الثلاثاء 18 ذو القعدة 1423 هـ الموافق 21 يناير 2003 رغم وجود افلام تحقق ايرادات ضخمة الا ان الأرقام تؤكد ان السينما المصرية تخسر الملايين كل سنة وان معظم الافلام تعرضت لخسائر مادية فادحة خاصة التى عرضت مؤخرا، فمن بين 27 فيلما عرضت فى الشهور القليلة الاخيرة تبين ان 18 فيلما منها تكبدت خسائر قدرت ب30 مليون جنيه فما هى تلك الافلام؟ وما هى حقيقة خسائرها؟ وهل ارتفاع تكاليف انتاج الافلام وراء خسائرها؟ ام ان اجور النجوم هى السبب؟ وماذا يقول المنتجون الذين يخسرون الملايين؟ أحدث الاحصائيات تؤكد ان خمسة افلام فقط من بين 27 فيلما عرضت مؤخرا هى التى حققت ارباحا وهى أفلام (اللمبى) لمحمد سعد و(مافيا) لأحمد السقا و(حرامية كى جى تو) لكريم عبد العزيز وحنان ترك و(ايام السادات) لأحمد زكى و(مذكرات مراهقة) لهند صبرى بينما هناك فيلمان نجحا فى تغطية تكاليفهما وهما (امير الظلام) لعادل امام و(محامي خلع) لهاني رمزي. اما الافلام التى تكبدت خسائر تراوحت بين مليون الى ثلاثة ملايين جنيه فهى (صاحب صاحبه) لمحمد هنيدى و(العشق والدم) لشيريهان و(هو فى ايه) لأحمد ادم ومحمد فؤاد و(الساحر) و(الرحلة المشبوهة) لمحمود عبد العزيز و(تائه فى اميركا) لخالد النبوى و(فلاح فى الكونغرس) لشعبان عبد الرحيم و(الرغبة) لنادية الجندى والهام شاهين و(اختفاء جعفر المصرى) لنور الشريف و(النعامة والطاووس) و(خللى الدماغ صاحى) لمصطفى شعبان و(سحر العيون) لعامر منيب وحلا شيحة و(عودة مدرسة المشاغبين) لعلاء مرسى. بينما لم يتحدد حتى الان موقف فيلمى (قلب جرئ) لمصطفى قمر و(معالى الوزير) لاحمد زكى. وعن خسائر الأفلام يقول المنتج عصام امام: المنتج الآن مظلوم لأن نصيبه من ايرادات فيلمه لا يزيد على 40% فدور العرض تحصل على 50% والموزع يأخذ 10% من الايرادات، ولهذا فالمنتج هو اول الخاسرين خاصة مع ارتفاع تكاليف انتاج الافلام والدعاية فايجار مكان على احد كبارى القاهرة لوضع افيش للفيلم يصل الى 75 الف جنيه فى 6 اسابيع، اما تكلفة الدعاية بالصحف فتصل الى 35 الف جنيه اسبوعيا بخلاف الدعاية التلفزيونية التى ارتفعت اسعارها بشكل كبير وبحسبة بسيطة يعرفها كل المنتجين فإن اى فيلم يتكلف 7ملايين جنيه يحتاج لتحقيق ايرادات لا تقل عن 20 مليون جنيه حتى يمكن له ان يكسب منه وهذا بالطبع لا يحدث فالأفلام تتكلف الملايين لكن عددا قليلا جدا منها هو الذى يحقق الايرادات الضخمة والباقى إما يخسر او يغطى تكاليفه فى احسن الاحوال وهذا الوضع اذا استمر طويلا فانه من المؤكد سيؤثر على كم الأفلام المنتجة وسيؤدى الى انسحاب بعض المنتجين من السوق. أما المنتج والموزع السينمائى محمد حسن رمزى فيؤكد ان التجارب اثبتت عدم وجود علاقة بين تكاليف انتاج الافلام وايراداتها لأن هناك افلاما تكلفت القليل وحققت ايرادات ضخمة جدا مثل (اسماعيلية رايح جاى) و(صعيدى فى الجامعة الاميركية) و(اللمبى) بينما هناك افلام تكلفت الملايين ولم تحقق سوى الملاليم اى ان المكسب والخسارة حتى الان مجرد صدفة لا يوجد من يمكنه التنبؤ بهما. ويضيف:عن نفسى احاول قدر الامكان فى اى افلام انتجها او اوزعها ان انفق كل مليم فى مكانه الصحيح حتى لا اتعرض لخسائر كبيرة وبصراحة الانتاج يحتاج الى خبرة طويلة ومعظم الخسائر التى تعرضت لها السينما مؤخرا سببها دخول البعض الى عملية الانتاج السينمائى دون ان تكون لديهم خبرة كافية بالعملية الانتاجية، فتحقيق بعض الافلام لايرادات بالملايين جعل البعض يقدم على تجربة الانتاج معتقدا انها تعتمد على الفهلوة فكانت النتيجة خسارة الملايين وبعد تلك الخسائر لن يبقى فى السوق إلا المنتج صاحب الخبرة. ويعترف المنتج أحمد السبكى انه خسر ثلاثة ملايين جنيه فى فيلمين هما (امرأة هزت عرش مصر) و(الرغبة) رغم انهما كانا بطولة نجمة الجماهير نادية الجندى ويضيف: عندما انتجت الفيلمين كنت اتوقع تحقيق ارباح ضخمة من ورائهما لكننى فوجئت بعدم الاقبال الجماهيرى عليهما رغم تكلفتهما الانتاجية العالية والعكس تماما عندما انتجت (اللمبى) لم انفق عليه الكثير ورغم ذلك حقق اعلى ايرادات فى تاريخ السينما وهى ايرادات عوضت بها خسارتى السابقة ولولا ارباح اللمبى لكنت فكرت كثيرا فى الاستمرار كمنتج. ويرى احمد السبكى ان المبالغة فى اجور بعض النجوم هى احد الاسباب الرئيسية وراء خسارة الافلام لان هناك نجوما الان يحصلون على نصف ميزانية الفيلم كأجر لهم وحتى تتجنب السينما مزيدا من الخسائر على النجوم تخفيض اجورهم. وعن حقيقة تسبب ارتفاع اجور النجوم فى خسائر الافلام يقول علاء ولى الدين: بصراحة شديدة لا يوجد منتج يدفع لأي نجم مليم واحد الا اذا كان متأكدا انه سيكسب من ورائه، واجور النجوم عادية جدا وليست كما يصورها البعض فهناك مبالغات كبيرة فى الكلام عن اجورنا ولا يمكن ان تكون الأجور هى سبب خسائر الافلام لان هناك افلاما تخسر رغم انه لا يوجد فيها اى من النجوم اصحاب الاجور العالية اى ان اجر النجم ليس السبب وانما هناك اسباب اخرى قد تكون فى قلة الدعاية او عرض الفيلم فى توقيت غير مناسب اوتقديم عمل غير ممتع للناس.. ويقول ممدوح الليثى رئيس جهاز السينما بمدينة الانتاج الاعلامى: كل المنتجين يبحثون عن الربح وهذا حقهم ولكن الربح بأي وسيلة هذا هو السؤال.. نحن ايضا فى جهاز السينما نبحث عن الربح حتى نستمر لكننا فى نفس الوقت نرفض تحقيق الربح بأفلام تافهة تؤدى فى النهاية الى تخريب السينما كلها، واحد اسباب خسائر الافلام فى الفترة الأخيرة ان الكل يقدم لونا واحدا من الافلام هى افلام النكت والايفيهات التى لا هدف لها، معتقدين ان تلك الافلام هى المفتاح السحرى لجلب الملايين مع ان وجود سيل من افلام الضحك ليس فى صالح الجميع، فالجمهور اصبح لديه حالة تشبع من الكوميديا ويحتاج الى نوعيات مختلفة من الافلام بل ونوعيات مختلفة من الكوميديا نفسها بدليل ان افلام نجوم الكوميديا الأخيرة معظمها لم يجد اقبالا جماهيريا يذكر ولم تحقق ارباحا عالية بسبب حالة الملل التى اصابت الجمهور وعدم تقديم هؤلاء النجوم لجديد، فالسبب الرئيسى فى الخسارة ان كله اصبح يشبه بعضه ولا يوجد احد يحاول ان يخرج من تلك الدائرة التى تسير فيها السينما وهذا هو دورنا كجهاز للسينما فى مدينة الانتاج الاعلامى ان نقدم سينما مختلفة عن السائد وتحقق ارباحا فى نفس الوقت واذا فعل المنتجون نفس الشيء ستقل الخسائر، اما اذا استمر الجميع فى اللعب على ورقة الكوميديا فقط فسوف تستمر الخسائر. القاهرة ـ أيمن الملاخ: