مرح جبر: أحلم بتعاون مخرج سوري ومؤلف مصري في عمل مشترك

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 4 صفر 1424 هـ الموافق 6 ابريل 2003 مرح جبر نجمة سورية عرفت بأدوار مختلفة من الدراما والمسلسلات البدوية التي تألقت فيها، ومرح الوجه المرح في الشاشة الصغيرة هي رقيقة في طباعها كما هي رقيقة في تجسيدها للادوار التي تعكس في غالبها شخصيتها المرحة. في رحلتها الاخيرة الى دبي والتي هي رحلة تؤدي فيها دور جديد عليها «رحلة الانتقام» تقوم مرح بأكثر من دور، فالى جانب عملها في المسلسل والذي يضم ممثلين وفنيين من اكثر من 18 بلدا عربيا، تستغل مرح وجودها في الامارات لتقوم بزيارات للمواقع والمعالم التاريخية والحضارية في دبي، وقد عبرت عن جمال دبي باحساس العاشقة لها. في المرة الاولى التقينا بها في قرية حتا التاريخية حيث يتم تصوير مشاهد المسلسل على خلفية المكان الذي يعود الى الماضي بعشرات السنين، في هذا اللقاء تحدثث مرح ببرأة الممثلة الصغيرة، وبعفوية بنت الشام، كانت ضحكتها سر التقرب لها وليس الدور الذي تقوم به، تحدثث عن دورها في المسلسل وسبب قبولها بهذا الدور والعمل مع مخرج اماراتي جابر ناصر لاول مرة تعمل معه، والمرة الثانية حين قدمت الى«البيان» حاملة معها بساطتها وتواضعها وفي هذا اللقاء كان لابد من التحدث معها والغوص في اعماقها كفنانة وانسانة، لكن مرح وقبل ان نبدأ معها بالحوار ارادت ان تذكرنا بما يجري الآن في العراق الشقيق وقالت كم يحز في نفس الانسانية ان يكون هذا الموت والدمار وقتل الحياة باسم الديمقراطية والحرية، لحظة صمتت فيها مرح في الوقت الذي كنت اعد فيه سؤالي الاول عن رحلتها الى دبي. القادم من رحلة الانتقام ـ تقومين حاليا بتجسيد دور لا يبتعد كثيرا عن الادوار السابقة الصراع بين الخير والشر ماهو في نظرك المختلف في هذا المسلسل؟ ـ الامر لايبدو بالصورة التي ذكرت. القضايا تختلف بتناولها فنيا، وقصة المسلسل ليست بعيدة عن الاحداث الاجتماعية وخاصة تلك التي تصور صراع الخير والشر ولكن الرؤية الفنية لمعالجة هذا الصراع هي التي سوف تبرز وتميز العمل خاصة وان النهاية والتي يراهن عليها الجميع سوف تكون نهاية جديدة وجميلة. ـ وهل يمكننا القول ان الدور الجديد يشبه الى حد بعيد ادوارك السابقة؟ ـ لا اعتقد ذلك خاصة وان الاحداث والمشاهد التي يتم تصويرها يختلط فيها الفرح والحزن والشجن والقلق ويصور الفراق والاغتراب بصور مختلفة ويمر المسلسل من خلال حلقاته الثلاثين بأحداث تصور الخير وكأنه القاعدة والشر استثناء الا ان النهاية تصور عكس ذلك حيث تكون نهاية جديدة لم يتناولها اي عمل سابق وهذه المرة الاولى التي اقدم فيها هذه النوعية من الادوار. ـ مرح في الدراما السورية وتألق في الاعمال التاريخية وحضور في المسلسلات البدوية ماكل هذا المزج في الادوار؟ ـ عشر سنوات من الجهد والمعاناة والتعلم، لاشك انها سوف تعطيني القوة والقرار الصحيح في اختيار مايلائم طبيعتي من الادوار والشخصيات، واعتقد انني قدمت كل ما ذكرت بشئ من الثقة التي اهلتني للنجاح، وبالرغم من اكتسابي محبة الناس لكل ماقدمت الا انني مازلت افضل الادوار الاجتماعية الشعبية التي تمس شريحة بسيطة من الناس كما هو في دوري في مسلسل «تمر حنة» مع المخرج فردوس الأتاسي والذي قدمت فيه دوراً أعتقد انني سأتذكره لفترة طويلة، هذه الادوار هي التي اشعر بعظمتها وقوتها ومااصعب ان يتقمص الفنان دور لانسان بسيط جدا ويتعامل مع الحياة بتلقائية وبدون تكلف. دور أكبر من التمثيل ـ في «تمر حنة» كان لك دور مختلف حدثينا عن هذا الدور؟ ـ الصورة تحمل في طياتها معاني كثيرة واردت بدوري في هذا المسلسل ان اجسد طموحات الفتاة العربية في منتصف القرن الماضي حيث شاركت في المظاهرات والحياة الشعبية وقدمت الكثير من اجل استقلال بلادها وهي تتمتع بكل الصفات التي تستحق رغم الظلم الكبير الذي تتعرض له سواء من المستعمر المحتل لاجزاء من الشعب العربي او من ناحية المجتمع الذي لم يقدر في بعض الاحيان عطاءاتها ونضالها على كافة المستويات، واعتقد ان تمر حنة ومن خلال دورها هواستعراض لما قدمته للوطن ولأهلها، كما هي نموذج للفتاة العربية الواعية لدورها في الحياة والتي تستحق التحية والتقدير لمسيرتها الانسانية والنضالية. ـ ذكرت بأنك تبحثين عن دور بعيدا عن التمثيل يشعرك باهمية الحياة ترى ما هو هذا الدور؟ ـ الاحساس بوجود الانسان في هذه الحياة لايتوقف عن دوره وواجبه في أي مجال، فلا شك اذا كان عمله مرتبط بالتمثيل فلابد ان يقدم ابدع مايمكن ان يقدمه الى جانب اختيار الاحداث التي تربطه بمجتمعه والا تبعده عنها، في جانب الواجب هناك التزامات تجاه الاسرة والاصدقاء وواجبات نحو المجتمع، ولكن الشيء الذي ابحث عنه هو ان اقوم بعمل خيري تطوعي انساني استطيع من خلاله ان اخرج كل مابصدري من عواطف ومشاعر وأحاسيس وان اكرس اكبر وقت للعمل الذي اشعر بأنه يخلق السعادة ويرسم البسمة على شفاه الكثير من الناس خاصة الاطفال الذين نراهم اليوم يقتلون ويشوهون بدون ذنب ارتكبوه، هولاء الاطفال الفاقدين للامن والفرحة اتمنى ان اصل اليهم لاقدم لهم مايمكن تقديمه، هذا هو الدور الذي ابحث عنه واتمنى ان اقوم به قريبا. ـ إذن انت تربطين بين رسالة الفنان في تجسيد قضايا المجتمع وفي نفس الوقت قيام الفنان بدور انساني؟ ـ البعض قد يعتبر ان هناك فصلاً بين الفنان ورسالته الفنيه ودوره الانساني ولكن الحقيقة انهما مكملان بعض والا لما كلف الفنانين القيام بأدوار انسانية واجتماعية في ظل المؤسسات والمنظمات الدولية. حزينة للاطفال ـ انت كانسانة عربية تتابعين اخبار مايحدث في العراق وفلسطين الا يثيرك مناظر الاطفال والنساء وهم في اوضاع مأساوية؟ ـ اقولها بكل صراحة ان اوضاعنا العربية وتفككنا وابتعادنا عن بعضنا البعض اوصلنا الى مانحن فيه اليوم، والصور التي تتناقلها الفضائيات العربية وبعض الاجنبية بالفعل تثير في نفسي الالم والحزن ولكن حزني الاكبر على مانحو فيه من خلاف واختلاف. ـ ماهي الصورة التي تتمنين ان تكون عليها في هذه الايام؟ ـ اقول ان الة الحرب عند الاغريق هي نفسها آلة الفن في زمن السلام، واتمنى ان يعم السلام جميع دول العالم، وان ترسم الابتسامة على شفاه جميع الاطفال، فهم الامل والمستقبل. ـ نعود الى مشوارك الفني ونسألك عن عشر سنوات مضت كيف كان مشوار هذه السنين؟ ـ اذا عدت الى بداياتها فقد واكبها الكثير من الخوف والارباك، وفي الفترة الوسطى كانت الخبرة اكبر والتجربة اجمل، واذا اردت مني ان اصف الاخير منها فهي مزيج من المرحلتين فالمسئولية اصبحت اكبر والاختيار صار اصعب، ولكن في كل هذه السنوات كنت اتمسك بالقوة وعدم الانصياع لهزات الانهزامية التي لاولن اقبل بها ولذلك فمازلت اشعر بهذا الشعور القوي الذي يمدني بدعم كبير لمساعدة نفسي ومساعدة الاخرين. تصريحات نارية بحسن نية ـ كيف هي العلاقة بين الفنانة مرح والمشاهد وخاصة جمهورها المتابع لاعمالها؟ ـ كنت اتمنى ان اسمع الاجابة من الاخرين ولكن عموما العلاقة التي تربطني مع الجميع بما فيهم المشاهد، اترجمها بنفس مستوى العلاقة التي تربط بين الصحفي والقارئ فمتى كانت وثيقة ومبنية على الصدق والصراحة والجدية فلا شك سوف تكون بمستوى افضل. ـ كيف تفسرين اسلوب الشد والجذب بين الفنانين، وتبادل الاتهامات علنا؟ ـ بطبيعة الحال امر مؤسف ان يكون هذا الوضع هو السائد في الوقت الحاضر، وكنت اتمنى ان لايكون هذا هو حال بعض الزميلات في الساحة الفنية. ـ وماذا تقولين عن المخرجين المصريين والسوريين الذين يتبادلون الاتهامات بالعجز والفشل؟ ـ فهمت ما تود الوصول اليه وعلى كل حال هناك طريقة للفت الانتباه والاعلان عن بعض التصريحات التي اوكد لك ان دافعها هو الغيرة واحيانا حسن النية، ولكن لااعتقد ان هناك من يقلل من قيمة كل مبدع في مجاله. ـ ماذا تتمنى مرح للدراما العربية؟ ـ ان يكون هناك تنافس شريف قائم على تقديم العمل الجيد، وان تكون هناك اعمال مشتركة بين الفنانين العرب، وادعو ان يشترك الفنانون السوريون والمصريون في اعمال درامية مشتركة ليس فقط تبادل الممثلين ولكن ايضا تبادل الخبرات الفنية فما الذي يمنع ان يكون المخرج من سوريا والمؤلف من مصر وكذا العكس، املي فعلا ان تكون هناك اعمال بين الفنانين العرب كما هو حاصل اليوم في مسلسل «رحلة الانتقام» الذي يشارك فيه فنانين وفنيين من 18 دولة. جواهر تذكير بالافضل ـ تتميزين دائما بأدوارك ما هو سر هذا التميز؟ ـ منذ بداية مسيرتي الفنية وانا أبحث عن الادوار المتميزة التي لا اكرر فيها مشاهد درامية سبق وقدمتها، والحمد لله لست نادمة على مشاركتي في اي عمل وتقديمي لأي دور فيه ربما اكون قد أخطأت بعض الشئ في البداية وقدمت نوعية محددة من الادوار والشخصيات التي تندرج في اطار الفتاة المغلوب على امرها لكن ذلك لم يدم لفترة طويلة فسرعان ما خرجت من هذا الاطار وبدأت في تقديم ادوار مغايرة فيها الكثير من الخصوصية والتميز. ـ ماهي الصورة العالقة في ذهنك حتى الآن؟ ـ مشاركتي في مسلسل «جواهر» مع نجدت انزور حينها كنت في حالة تحد كبير مع نفسي لتقديم شخصية درامية يمكن ان تبقى في داخلي فترة طويلة وبالفعل اعتقد انني كسبت الرهان على ذلك فما زلت حتى اليوم اشعر بأن «جواهر» ما زالت تسكن في داخلي بكل ما مررت به من مراحل ومتغيرات لكنها تبقى صورة الدور الحلم الذي استطيع تقديمه في فترة من الفترات وقدم لي الكثير من النجومية في عمل تكاملت فيه كل عناصر النجاح من نص رائع واخراج متمكن متميز واداء متكامل لأبطال العمل فكل هذه العناصر ما زلت اتذكرها في «جواهر» كعمل درامي احن اليه بين الحين والآخر. حوار: جميل محسن

Email