«كابتن فيليبس».. حقيقة الفقر والعولمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاجئنا هوليوود بين الفينة والأخرى بإنتاجاتها السينمائية الجيدة، ولعل فيلم "كابتن فيليبس"، يمثل واحداً منها، لا سيما أنه يحمل توقيع المخرج البريطاني بول غرينغريس، الذي قدم لنا من خلاله فيلماً واقعياً، يستند في أحداثه إلى قصة حقيقية، وقعت في 2009 بالقرب من شواطئ الصومال، ليبدو "كابتن فيليبس"، فيلماً يستحق حمل الجوائز، لما يتضمنه من تفاصيل تطلعنا على حقيقة الفقر ونظام العولمة، حاصداً بذلك إشادة النقاد حول العالم ولافتاً انتباه الجمهور.

أحداث الفيلم الذي جمع حتى الآن أكثر من 125 مليون دولار على شباك التذاكر العالمي، وافتتح فعاليات مهرجان لندن السينمائي الأخير، تعتمد على سيناريو الكاتب بيل راي، الذي استند فيه إلى كتاب "واجب كابتن: قراصنة صوماليون، وقوات العمليات الخاصة للبحرية الأميركية، وأيام خطرة في عرض البحر" للمؤلفين ستيفان تالتي وريتشارد فيليبس، الذي يعد الشخصية المحورية في الفيلم الذي يحمل اسمه، والذي يجسد شخصيته الممثل توم هانكس.

قلب الأحداث

منذ اللحظات الأولى يأخذنا المخرج غرينغريس إلى قلب الأحداث، بالمرور سريعاً على حياة القبطان فيليبس في بيته بالولايات المتحدة، وهو يستعد لركوب الطائرة متوجهاً إلى عُمان، ليستقل سفينته من ميناء صلالة، ليأخذنا بعدها مباشرة نحو سواحل الصومال الفقيرة، ليطلعنا على حالة الفقر التي يعيشها الصوماليون المشتغلون بالقرصنة، لتمثل هذه النقلة إطلالة على فحوى الفيلم، الذي يبين لنا الحقيقة التي يعمد غرينغريس إلى تقديمها للجمهور في كافة الأفلام التي تحمل توقيعه.

غرينغريس سبق له أن أبدع في تقديم أفلام الأكشن، كما في "تحدي بورون" (2007) وأيضاً "المنطقة الخضراء" (2010)، الذي مزج فيه بين الأكشن والحقيقة، مستخدماً أحداث تفصيلية حقيقية، ومزجها بتوليفة درامية متقنة، توصل المعنى العام لوجهة نظره تجاه الحرب على العراق، ويبدو أنه جنح في "كابتن فيليبس"، إلى مزج الواقع بالأكشن.

انتباه الجمهور

أحداث الفيلم وأداء الممثل توم هانكس فيه، تمكنتا من شد انتباه الجمهور، ومن بينهم هيثم سعادة، الذي قال: "الفيلم يمثل إضافة جيدة للممثل توم هانكس، فعندما تشاهده في بداية الفيلم وخلاله لا يمكن أن تشك في أنه ليس قبطاناً من خلال إلقائه الأوامر بصرامة ولباقة في الوقت نفسه، وتصرفه مع القراصنة من خلال كلمات قليلة ومؤثرة تجبرهم على إعادة التفكير في كل خطوة يقومون بها"، أما هادية محمد، فقالت: "بتقديري أن المشاهد الأخيرة من الفيلم تبين مدى عمقه وذكاء المخرج، وتبرز إبداع توم هانكس، الذي يجلس في القارب مضرجاً بالدماء بعد مقتل القراصنة، لقد كان ذلك مشهداً مؤثراً للغاية، نرى فيه رجلاً لم يفهم ماذا حدث وكيف تم ذلك، ليصيح وهو ينظر إلى الدماء على قميصه "هذا ليس دمي""، فيما أشارت رهف أحمد إلى أن المخرج تمكن من اللعب على وتر الإثارة في الفيلم من دون أن يثير قلق المشاهد، لا سيما أنه ركز كثيراً على طبيعة المصاعب والضغوط النفسية التي يعانيها شخوص الفيلم، التي برزت في علاقة فيليبس والصومالي ميوز.

فيلم لاينسى

أداء توم هانكس في الفيلم، وعمل المخرج حصدا إشادة النقاد، ومن بينهم ريتشارد روبر، الذي قال "توم هانكس قدم لنا بأدائه فيلماً لا ينسى"، أما جون ويرت فقال: "عمل جدير بحصد العديد من الجوائز لمخرجه وبطله"، فيما وصفت مجلة رولينغ ستون، الفيلم بأنه إطلالة على حقيقة ما يحدث في الحياة، بما يحمله من إثارة تنقلنا إلى مستويات عالية.

Email