قراءة في نتائج جوائز الاوسكار لعام 2003

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 30 محرم 1424 هـ الموافق 2 ابريل 2003 فاز الفيلم الاستعراضي «شيكاغو» بست من جوائز الاوسكار الثماني عشرة التي منحت للافلام الروائية من بين جوائز الاوسكار الاربع والعشرين التي قدمت هذا العام. وبفوزه بثلث هذه الجوائز ، يكون قد حول جوائز الاوسكار هذا العام الى نمط الفيلم المهيمن الذي يستأثر فيه فيلم واحد بعدد كبير من الجوائز، مقارنة بالسنوات التي توزع فيها الجوائز على عدد من الافلام. كما اصبح «شيكاغو» اول فيلم استعراضي يفوز بجائزة الاوسكار لافضل فيلم منذ العام 1968، حين حقق ذلك الانجاز الفيلم الاستعراضي البريطاني «اوليفر» وشملت جوائز الاوسكار الخمس الاخرى لفيلم «شيكاغو» جائزة افضل دور مساعد تقوم به ممثلة التي منحت للممثلة البريطانية كاثرين زيتا جونز، وجاء ذلك حسب التوقعات، وجوائز افضل مونتاج وهندسة صوت ومونتاج وتصميم ازياء، واصبحت الممثلة كاثرين زيتا جونز اول ممثلة تفوز بالاوسكار في فيلم استعراضي منذ العام 1972 حين حقق ذلك كل من الممثلين لايزا مانيلي وجول جراي في فيلم «كباريه». يشار الى ان فيلم «شيكاغو» يستند الى مسرحية غنائية للمخرج الراحل بوب فوسي مخرج فيلم «كباريه». وقد حققت الممثلة كاثرين زيتا جونز بفوزها بالاوسكار انجازا اخر هو انضمامها الى زوجها الممثل مايكل دوجلاس الحائز على جائزتي اوسكار كممثل ومنتج سينمائي، وبذلك ينضمان الى العدد القليل من الازواج الذين حققوا هذا الانجاز في تاريخ جوائز الاوسكار. كما حققت انجازا من نوع جديد، وهو انها شاركت في تقديم عرض حي من فيلم «شيكاغو» في حفلة توزيع جوائز الاوسكار وهي حامل في شهرها التاسع. وقد استوحيت المسرحية الغنائية التي استند اليها فيلم «شيكاغو» من احدث حقيقة وقعت في مدينة شيكاغو في فترة العشرينيات من القرن الماضي، وتدور حول مغنيتين، احداهما مغمورة والاخرى مشهورة، مسجونتين بتهمة القتل تحاولان استغلال الدعاية الاعلامية المحيطة بقضيتيهما لكسب الشهرة، ويركز الفيلم الذي بلغت تكاليف انتاجه 45 مليون دولار على علاقة المغنيتين بمحام بارع ماكر وبزميلاتهما السجينات. وقد تضمنت جوائز الاوسكار هذا العام اكثر من نصيبها المعتاد من المفاجآت بالنسبة للفائزين المتوقعين، ومن اكبر هذه المفاجآت فوز المخرج البولندي المولد والفرنسي الجنسية رومان بولانسكي بجائزة افضل مخرج عن اخراج فيلم «عازف البيانو» وفوز بطل الفيلم الممثل المغمور ادريان برودي الذي اقتصرت انجازاته السابقة على عدد قليل من الادوار السينمائية المساعدة، بجائزة افضل دور رئيسي يقوم به ممثل. ويكمن وجه المفاجأة في هاتين الحالتين في أن رومان بولانسكي كان يحتل المركز الثالث حسب التكهنات بين المخرجين الخمسة المرشحين لجائزة افضل مخرج، وكان من المتوقع ان تستعر المعركة بين كل من روب مارشال مخرج فيلم «شيكاغو» ومارتن سكورسيزي مخرج فيلم «عصابات نيويورك» على جائزة الاوسكار لافضل مخرج. يشار الى ان المخرج رومان بولانسكي لم يتمكن من الحضور من باريس الى الولايات المتحدة لاستلام جائزته في حفلة توزيع جوائز الاوسكار في هوليوود، لانه فار من وجه العدالة في مدينة لوس انجلوس منذ العام 1978 بعد ان ادين في العام السابق باغتصاب فتاة قاصر، وكان يدرك انه اذا عاد الى الولايات المتحدة لاستلام الجائزة فان المدعي العام لمدينة لوس انجلوس سيكون بانتظاره لوضعه وراء القضبان. اما الممثل ادريان برودي فقد كان في المرتبة الخامسة والاخيرة حسب التنبؤات بين الممثلين الخمسة الذين رشحوا لجائزة افضل دور رئيسي يقوم به ممثل. وكان المرشح المفضل للفوز بتلك الجائزة هو الممثل البريطاني دانيال داي ـ لويس عن دوره في فيلم «عصابات نيويورك»، وكان منافسه الرئيسي هو الممثل المخضرم جاك نيكولسون عن دوره في فيلم «حول شميت». ويذكرنا فوز الممثل ادريان برودي بالجائزة هذا العام بمفاجأة العام الماضي حين فازت الممثلة السمراء هالي بيري بجائزة الاوسكار لافضل دور رئيسي تقوم به ممثلة على غير توقع. ويعد فوز فيلم «عازف البيانو» بجائزة افضل سيناريو مقتبس مفاجأة اخرى، لان الفيلم المفضل للفوز بتلك الجائزة حسب التوقعات كان فيلم «اقتباس» الذي حصد كاتبه تشارلي هوفمان معظم جوائز روابط النقاد الرئيسية في الولايات المتحدة. وقد توزعت جوائز الاوسكار الاخرى للافلام الروائية على سبعة افلام بينها فيلمان فقط فاز كل منهما بجائزتين، اولهما هو فيلم «لورد الخواتم: البرجان» الذي فاز بجائزتين فنيتين، هما جائزتا افضل مؤثرات بصرية وافضل مونتاج صوتي. والفيلم الثاني هو فيلم «فريدا» الذي منح جائزتي افضل موسيقى تصويرية وافضل ماكياج. وذهبت جائزة افضل دور رئيسي تقوم به ممثلة هذا العام للممثلة الاسترالية نيكول كيدمان عن دورها في فيلم «الساعات» علما بأن الممثلة المفضلة لتلك الجائزة كانت جوليان مور بطلة فيلم «بعيدا عن الجنة» بعد ان اكتسحت جوائز روابط نقاد السينما الرئيسية في الولايات المتحدة. وخرجت جوليا مور من التنافس خالية الوفاض رغم انها كانت مرشحة لاثنتين من جوائز الاوسكار هذا العام. اما جائزة افضل دور مساعد يقوم به ممثل فقد فاز بها الممثل كريس كوبر عن دوره في فيلم «اقتباس»، وجاء ذلك حسب التوقعات، ورغم التنافس الشديد من قبل عدد من الممثلين الذين قاموا بأدوار مميزة. ويذكر ان فيلم «عصابات نيويورك» هو الفيلم الوحيد بين الافلام الخمسة المرشحة لجائزة الاوسكار لافضل فيلم الذي خرج صفر اليدين، فقد فشل في الفوز بأي من الجوائز العشر التي رشح لها هذا العام. وقد بلغت تكاليف انتاج هذا الفيلم الملحمي 120 مليون دولار. ومن جوائز الاوسكار المهمة الاخرى جائزة افضل فيلم اجنبي التي منحت للفيلم الالماني «لا مكان في افريقيا» وجاء ذلك وفقا للتوقعات.

Email