أشباح إيران والصين وفلسطين تهيم فوق بوابة براندينبورغ

مهرجان برلين السينمائي يوقد الليلة 60 شمعة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دورة الاحتفاء بالصين، بإيران، بتأثير السينما على الناس والسياسة، بالحنين إلى البريق والأسماء التي رحلت، بسكورسيزي ومايكل وينتر بوتوم وروب ابشتاين.. تحار كيف تجد العنوان الأمثل لمهرجان برلين السينمائي الدولي (برلينال) في دورته الستين.

هذا «العجوز الأوروبي»، الذي يلتقي كل عام على «مقهى سينما العالم»، مع عجوزين آخرين (صديقين أم غريمين؟) من مجايليه، تقريبا، هما «كان» و« البندقية»، قرر أن يحتفي هذا العام بستين سنة من تاريخه، وتاريخ السينما في أوروبا والعالم. تاريخ مهرجان صنع النجوم وأرقهم. علق لمخرجين نياشين الإبداع، ووقع على شهادات وفاة آخرين. من الغرب إلى الشرق، إلى دنيانا السينمائية العربية (يوسف شاهين مثلا)، لطالما شكل المهرجان المحطة- الحلم، التي يتمنى المخرجون أن «يعمّدوا» تجاربهم في حوضها.

هذا العام، وبرلين قابعة تحت الصفر بسبع درجات، تقترح 60 شمعة، تضاء اليوم وطوال عشرة أيام في فضاء المدينة، أن تذيب الجليد عن أكثر من سطح. جسر التواصل الثقافي بين الشعوب، بين إيران وأوروبا الغارقة تحت سطوة آلة دعائية لا ترى الأمور إلا من منظار أحادي. بين الصين وأوروبا، ألمانيا تحديدا، الغارقة هذا العام في «خجل» فقدان اقتصادها لأول مرة في تاريخه تاج التصدير العالمي، لصالح التفوق الصيني، الذي لا يزال ينظر إليه كنتيجة استعباد تمارسه حكومة الشعب على الشعب. والأهم من ذلك كله، ذلك الجليد الهائل والقاسي، الذي يملأ فجوات يخلفها التقسيم. تأتي أفلام من الصين وفلسطين (يعرض عنها عايشين لنيكولاس واديموف وبوردوس لجوليا باشا) وألمانيا لتناقش مأزق التقسيمات الجغرافية والنفسية والعقائدية التي تدمر حياة الناس وتؤذي فرحهم وكرامتهم البشرية.

ثم إنها دورة النجوم من دون استثناء. بريق هائل سيجعل التنقل في شوارع «أونتر دن لنتن» و«بوستماتز» متعة حقيقية، رغم ظلام الشتاء. بوابة براندينبورغ ، التي عبر منها المنتصرون والمهزومون، في تاريخ المدينة والبلد وأوروبا، وحتى العالم، والتي كانت على مدى تاريخها رمزا لانقسامات سياسية متعددة، سترتدي حلة فنية «أسطورية».

ستعلق عليها ستارة ضخمة، تستخدم كشاشة تعرض عليها لجمهور الشارع النسخة المرممة الأصلية للفيلم الصامت «متروبوليس» الذي يعتبر، بعد 71 عاما من انجازه، ارثا حقيقيا موضوعا على «لائحة اليونسكو»، وعملا رسم صورة مبكرة وقاتمة جدا عن حياة الناس في المدن الكبرى (مثل برلين) وطرح أسئلة شائكة عن الاقتصاد والعمالة والإنتاج والمادة.. والروح! أكثر من 60 صورة ضخمة (بورتريه) لنجوم شاركوا في دورات المهرجان خلال سيرته، ستكون منتشرة في الشوارع، بينما ينتظر الجمهور اطلالات حية لنجوم آخرين، من بينهم جيرار دوبارديو وجوليان مور وبن ستايلر وجيسيكا البا وجيمس فرانكو، على ما لفت منظمو هذا الحدث المنتظر.

ويعرض اليوم، افتتاح لدورة يتنافس فيها على جوائز «الدب الذهبي» والفضي 20 فيلما (إضافة الى400 خارج المسابقة)، فيلم «تيوان يوان» (منفصلون ومعا) للصيني وانغ كوان ان. وسيحتفل المهرجان أيضا بالعرض العالمي الأول ل «غرينبيرغ» للمخرج الاميركي نوا بومباك ويشارك فيه بن ستايلر في دور رجل نيويوركي يمر بأزمة وجودية.

ويلتئم شمل الممثلتين الاميركيتين جوليان مور وانيت بينينغ في شريط خارج المسابقة بعنوان «ذي كيدز ار آلرايت» (الاطفال بخير) وهو إنتاج فرنسي أميركي مشترك من إخراج ليزا شولودينكو حيث يبحث طفلان ولدا من عملية تلقيح اصطناعي عن والدهما البيولوجي. ويعرض المخرج البريطاني المستفز مايكل وينتيربوتوم وهو من الأسماء المتكررة على مر دورات المهرجان، فيلم «ذي كيلير انسايد مي» خارج المسابقة وهي الحكاية السرية لمسؤول شرطة متحدر من تكساس من بطولة الأميركيين جيسيكا البا وكاسي افليك وكايت هادسون.

اما في الجانب الفرنسي، فينتظر مجيء جيرار دوبارديو إلى العاصمة الألمانية بمناسبة العرض العالمي الاول لفيلم «ماموت» للمخرج بونوا ديلفين الى جانب ايزابيل ادجاني. أما الأميركي روب ابشتاين مخرج الوثائقي «ذي تايمز اوف هارفي ميلك» الذي احتفي به في العام 1984 فيقدم «هاول» حيث يلعب جيمس فرانكو دور البطولة، علماً أن العنوان مأخوذ من قصيدة نثرية طويلة للشاعر الأميركي الن غنسبرغ. ويعرض خارج المسابقة فيلم يتناول الحرب العقارية في نيويورك بعنوان «بليز غيف» للأميركية نيكول هولوفسينير بمشاركة كاثرين كينر واماندا بيت وريبيكا هال.

أما احدث أفلام المخرج البولندي الفرنسي رومان بولانسكي «ذي غوست رايتر» (كاتب الظل) مع ايوان ماكغريغور وبيرس بروسنان وكيم كاترال وليفيا ويليامز فيقدم في عرض عالمي أول في إطار المهرجان. وهذه حال «شاتر ايلاند» للمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي حيث يمثل ليوناردو دي كابريو وبن كينغسلي وماكس فون سيدو. ويعد مهرجان برلين السينمائي احد أشهر المهرجانات الأوروبية وهو الوحيد الذي يعرض تذاكر للبيع على الجمهور العريض. وستمنح ارفع جائزتين في إطار المهرجان وهما «الدب الذهبي» و«الدب الفضي» في عشرين فبراير المقبل.

Email