرج، بحسب تعبيره، فقد كان من الصعب مشاهدة الشاب أوسكار يموت مع كل إعادة للمشهد.

احتفالية

مايكل جوردان من أبرز النجوم الذين ساروا على سجادة المهرجان الحمراء أثناء احتفالية افتتاح فيلمه التي أقيمت أول من أمس، وكما برزت عفوية مايكل في الفيلم، فقد كانت على السجادة أيضاً التي شهدت مغازلته لعدسات الكاميرات.

Email