تفتخر بتكريم المهرجان لها واحتفائه بالسينما العربية

كارمن لِبّس: كفانا تهليلاً لأفلام هوليوود

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس غريباً أن يختار مهرجان دبي السينمائي الفنانة اللبنانية كارمن لِبُّس لتكون بين المكرمين العشرة في افتتاحه الرسمي، فما قدمته وغيرها من المكرمين من إبداعات وإسهامات في مجال السينما العربية، يستحق تسليط الضوء عليه والتصفيق له.

كارمن لِبُّس التي تشارك في هذه الدورة بفيلم «وينن»، بمسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة، أشادت باحتفاء المهرجان بدورته العاشرة بالسينما العربية، مؤكدة أنه يكفينا التهليل للسينما الأميركية والأوروبية، ومتخوفة من ردود الأفعال المختلفة حول فيلمها الجديد، وتحديداً في الوقت الحالي. «البيان» التقت لِبُّس وكان الحوار التالي :

تكريم المهرجان لك كواحدة من بين عشر شخصيات سينمائية، ماذا يعني لك؟

تقدير كبير أفتخر به، وخصوصاً من هذا المهرجان، الذي وصل اليوم لمرحلة النضج، وهي رسالة شكر لما قدمته، وقد تأثرت كثيراً بهذا التكريم كوني لم أتوقعه أبداً.

أمل كبير

كيف رأيت الاحتفاء بالسينما العربية في دورة المهرجان العاشرة؟

سعيدة جداً بأن هناك من يكرم السينما العربية، وقد أثبت المهرجان من خلال ذلك أن الإبداع العربي موجود، وله حضور مميز، وكم أعجبتني فكرة افتتاح المهرجان بفيلم عربي، وخصوصاً أنه فيلم قوي ومميز، وهذا يمنحنا أملاً كبيراً بطاقاتنا وإبداعاتنا، وبصراحة، يكفينا التهليل للأفلام الأميركية والأوروبية، فقد حصلت على أكثر من حقها، وشيء جميل أن نفتخر بأفلامنا ليطلع عليها الغرب.

فيلم خاص

تشاركين بفيلمك «وينن» في المهرجان، هل من الممكن اعتباره فيلم مهرجان؟

«وينن» فيلم خاص، وسيجد الكثيرون أنفسهم فيه، وأنا متخوفة منه وخصوصاً في ظل الأزمات، التي يعيشها الوطن العربي، فالناس ترغب في أن تنسى الواقع الأليم، إلا أنه من الضروري أن يبقى لدينا الوعي واليقظة، حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة.

«وينن» من إخراج 7 شباب خريجين جدد، ألم تجدي أن مشاركتك فيه مجازفة باسمك؟

بصراحة، نعم، وخصوصاً أنني أتعامل مع أكثر من مخرج، وخفت ألا يكون هناك ترابط في القصة، ولكن كل شيء كان عكس التوقعات، إذ كان التعامل معهم ممتعاً إلى أبعد الحدود، واكتشفت أن لدى الكثير منهم وعياً، يضاهي وعي المخرجين المخضرمين.

أنت نجمة لبنانية أولى، ما الذي سيضيفه لك هذا الفيلم؟

بالنسبة لي أعتبر السينما رسالة، و»وينن»،يعرض قصة ست لبنانيات تعيش كل منهن انتظار عودة رجل اختفى، أو اختطف أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وبهذا سلط الضوء على المفقودين في كل العالم، فهناك أهالي ينتظرون أبناءهم المفقودين ولا يعلمون عنهم شيئاً، ومن خلال الفيلم نركز الضوء على أنه من الضروري معرفة مصائر من نحب، وبرأيي أنه ليس هناك أصعب من ألا نعلم إن كان من نحب ميتاً أو على قيد الحياة، وطرح هذا الموضوع مهم جداً النسبة إلي في الفترة الحالية، بسبب ما يعيشه العالم العربي في ظل الثورات.

تجاوز الحدود

بالحديث عن السينما اللبنانية، هل وصلت اليوم إلى المكانة التي تستحقها؟

نعم، ويوماً بعد يوم، تثبت السينما اللبنانية قدرتها على تجاوز الحدود لتصل إلى العالم، ورغم الصعوبات التي يعانيها الشرق الوسط في إنتاج الأفلام، فإن السينما اللبنانية عموماً متطورة أكثر من غيرها.

 

«هُمُ الكلاب».. سقوط في مصيدة السياسة التاريخية

عنوان فيلم «هُمُ الكلاب» مثير للانتباه، وربما هي رغبة المخرج المغربي هشام العسيري في بيان آثار القضية المطروحة، ومدى تأثيرها النفسي والاجتماعي والثقافي، الذي امتد أكثر من 30 عاماً، في المغرب، وتحديداً بعد حادثة الإضراب المفصلية عام 1981، أو ما سمي بانتفاضة (الكوميرا) أو (الخبز)، نتاج ارتفاع أسعار السلة الرئيسية، مفجراً آنذاك بحسب المؤرخين كل تناقضات المجتمع المغربي، على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والأمني.

تكمن مشاركة الفيلم بمهرجان دبي السينمائي الدولي، في إعادة بحث في المتنفس السياسي عبر السينما، خاصةً أن المخرج اعتمد من تجسيد الإعلام والوضع الإنساني وتخبط المنظومة المجتمعية، مثلثاً تفاعلياً لتصاعد الأحداث في الفيلم.

من هُمُ؟

ربما الإجابة عن سؤال من هم الكلاب من وجهة نظر سيناريو الأحداث، تتجلى في مخيلة المشاهد الباحث عن إجابة، ويبدأ تداول هذه الجملة عند الدقيقة 52 من الفيلم، في أوج بحث الشخصية الرئيسية وهو مجهول خرج للتو من السجن بعد غياب 33 سنة، عن زوجته وأطفاله وأسرته، في حوار يجمعه مع المجموعة الإعلامية المتمثلة في فريق تلفزيوني، تصادف مع المجهول خلال تظاهرات احتجاجية عام 2011، كما ارتبطت زمنية الحدث، من خلال لقطة في الفيلم، ظهر فيها الراحل معمر القذافي، الرئيس الليبي السابق، وهو يلقي خطابه خلال فترة الحراك السياسي العربي. وجاء التحكم في مشهدية صناعة الصورة من قبل الفريق التلفزيوني، الذي وقع بين عفوية التصوير، وارتجال الأزمة مع الشخص المجهول، الذي عرف نفسه برقمه في السجن وهو (404).

تفاصيل

الرحلة مع الشخصية (404)، تعدت البحث عن حورية، وهو اسم زوجته، فمن خلال تفاصيل انطلاقة الفيلم بمظاهرات 2011، ومواجهته لحادثة فقدان الأصدقاء المتتالية، وصولاً إلى خيانة العائلة له عبر رفض عودته، تحتمل الكثير من المدلولات الاجتماعية، فيها تشاهد أشخاصا مهلوسين يتحدثون عن موقع «ويكلكس» مثلاً، وتصادما علنيا بين زوجين أمام كاميرا الفريق التلفزيوني، الذي تبنى قضية البحث مع (404).

وبالرغم من ملاحظات النقاد على الفريق التلفزيوني حول تضاد رغباتهم بين الواقع والتغيير، إلا أنهم استمروا بملاحقة الرجل للظفر بقصة وسبق صحافي يستحق المشاهدة أو البيع التلفزيوني. تجول الرجل المجهول في مناطق الدار البيضاء، وتلمس جدرانها، وقرر فجأة الانتحار في لحظة إحباط، لينقذه المقدم التلفزيوني التابع للفريق، قرروا بعدها التنفيس بالرقص وشرب الكحول.

اللا شيء

هنا توقف الرجل المجهول أمام المترو، وصرخ فجأة: «أين أطفالي»، توقف بعدها عند المقبرة، لزيارة والديه، وربما ضريحه الذي نصبه أهله، معتقدين أنه ميت، وقال وقت دخوله إلى المقبرة: «منافقين»، استمر في المشي بين منافي المدينة، وهم بالمرور بجانب الاتحاد المغربي للشغل، وهنا أجج ذكرى انتفاضة (الكوميرا) لسنة 1981، حيث اختفى الأشخاص المجهولين في السجون، ولم يطلق سراحهم إلا بعد 20 سنة.

 

المهرجان يتضامن مع عائلة مانديلا بإلغاء فعاليات فيلمه

كما مضى الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، الذي فارق عالمنا قبل أيام، يبدو أن فيلمه "مانديلا: درب الحرية الطويل"، الذي يعد أحد أفلام العروض الافتتاحية في المهرجان، سيمضي هو الآخر بهدوء، حيث أعلنت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي في بيان لها، أمس، عن إلغائها كافة الفعاليات المصاحبة للفيلم، وذلك في لفتة، تعبر عن مدى حزنها، وتضامنها مع عائلة الزعيم الراحل وأحبائه، ومراعاة لمشاعر الملايين، الذين يمثل لهم الزعيم الراحل نيلسون مانديلا رمزاً كبيراً.

وأكدت إدارة المهرجان في بيانها عن إلغائها لكافة الفعاليات الإعلامية الخاصة بالفيلم، التي كان مقرر عقدها على مدار اليوم.

 

عروض اليوم

اسم الفيلم المكان الوقت

حياة والتر ميتي السرية مدينة أرينا 4.30

مانديلا: درب الحرية الطويل مدينة أرينا 8.30

فلسطين ستيريو مسرح المدينة 5.15

سلم إلى دمشق مسرح المدينة 8.15

قصة نملة مول الإمارات 1 3.00

تحت السماء المتلألئة بالنجوم مول الإمارات 1 6.00

المهر الإماراتي 3 مول الإمارات 2 6.00

ألف تفاحة وتفاحة مول الإمارات 5 6.15

أولاد عمار مول الإمارات 5 9.15

العملاق الأناني مول الإمارات 6 3.00

فتاة المصنع مول الإمارات 6 6.00

الحملة مول الإمارات 9 12.00

البحث عن ساريس مول الإمارات 11 3.30

الواد الوالد مول الإمارات 11 6.30

ميراث مول الإمارات 12 9.30

 

مودوريتا أناند تدخل عوالم معقدة في «كاجاريا»

عوالم أنثوية معقدة، تحاول المخرجة الهندية مودوريتا أناند، أن تأخذنا إليها عبر فيلمها الروائي الطويل "كاجاريا"، الذي يدور حول كاجاريا، التي تعيش في قرية صغيرة، وتلعب دوراً بشعاً، يتمثل في قتل المواليد الإناث في القرية لأسباب دينية، فيما تدخل ميرا عالم الصحافة في نيودلهي، وتؤمن بالأفكار المدنية المعاصرة، ليتلقى عالما المرأتين معاً، حيث تكتب ميرا مقالاً صحافياً، يحقق لها الشهرة، ليغير حياة المرأتين معاً.

قصة الفيلم تبدو معقدة نوعاً ما، وبحسب مودوريتا أناند، فإن الفتاتين تمثلان عالمين مختلفين، وبرغم ذلك، تظل بينهن خطوط مشتركة، وقالت: "حاولت أن أبين أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين القرية والمدينة، وبالتالي فإن المشكلة التي أتعرض إليها في الفيلم لا تكاد تقتصر في أحداثها على المجتمع الهندي، وإنما يمكن أن تقع في أي جزء من العالم، لأن النظام في النهاية يتم تطبيقه على الفتاتين".

 

ليلة مصرية

احتفاء المهرجان بفيلم "فتاة المصنع" للمخرج محمد خان، حوّل ليلة المهرجان الثالثة إلى ليلة مصرية بامتياز، حيث شهدت السجادة الحمراء التي مدت لهذا الفيلم، مرور مجموعة كبيرة من نجوم السينما المصرية والعربية عموماً، تقدمهم كل من الممثلة يسرا وعبد الرحمن أبو زهرة، وحسن يوسف، وعزت العلايلي واحمد بدير ومحمد سعد، وبشرى وخالد يوسف والإذاعية بوسي شلبي ، الذين تواجدوا على السجادة إلى جانب فريق عمل الفيلم ومخرجه، كما شهدت السجادة أيضاً مرور نخبة من النجوم العرب من بينهم السورية سوزان نجم الدين والخليجية شهد الياسين.

 

تعطل الميكروفون

في أوج حديث الرجل المجهول عن مسببات ما حصل معه، انتهت مدة البطارية المخصصة لـ (المايك) المخصص للصوت التلفزيوني، وتنبه حول ذلك فريق العمل، إلا أن تصور المشاهد في كونه خللاً فنياً، لأطروحات سياسية، كان الحس الأقرب والأعمق لما يود الفيلم إيصاله.

 

الإيمان بالسينما

أكدت الفنانة كارمن لبس أن السينما العربية تعاني عدم الإيمان بوجودها وحضورها وأهميتها، وينقصها إيمان المنتجين والمهتمين بالسينما العربية بمدى تأثيرها الكبير، ومع هذا الإيمان سترتقي، وتصل للعالم.

Email