«عمر» و«وجدة» و«قصة ثواني» حصلت على دعم «إنجاز»

أفلام المهرجان تشق طريقها نحو الأوسكار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قواسم عديدة تجمع أفلام "عمر" و"وجدة" و"قصة ثواني"، فعدا عن إنها تحمل بين طياتها قصصاً ولدت من رحم المجتمع العربي، فقد شكل حصولها على دعم "انجاز" من سوق دبي السينمائي التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي، أحد القواسم المشتركة بينها، لتشق هذه الأفلام طريقها نحو جائزة الأوسكار، بعد أن تم ترشيحها لفئة أفضل فيلم أجنبي، في دورة الأوسكار الـ 86، التي يتوقع أن يتم إعلان نتائجها رسمياً في فبراير المقبل.

بعيداً عن وهج الأوسكار، فقد تمكنت الأفلام الثلاثة من حمل مجموعة من الجوائز على كتفيها، وهو ما يبشر بوجود صناعة سينمائية عربية مستقلة تستمد دعمها من مهرجان دبي السينمائي الدولي، ففيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، تمكن خلال فترة قصيرة من عرضه، من الفوز بجائزة النقاد في مهرجان كان السينمائي الدولي بعد مشاركته في مسابقة "نظرة ما"..

حيث يعد هذا الفيلم العمل الروائي الطويل الخامس للمخرج أبو أسعد، وهو يأتي بعد فيلمه "الجنة الان" الذي رشح لجائزة الأوسكار. وتم تصوير مشاهده في الناصرة ونابلس، ويروي حكاية الشاب عـمر، الذي يعمل في إحدى المخابز، ويرتبط بعلاقة حب مع شابة تدعى ناديا، ولها شقيق يدعى طارق ويخطط للقيام بعملية تستهدف جنود الإحتلال الإسرائيلي. وحين يجري اعتقال عـمر من قبل الشرطة الإسرائيلية ويتعرض للتنكيل على أيدي أفرادها، يقرر الانضمام إلى طارق في مخطط الذي يستهدف جنود الاحتلال، ومن هُنا تتطور الحكاية متخذة أشكالاً متنوعة من التصعيد. وشارك في بطولته كل من آدم بكري وليم لوباني ووليد زعيتر وسامر بشارات واياد حوراني.

قصة ثواني

أما الفيلم اللبناني "قصة ثواني" للمخرجة لارا سابا، فقد حصل هو الآخر خلال مسيرته على جائزتي أفضل فيلم روائي طويل ضمن مهرجان مالمو للسينما العربية في أسوج، فيما نالت مؤلفته نبال عرقجي عنه جائزة أفضل سيناريو، فضلاً عن حصوله على جائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للسينما المستقلة الذي أقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل..

وكانت من نصيب الفتى علاء حمود الذي تعد تجربته هذه الأولى في التمثيل. الى جانب ذلك فقد افتتح هذا الفيلم دورة مهرجان بيروت الدولي للسينما الـ 12، ويتناول الفيلم قضايا اجتماعية يعاني منها المجتمع اللبناني، مثل المخدرات، والدعارة، والتحرش الجنسي بالأولاد، وغيرها، في إطار قصة 3 شخصيات في بيروت تنتمي إلى خلفيات اجتماعية مختلفة. وتتقاطع أقدارها من دون أن تعرف أي منها الأخرى، وتؤثر قرارات كل منها، من حيث لا تدري، في حياة الشخصيات الأخرى، إذ إن تطوراً واحداً يؤدي إلى سلسلة حوادث تتسبب بتغيير جذري في حياة كلّ من هذه الشخصيات.

 

«دبي السينمائي».. بصمة دولية

تنوعت أشكال المشاركات الخارجية لمهرجان دبي السينمائي الدولي، طوال السنوات الماضية، من خلال اعتماد خطط تستهدف صناعة بيئة تنموية لمجال إنتاج وتمويل الأفلام في الشرق الأوسط، ما جعل "دبي السينمائي" يحقق بصمةً دولية عبر إطلاق العديد من المبادرات النوعية في مهرجانات عالمية، مثل مهرجانات "كان" و "برلين" و "تورونتو". وجاء سوق دبي السينمائي، أحد أبرز المؤسسات الداعمة لتعزيز أوجه الشراكات الخارجية في المهرجان، وذلك عبر مشاركة صناديق الدعم الأجنبية في السوق، لدعم الأفلام من جهة، وتسويق المنتج العربي من جهة أخرى. ويطرح "دبي السينمائي" عدة منهجيات توجه منصة المهرجان وأشكال التعاون الدولي، أبرزها: الدعم والتمويل وجذب العقول الإبداعية في المجال، والدفع بعجلة المشاركة التفاعلية لبيئة السينما في الخليج، وأخيراً احتضان المشاركات العربية، وإعادة تصديرها الفني عالمياً، وصولاً إلى الجمع بين الفن والخط الاقتصادي في الصناعة السينمائية، مثل استضافة أول قمة للإبداع السينمائي في دبي أخيراً، منجزاً متجدداً للقائمين على المهرجان.

عيون «كان»

الحديث عن مبادرات "دبي السينمائي" في مهرجان "كان"، يتيح فرصاً استثمارية لتقييم الدور المتكامل لمستقبل صناعة الأفلام في المنطقة العربية، حيث اهتم القائمون على مهرجان دبي السينمائي بعقد اتفاقيات وشراكات عديدة تستهدف تشجيع إنتاج وتجارة الأعمال السينمائية الإقليمية والدولية، ترسيخاً لمكانة دبي باعتبارها الوجهة الأبرز لرواد السينما العالميين المهتمين بالاستفادة من الإمكانات التي تزخر بها المنطقة. وقامت لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي ومدينة دبي للاستوديوهات في مايو الماضي، بتقديم عروض لكامل إنجازات صناعة السينما في دبي، والتي تتضمن مواقع التصوير الحديثة، والبنية التحتية المتطورة للإنتاج والتوزيع السينمائي في مهرجان " كان" 2013. إلى جانب أن "دبي السينمائي" استثمر منصة "كان" في تعزيز مقومات الشراكة العربية عبر اتفاقية شراكة استراتيجية عقدها مسبقاً مع جمعية «بيروت دي سي» التي تتخذ من لبنان مقراً لها.

الفيلم السعودي

ساهم مهرجان دبي السينمائي، في تنشيط وتأسيس أوجه الصناعة السينمائية في الخليج، وتحديداً في المملكة العربية السعودية، إما بالدعم الإنتاجي أو الرعاية والاستضافة السنوية، حيث يمثل فيلم "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور، وفيلم "حُرمة" للمخرجة عهد نموذجين موضوعيين لتلك الأطروحة، مشكلاً الأخير أول فيلم سعودي يعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وقد حصل الفيلم على جائزة التطوير ضمن فئة الأفلام الروائية القصيرة من مهرجان "الدوحة ترايبيكا" السينمائي.

الإبداع السينمائي

جاء إعلان مؤسسة مركز السينما الجديدة عن اختيار مدينة دبي لإقامة أول قمة للإبداع السينمائي، هذا العام، نتاج الاهتمام الدولي والعالمي بمكانة المنطقة كواجهة استثمارية ونوعية لصناعة الأفلام، حيث يشارك مهرجان دبي السينمائي في القمة مع نخبة من نجوم السينما العالمية، وخبراء وتقنيين، وأكاديميين وصنّاع سينما مشهورين، في سلسلة من الندوات التفاعلية تعقدها القمة، للتعرف على أحدث التقنيات المتخصصة في صناعة السينما، من خلال رصد المتغيرات المتوقعة نحو مستقبل صناعة الفن السابع. وأكد حولها القائمون على مهرجان دبي السينمائي، أنهم حريصون على أن تُجسّد القمة مناسبة سنوية تؤكد التزامهم بتطوير صناعة السينما، عبر الوصول إلى أهداف تحقق النجاح الفني والتجاري.

شراكات

أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي في دورته الثامنة عام 2011، عن تسليط الضوء على ألمانيا في خطوة تهدف لتعزيز العلاقات الثقافية والروابط الاقتصادية بين العالم العربي والدول الأوروبية، وجاء هذا الإعلان في إطار مشاركة اللجنة في الدورة 61 من مهرجان برلين السينمائي، هنا تكمن أهمية المشاركات الخارجية لـ "دبي السينمائي"، حيث نجم عن تلك التبادلات الثقافية والفنية شراكات في المجلات التدريبية من مثل التعاون مع "معهد جوته"- السفير الثقافي لألمانيا حول العالم؛ وأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في ألمانيا؛ ووكالة "ميدن بورد برلين براندنبرغ"، وهي واحدة من أهم وكالات الأفلام السينمائية الأوروبية التي تعنى بتمويل الأفلام السينمائية وتسويقها إضافة إلى تطوير مواقع التصوير.

 

وجدة

الفيلم السعودي "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور، والذي سبق له الفوز بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مسابقة "المهر العربي" في مهرجان دبي السينمائي، فاز بجائزة أفضل فيلم خليجي في دورة الخليج السينمائي السادسة، إلى جانب افتتاحه هذه الدورة، وبالطبع سبق لهذا الفيلم ان عرض في مهرجانات برلين وفينيسيا وعرض في معظم الدول الأوروبية، ليحط أخيراً في العاصمة اليابانية طوكيو، وحظى الفيلم بإعجاب جماهيري كبير، فيما كتب عدد من النقاد العالميين عن أداء بطلته الصغيرة وحرفية مخرجته خاصةً بعد أن تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي ليكون أول فيلم سعودي يدخل هذه المسابقة.

 

100,000

تمثل "تقاطعات" في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إحدى أوجه الشراكات التعليمية المتخصصة في مجال صناعة الأفلام، باعتبارها تشكل ورشات تطوير وإنتاجية مشتركة يقدمها "تورينو فيلم لاب" ومهرجان دبي السينمائي الدولي ومؤسسة التدريب الأوروبية للمشاريع السمعية البصرية، وهو برنامج تدريب يجمع بين الشرق الأوسط وأوروبا، بدعم تقدمه ميديا إنترناشونال التابعة للاتحاد الأوروبي، والهادف إلى بناء أسس التعاون بين محترفي السينما في أوروبا والبلدان العربية. إضافة إلى جائزة "آي دبليو سي شافهاوزن" للمخرجين الخليجيين، وهي مبادرة من شأنها الدفع بعجلة صناعة الأفلام الروائية في منطقة الخليج إلى خطوات متقدمة، حيث باتت توسع مشاركة المخرجين الخليجيين للتنافس على جائزة سنوية، بقيمة 100,000 دولار أميركي، تخصّصها دار الساعات السويسرية العريقة "آي دبليو سي- شافهاوزن"، لإنتاج أفلام روائية طويلة.

Email