مجموعة قصص تدور في فلك الحياة العربية

"ديترويت أنلادد" الوجه العربي الأميركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكنت المخرجة اللبنانية رولا ناشف في فيلمها "ديترويت أنلادد" والذي يعرض في المهرجان للمرة الأولى عربياً من إماطة اللثام عن وجه العرب المقيمين في منطقة ديترويت في ولاية ميتشيغن الأميركية، التي يصفها البعض بعاصمة العرب الأميركيين.

في هذا الفيلم الذي يمثل أول دراما رومانسية عربية ـ أميركية، تأخذنا المخرجة الشابة في باكورة أفلامها الروائية إلى عالم العرب الأميركان، لتسلط الضوء على مجموعة قصص خفيفة وجميلة تدور في مجملها في فلك الحياة العربية، والتي تبرز من خلال قصة سامي؛ الشاب اليافع الذي تجبره الظروف على العمل مع ابن عمه مايك من خلف زجاج مقاوم للرصاص في محطة الوقود التي تمتلكها عائلته، وذلك بعد مقتل والده بالرصاص أثناء سطو مسلح على المحطة، ومع مرور الوقت يتعرف سامي إلى قريبته، وتنشأ بينهما قصة حب مخملية تسهم في تغيير مجرى حياتهما الروتينية.

معظم أحداث الفيلم صورت في قلب المحطة، التي بدت أكثر من مجرد محطة للتزود بالوقود، ويؤمها الزبائن من مختلف مشاربهم لشراء ما يحتاجونه، ما يؤدي إلى نشوء علاقات اجتماعية بين سامي ومايك وعملاء المحطة.

المتابع لهذا الفيلم يجد فيه لمسة وفاء وحنين للوطن، والذي يتمثل في مشاهد الأم التي تعيش على الذكريات، كما يجد فيه إضاءة على طبيعة العائلات العربية التي تعيش هناك والتي لا تزال متأثرة بطبيعة التربية العربية، والحرص على الشرف، واستخدام بعض الكلمات العربية، بالإضافة إلى حرصها على التراث العربي الذي يتجلى في طبيعة الطعام وتصميم البيوت من الداخل والتي تبدو عربية الطابع.

الفيلم الذي عرض سابقاً في دورة مهرجان تورونتو السينمائي الدولي التي أقيمت خلال سبتمبر الماضي، يكشف لنا عن صناعة سينمائية أميركية وكندية من أصول عربية، تمكننا من الإطلاع على طبيعة أحلام وقضايا الشباب الأميركي من أصول عربية، وقد نجحت مخرجة الفيلم من خلال سامي أن تبرز لنا هدف هؤلاء الشباب الذي يطمحون إلى التخلص من روتين الحياة وبؤسها، عبر الانطلاق نحو فضاء أوسع يتيح لهم بناء حياتهم بالطريقة التي تناسبهم، فضلاً عن أنه يعكس لنا الاختلاف بين جيلين عربيين، الأول يتمثل في الوالدين اللذين وبرغم الهجرة لا يزالان يتمسكان بالتقاليد والثقافة المجتمعية العربية، أما الثاني فهو جيل الشباب الذي يبدو أنه انخرط في الحياة الأميركية وتقلباتها وتأثر بثقافة المجتمع الأميركي.

Email