مدونة تفشي أسرار أشهر ممثلة أميركية

« أسبوعي مع مارلين» يستعيد عصر السينما الذهبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتدنا دائما مشاهدة المشاهير تحت الضوء وأمام شاشات العرض، بعيدا عن لحظات الحقيقية والواقع، مؤمنين أن الممثلين ومن تقمصوا النجومية، يعيشون سلاما مع أنفسهم والأخرين، ليأتي فيلم الختام لمهرجان دبي السينمائي الثامن أمس، وعبر شاشة عرض مدينة أرينا، ليستعيد عصر السينما الذهبي، مفشياً سر أشهر ممثلة أميركية في العالم عام 1956 وهي مارلين مونرو خلف الكواليس، أثناء قدومها إلى بريطانيا، لتقديم دور بطولة لفيلم بعنوان " الأميرة وفتاة الإستعراض " وقضاء شهر عسل في زواجها الثالث مع الكاتب الشهير " آرثر ميلر "، مبينا ما كنت تواجه نتيجة الصراع بين موهبتها، وخوفها من فقد قدرتها على الإستمرار، وحاجتها للبقاء مع من يفهمها.

أحداث عكسها فيلم " أسبوعي مع مارلين " للمخرج سيمون كيرتس، الذي عايش تفاصيل الأحداث قبل 55 سنة، مؤكدا أن العمل هو القصة الحقيقية للنجمة، موثقا عهد قدومها إلى بريطانيا في ذلك الوقت.

 

أحداث الفيلم

تدور أحداث الفيلم بدءاً من كولن كلارك .. الشخصية الرئيسية الثانية في الفيلم بجانب مارلين مونرو، والذي اندرج كما يصف نفسه من عائلة مبدعة، ولكن العائلة ترى أنه القاعدة الإستثنائية من السلالة، وأنه شاب غير مجد، فقرر أن يثبت نفسه في المجال الذي يحبه وهو عالم السينما وصناعة الأفلام، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، حينذاك، حديث التخرج من جامعة أكسفورد، وقد عثر على وظيفة مساعد منتج ثالث، مسؤول عن تلبية الطلبات، ومتابعة سير العمل أثناء التصوير، وهناك في موقع للتصوير وطأت قدماه وللمرة الأولى في حياته، حيث التقى بالنجمة مارلين مونرو بشكل مباشر ، والذي كان يتابعها عبر شاشة صالات العرض في السينما، حيث كان صيتها يموج في الأوساط البريطانية بشكل لافت، ليبدأ بمشاهدتها وملاقاتها عند موقعا للتصوير.

كان الجميع في حالة إعجاب مدهشة للنجمة، خاصة قدرتها السحرية في التمثيل، وإضافة جو من العفوية والموهبة المطلقة في تناول الدور وتقديمه أثناء تصويرها للفيلم. ولكن تبدأ الأحداث بالصعود تدريجيا عندما يكتشف كلارك أن النجمة مارلين تمر بحالة عصيبة بين تقبلها لنفسها وموهبتها وبين مقدرتها في التعامل مع طاقم العمل في بريطانيا، فقد عرض الفيلم مشاهد عديدة تبرز تخبط النجمة عبر عدم قدرتها على أداء الدور، وبين ابتلاعها الكثير من الحبوب المنومة والمهدئة، وهنا تظهر جدلية الممثل المشهور بين واقعه على الشاشة، وما خلف الكواليس.

 

توجس

ويبدأ كولن بالتقرب إليها والسعي لمساعدتها من الخروج إلى الحياة بصورة أجمل، مما يتيح له مجال عمله في الموقع هذه الفرصة التي تصل بها إلى النهاية لتقرب إليها، والمقدرة في خلق حوار الذي تتطور إلى فكرة الحديث والخروج معها عبر علاقة جمعتهما.

واقعيا رفض بعض طاقم العمل هذه العلاقة، متوجسين أنها عابثة وغير مناسبة في وقتها، وخاصة وهم يعملون على تصوير الفيلم، الذي لم يكتمل إلى الآن بسبب الحالة النفسية التي تمر بها النجمة. بالإضافة إلى الإنزعاج الذي انتاب الممثل البريطاني الذي يشارك مارلين بطولة الفيلم الذي يسعون إلى تصويره وهو " الأميرة وفتاة الإستعراض "، بسبب تأخرها المتكرر، وبعدها عن خلق حالة من التوافق بينها وبينه.

 

النهاية

وتأتي المرحلة التي يعيش فيها كولن مع مارلين حالة من الإنسجام النوعي، حيث يساهم في إخراجها من أجواء الحزن، متبني تفاعلاتها اليومية، وساعيا إلى إخراجها من الوضع المزري، وفعليا ينجح في ذلك، وتبدأ النجمة في العمل على الفيلم الذي يخرج إلى النور، ولكنها في النهاية تتطلب من كولن الإبتعاد عنها والرجوع إلى مساحة الصداقة فقط، بعيدا عن العلاقة الحميمة، رأى فيها كولن تحطيماً لقلبه الذي تمنى فعليا بعلاقة جادة من خلال الزواج، مبتعدين بها عن الأضواء، ولكن مارلين ترى أنها هذا غير ممكن، مما ينتهي بهما الإنسحاب.

 

تقنيات

في الحديث عن الطريقة التي تم عرضها فيها الفيلم، وجعل القصة حكاية بصوت الممثلين، وعدم وضع صوت الخارجي الذي يقص مفردات الحكاية على شاكلة المفكرات، كما هو واضح من طبيعة الفيلم في كونه مجموعة من اليوميات والمفكرات لشخص عاصر الفترة، أكد كيرتس أنها يفضل أن يكون للمثل دور أكبر في إيصال الأحداث، مبينا أن أسلوبه عادة يعتمد على الطريقة غير المباشرة في خلق المشهد وتعابييرة.

Email