رؤية القائمين عليه ساهمت في تطوره

المهرجان تحوّل إلى «كان» عربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

7 سنوات مرت على بداية عمل المخرجة اللبنانية زينة صفير مع مهرجان دبي السينمائي الدولي، فهي تعمل فيه مبرمجة للأفلام كما تتولى إدارة شؤون المواهب، وتحاول قدر الإمكان أن تُسهّل عمل مندوبي الإعلام في تغطيتهم للمهرجان. زينة لا تكاد طيلة فترة المهرجان أن تكل ولا تحاول أبداً أن تشكو من التعب الذي يتربع على كتفيها طيلة فترة المهرجان، والسبب حبها وشغفها للعمل السينمائي..

وهي التي ترى في مسيرة المهرجان شغفاً كبيراً، وتدرك جيداً من خلال متابعتها وتعاملها مع مهرجانات السينما العالمية مدى الحجم الذي وصل إليه مهرجان دبي، وقالت في حوارها مع «البيان»: إن امتلاك القائمين على المهرجان للرؤية الواضحة ساهمت بتفوقه عربياً، وأن مواصلة المهرجان لطريقه على هذه الشاكلة ستمكنه لأن يصبح "كان السينمائي" العربي، مشيرة إلى أن المهرجان نجح في وضع أسس قوية للسينما الخليجية.

نظرة مختلفة

نظرة زينة صفير صاحبة فيلم "بيروت ع الموس" لمسيرة المهرجان بدت مختلفة، حيث قالت: "لمست في مسيرة المهرجان شغفاً وحباً كبيرين للسينما، وبتقديري أنه الشغف الذي مكن المهرجان من التوسع وتثبيت نفسه على الأرض"، تلمس زينة لهذا الشغف لم يأت من منطلق عملها في المهرجان، وإنما من خبرتها في السينما ومشاركتها في العديد من المهرجانات العالمية، ولعل ذلك هو السبب الذي دعاها للقول: إن"دبي السينمائي أصبح حالياً الأول على مستوى المنطقة العربية".

وأضافت: "امتلاك القائمين على المهرجان للرؤية الواضحة، وتمتعهم بخبرة عالية في السينما، أعطيا بعداً كبيراً للمهرجان، فلا يمكن أبداً أن تغض الطرف عن شخص مثل عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان، أو مسعود أمر الله آل علي المدير الفني للمهرجان، وأشخاص آخرين يعملون في كواليس المهرجان، ومساهمتهم في تقوية عضد المهرجان".

وتابعت: "رغم إدراكنا أن السينما في الخليج وحتى المنطقة العربية لا تزال محل صناعة، إلا أن أحد الميزات التي يحتفظ بها المهرجان، تكمن في جديته بالتعامل مع السينما العربية والخليجية وحتى العالمية، وتمتعه بدم الشباب الذين يطمحون إلى صنع شيء مهم في السينما تشكل بصمة لهم، وهذا بلا شك ساهم في رفع نسبة الشغف فيه".

هدف طموح

خلق صناعة سينما في منطقة الخليج وتقويتها في المنطقة العربية، شكلا هدفاً طموحاً لإدارة المهرجان، التي تمكنت من وضع أسس قوية لخلق هذه الصناعة، وفي ذلك قالت زينة: "لقد ساهم إطلاق سوق دبي السينمائي، في التمهيد لهذه الصناعة، وإذا نظرنا إلى قائمة الأفلام الموجودة على لائحة "إنجاز" نشعر بأهمية الدور الذي لعبة مهرجان دبي السينمائي وسوقه في دعم صناعة السينما العربية، والتي بفضله تمكنت عشرات الأفلام من رؤية النور". وتابعت: "من خلال عملي كمبرمجة في المهرجان، لمست وجود توجه عربي كبير للحصول على دعم "انجاز..

" والمشاركة في مسابقات المهرجان، والسبب بتقديري أن الكثير من صناع هذه الأفلام أصبحوا يفضلون التوجه للمهرجان، لإيمانهم بأن "دبي السينمائي" أصبح يشكّل انطلاقة مهمه لهم، وطريقهم نحو الصالات التجارية، لأن المهرجان بات أيضاً يمثل سوق عرض مهم في المنطقة".

معايير عالية

10 سنوات كانت كفيلة لأن تضع مهرجان دبي السينمائي على رأس قائمة مهرجانات السينما العربية، وبالطبع فمرد ذلك هو مدى تمتعه بالمصداقية واتباعه لمعايير عالية في اختياره للإفلام التي يعرضها خلال فعالياته المختلفة، وهو ما اتفقت معه زينة التي قالت: "المهرجان يعمل بشكل كبير على إبراز المواهب السينمائية العربية..

ورغم وجود تفاوت بين الأفلام في مستوياتها الفنية والتقنية وإدارتها وعمقها ومدى احتوائها على لغة سينمائية، إلا أنها لا تخرج نهائياً عن المعايير العالية التي يضعها المهرجان للأفلام التي يعرضها في فعالياته، وهذا كشف عن وجود كمية كبيرة من الأفلام التي تستحق الاهتمام في المنطقة العربية، ولذلك اعتقد أن المهرجان إذا ما استمر في طريقه الحالي وبهذه الجدية والمعايير سيصبح فعلاً بمثابة "كان السينمائي" بالنسبة للمنطقة العربية".

زينة لم تبتعد في حديثها عن تفاعل المهرجان مع السينما الخليجية، وقالت إنه تمكن من إحداث تفاعل ثقافي كبير، يمكن لمسه بشكل واقعي عبر تطور السينما الإماراتية والخليجية..

وتابعت: "رغم إيماننا بأن السينمات الخليجية كانت حتى وقت قريب متأثرة بثقافة التلفزيون (الفيلم التلفزيوني)، إلا أن وجود المهرجان ساهم في إحداث نقلة في السينما المحلية والخليجية، والتي تمكنت من تقديم قصة خليجية حية، كشفت عن وجود مجموعة من المواهب السينمائية التي تستحق الالتفات لها بعد تقديمها لمجموعة أفلام رائعة، مثل "سبيل" للمخرج خالد المحمود، و"وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور".

 عروض مجانية في الهواء الطلق

يبدو أن الاحتفال بمرور عقد من الزمن على انطلاق مهرجان دبي السينمائي الدولي، سيكون له هذا العام طابع خاص قادر على ترجمة شعار المهرجان "10 سنوات من شغف السينما"، ففي هذه الدورة..

وعلى خلاف سابقاتها، عمل المهرجان على إتاحة الفرصة أمام الجمهور بكافة مشاربه للاستمتاع بعروض أفلام المهرجان، من خلال إقامته سلسلة من العروض السينمائية الخاصة، في الهواء الطلق بجوار برج خليفة، والتي يقدمها المهرجان لجمهوره مجاناً، حيث يعرض فيها مجموعة مختاره من الأفلام التي تلبي كافة الأذواق السينمائية.

بطل المخيم

أول عروض هذه السلسلة التي جاءت بالتعاون مع شركة إعمار العقارية، تنطلق بالعرض العالمي الأول لفيلم "بطل المخيم"، للمخرج محمود قعبور، حيث يعد هذا الفيلم أول عمل سينمائي وثائقي طويل، يُصوّر في مساكن العمال في دبي، وهو من إنتاج شركة "فيريتاس فيلمز" لمالكتها إيفا ساير ومقرها دبي، ويُعدّ توثيقاً للمسابقة الغنائية والمعلوماتية عن بوليوود، التي يتم تنظيمها منذ عدة سنوات، في قرابة 70 تجمّعا سكانيّا للعمال عبر الإمارات، احتفاءً بأبطالها.

منافسات غنائية

أبطال الفيلم، وصوته الروائي والغنائي، يتشكل من العمال أنفسهم، والذين يظهرون كمتنافسين ومبدعين من عالم الغناء والتمثيل البوليوودي، في قالب أشبه ببرامج المنافسات الغنائية التي تحظى بنسبة مشاهدات مرتفعة، خلال عطل نهاية الأسبوع..

حيث الحماس والتشجيع والشعبية الجارفة. ليعرج بنا الفيلم أيضاً على تفاصيل الحياة اليومية لهؤلاء الأبطال، وما توفّر لهم أفلام وأغاني بوليوود من بهجة وسرور تحفز طاقاتهم الفنية والابداعية، ويستقون منها أيضاً مادتهم الفنية الثرية، التي يتنافسون عليها سوياً في هذه المسابقة، وتحتفي ضمنياً بالمُنجز السينمائي البوليوودي، عبر تقديم أشهر الأغاني من حناجر عشّاقها. يتميّز هذا الفيلم بثرائه الموضوعي، الذي يعكس مختلف أحوال العمال، عبر لوحة تبرز آمال وطموحات، رجال جاءوا لبناء مدن عالمية في العالم العربي، وفي الوقت ذاته يقدّمون الدعم لمجتمعاتهم واقتصاد بلدانهم.

 خطة تطور

في حديثها، أشارت زينة صفير إلى أن تطور السينما الخليجية لم يأت صدفة وإنما بحسب خطة وضعت بعناية تهدف إلى بناء سينما خليجية تسير حالياً في طريقها نحو التطور، وقالت زينة: "اعتقد أن تطور السينما الخليجية يمكن لمسه من خلال تطور مسيرة المهرجان نفسه، وما أحدثه من تحول واضح في خطوط السينما الخليجية، وعبّرت عن تفاؤلها بالمهرجان وقدرته على مواصلة مسيرته التي عكست مدى كرمه واهتمامه بالإنتاج السينمائي الخليجي والعربي أيضاً".

 دعم ومساندة

قال عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان: "ينصبّ اهتمامنا منذ انطلاق المهرجان في 2004، على تقديم أفضل إنتاجات السينما للجمهور في الدولة. وإقامتنا لحفلات العروض الخاصة والمجانية إنما فيها امتنان للجميع على ما قدموه من دعم ومساندة لنا طيلة السنوات الماضية". وأضاف: "يتميّز برنامجنا هذا العام بعروض استثنائية، ونحن نتطلّع إلى استقبال جمهور المهرجان خلال الدورة العاشرة، للاستمتاع بمجموعة مختارة من الأفلام الروائية، والوثائقية، والأفلام القصيرة، وأفلام التحريك، من حول العالم، والتي ستلامس عقول وقلوب الجمهور".

Email