جوجل يحتفي بالذكري 148 لميلاد رائد التجريد فاسيلي كاندينسكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفل محرك البحث جوجل اليوم 16 ديسمبر بالذكري الـ 148 لميلاد الفنان التشكيلي الروسي الشهير فاسيلي كاندينسكي ، رائد التجريد .

ففي مثل هذا اليوم، 16 ديسمبر من عام 1866، ولد رائد الفن التجريدي الروسي فاسيلي كاندينسكي، والذي يعد أحد أشهر فناني القرن العشرين، وأهلته اكتشافاته في مجال الفن التجريدي ليكون واحدا من أهم المبتكرين والمجددين .

لعب كاندنسكي دورًا محوريًا ومهمًا جدا في تطور الفن التجريدي، كفنان وباحث، حتى نسبت الية جائزة كاندينسكي للفنون، و من أشهر تصاميمه كرسي كاندينسكي الذي أخذ طابع مدرسة باوهاوس في ألمانيا.

ويعد فاسيلي كاندينسكي من أعظم المؤثرين في الحركة الفنية بين أبناء جيله، ويعد أحد الرواد الأوائل للمبدأ اللاتصويري أو اللاتمثيلي، وبعبارة أخرى، مبدأ “التجريدية الصافية”.

وقد مهد الفنان كاندينسكي الطريق للمذهب التعبيري التجريدي، حيث أصبح هذا المذهب مدرسة الرسم المهيمنة والسائدة منذ ذلك الوقت وفي فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها، وقد أطلق عليه أصحابه لقب  "أمير الروح" و " الفارس " .

ولد كاندينسكي لأسرة قضت عشرات السنين من عمرها منفية في سيبيريا، وعادة بعد المرسوم الملكي الذي أصدره القيصر الروسي ألكسندر الثاني عام 1861، وعمل والده في صناعة الشاي، وتزوج من ليديه طاتشيبه، وكانت فائقة الأناقة والجمال وعروفت في أرجاء موسكو بصفاتها الفريدة، وأنجبا فاسيلي كاندنسكي، وبعد أن توفت والدته تولت خالته تربيته، وألهبت مشاعره بقصص الأساطير الروسية والألمانية، إذ كانت تقرأها له باللغتين، وشكلت موسكو بالنسبة إليه مصدر الإيحاء الأول.

وبعد سنوات اضطر والده إلى الانتقال للعيش في أوديسا سنة 1871، والعمل هناك مديرًا لأحد مصانع الشاي فيها، وشب كاندنسكي في تلك الأجواء البعيدة عن مدينته المحبوبة محتفظًا بالقليل القليل من ذكريات الطفولة المبكرة فيها.

عمل كاندنسكي في مطلع شبابه لدى إحدى الشركات التي تولت أعمال الإحصاء في المقاطعات القروية والفلاحية، وقد أنجز مهمته في إعداد دراسة وإحصاء عن الفلاحين في مقاطعة فلوغدا بنجاح كبير مما أهله ليصبح أحد أعضاء الهيئة الإدارية لتلك الشركة.

وقد ساعده هذا النجاح لمتابعة دراسته الأكاديمية، ففي سنة 1892 اجتاز الامتحانات النهائية في كلية الحقوق وفي تلك الأثناء بالذات التقى مع آنية تشمياكين التي كانت تدرس في القسم الخارجي من نفس الجامعة وتزوج منها، وقف كاندنسكي مع نهاية القرن التاسع عشر أمام اختيارين، إما العمل من خلال لقب بروفسور في جامعة Tartu، أو يكون رسامًا.

وقد كان للقائه بمعرض الانطباعيين البارسيين الذي أقيم في موسكو في تلك الحقبة من تاريخه، تاثره البالغ بإحدى لوحات الفنان العريق كلود مونيه (كومة القش)، واستماعه إلى موسيقى فايجنر في المسرح الملكي الروسي، تأثيرا كبيرًا على قرار حياته، فانحاز إلى اتجاه دراسة الفنون التشكيلية دون أي تردد أو إبطاء، وهو في الثلاثين من العمر.

ويعد من أشهر أقواله:  " أن موسيقى فاجنر اجتاحتني بعفوية عميقة استطعت من خلالها أن أرى كل الألوان المحببة إلى قلبي بعيون روحي الهائمة في أرجاء المكان، وأن أرى خطوطها المتوحشة التي أوصلتني إلى حافة الجنون، من خلال حركتها وقدرتها على رسم عدد من اللوحات أمام ناظريّ".


هاجر كادنسكي متجهًا نحو ميونخ في العام 1896 لدراسة الفنون التشكيلية في إحدى معاهدها، وقد عرفت ميونخ في تلك الحقبة باتجاهها، كمدينة الفنون السياسية.
من هنا بدأ كاندنسكي يوطد علاقته بالفنون التشكيلية بشكل ثابت لا يقبل التأويل، حيث حدد مفهومه في الفن الحديث، بما جاء في قوله:  " إن أعظم تزوير للحقيقة هو الاعتقاد أن الفنون التشكيلية تقليد دقيق لما تحتويه الطبيعة".

 

Email