ريموت كونترول، عالمية دبي ومهرجانها السينمائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 29 محرم 1424 هـ الموافق 1 ابريل 2003 من أفضل المفاهيم النقدية السائدة تلك القائلة بأن السينما «فن وتجارة»، وأن السينمائي البارع هو الذي يصنع «المعادلة» بين الفن والتجارة، واعتماداً على هذه المقولة يمكن ان نؤكد ان فكرة التسويق والتسوق التي اعتمدها «مهرجان دبي السينمائي الدولي» وتكون على هامش ملتقاه سنوياً ابتداء من مارس ,2004. مبتغاها في الأساس رواج ـ البيع والشراء ـ من وإلى شركات واجهت خلال السنوات الماضية حالة من الركود ساهم فيها الى حد بعيد عدم وجود رؤية واضحة لما يريده المشاهد العربي ـ والأهم ـ ردود افعاله تجاه ما سيشاهده من أفلام خلال المهرجان خصوصاً اذا كانت غير مألوفة وبعيدة عن دنيا السينما التقليدية التي عرفناها وحفظناها ـ عربياً وأميركياً ـ عن ظهر قلب. بلا شك اننا كنا ننتظر منذ سنوات ان تتخذ «دبي» خطوة إقامة مهرجان سينمائي دولي، وكل المؤشرات بالفعل كانت تدعو لذلك، وجود العديد من المراكز ودور العرض على اعلى مستوى تقني وفني، الفنادق التي تستطيع ان تستوعب وتجذب بضخامتها وامكانياتها من قاعات للمعارض والندوات والملتقيات، الشركات التي ترعى وتدعم وتخلق حالة من التأكيد والتواصل على أهمية وضرورة المهرجان، طيران الامارات ذات السمعة العالمية، اضافة الى كل ذلك ميزانية الـ «خمسة ملايين دولار» وهي البداية الدافعة لمهرجان ولد عملاقاً لينافس وبقدر ما يعود على المهرجان من نجاح بقدر ما يضاف الى دبي نجاحاً اخر لجانب تميزها في اقامة مهرجان التسوق ومفاجآت صيف دبي. صراحة.. يجب ان نعترف أن وجود مدينة دبي للاعلام والتي وقع على عاتقها مسئولية ظهور هذا المهرجان بما نتمناه ونتوقعه، حدد منذ البداية جدية وأهمية الجهة التي ستتولى الاشراف على كل شيء من ـ الألف الى الياء ـ وهو أمر في ظل التنافس الاعلامي له مغزاه ومعناه، كما ان تجارب اخرى مثل مهرجان القاهرة ودمشق وقرطاج ومروراً بالتجربة الاخيرة في البحرين، ـ تعني الكثير ـ والذي اقصده بالتحديد ان نستفيد، وان يكون ما نقدمه فنياً وتقنيا وسينمائياً مغايراً شكلا ومضموناً. طبعاً بدأ العد التنازلي، وسنة واحدة زمن غير كافي بإعتراف «احمد بن بيات» مدير عام منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والاعلام، فالثانية التي تمر تعني اضافة متميزة والدقيقة التي تنتهي تزيل حاجزاً، والساعة تكون بداية لنهضة فكر ورقي ثقافة سينما مع الوقت لها طعم ورائحة. ان السينما فن له لغته الخاصة، ومن المؤكد ان «مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول» في مارس المقبل سيكون له لغته الخاصة، وحتى نصل الى الافاق المرجوة أتوقع ان يتم الاعلان في دورته الاولى عن اقامة «مدينة للمهرجان»، على غرار «كان» و«هوليوود».. وهو مستوى من العالمية ليس بعيداً عن دبي ومهرجانها السينمائي. أسامة عسل OSAMA614@YAHOO

Email