بمشاركة ثلاث دول لأول مرة، «رشيدة» فيلم جزائري مرشح لنيل الأوسكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 16 شوال 1423 هـ الموافق 20 ديسمبر 2002 اختارت الأكاديمية الأميركية للفنون وعلوم السينما الفيلم الجزائري «رشيدة» للمخرجة المتألقة يمينة بشير شويخ ضمن القائمة الأولية التي تضم 54 فيلما ستتنافس على المقاعد الخمسة للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة ال75 من جوائز الأوسكار المقررة في 23 مارس المقبل. ويستمد الفيلم قوته من تناوله لصراع المرأة الجزائرية ومقاومتها للإرهاب خلال العشرية الحمراء التي عرفت انتشار العمليات الإرهابية بشكل فظيع في الجزائر. وقد افتك فيلم «رشيدة» لحد الآن أربع عشرة جائزة دولية بداية بمشاركته الأولى في مهرجان كان الدولي للسينما في دورته الأخيرة ضمن مسابقة نظرة خاصة، كما حاز على الجائزة الكبرى لمهرجان أميان، وجائزة تي في 5 لمهرجان مراكش، وجائزة الجمهور لمهرجان الكورس، وكذا الجائزة الثانية لمهرجان المهرجانات بلندن. وحاز على جائزتين الأسبوع الماضي في بروكسل بمناسبة مهرجان سينما البحر المتوسط بالإضافة إلى تتويج الممثلة بهية راشدي بجائزة أحسن دور نسائي في مهرجان قرطاج الأخير. وحسب حسين سعدي مدير دار إنتاج «السماء للإنتاج» المشرف على الفيلم فإن يمينة شويخ تستعد لشد الرحال للخوض في مشاركة جديدة آسيوية هذه المرة، وذلك بمهرجان سيول بكوريا الجنوبية. ويتطرق فيلم «رشيدة» أو «حصّاد الجوائز» مثلما صار يلقب لما يجري لمدرسة شابة تدعى رشيدة (تمثيل ابتسام جوادي) لما رفضت الرضوخ لمطالب جماعة إرهابية أرادتها مجندة في صفوفهم بوضع قنبلة في مدرستها، وهو ما كاد أن يكلفها حياتها، حيث نجت بأعجوبة من محاولة اغتيال بشعة، وبعد نجاتها وخروجها من المستشفى تختار النزوح إلى قرية النائية، وهناك تتسلل المخرجة الى أعماق المجتمع الجزائري وظروف عيش السكان في تلك الفترة العصيبة لتختم الدراما بمجزرة دموية أخرى في تلك القرية. وتبدأ قصة الفيلم عندما تتعرض رشيدة لتهديدات أحد تلاميذها القدامى، الذي طلب منها وضع قنبلة في المدرسة التي تدرس بها، فترفض طلب الإرهابي، ويطلق عليها الرصاص، لكنها تنجو من الموت بأعجوبة، فتقرر مغادرة الجزائر العاصمة للاستقرار في مدينة داخلية بعيدة . وقد استغرقت مدة إنجاز الفيلم خمس سنوات نظرا للصعوبات المالية التي تلقتها يمينة بشير شويخ، التي لم تتحصل على مساعدات(صندوق دعم الإبداع الأدبي والفني) التابع لوزارة الاتصال والثقافة الجزائرية، ما دفعها إلى البحث عن المساعدات لدى هيئات سينمائية فرنسية، وكذا قناة ار تي التلفزيونية الألمانية ـ الفرنسية. ويعتبر فيلم «رشيدة» أول فيلم تخرجه يمينة شويخ، التي سبق لها وأن ساعدت زوجها المخرج محمد شويخ في إخراج عدد من الأفلام الناجحة مثل القلعة سنة 1989، و«سفينة الصحرا»ء سنة 1997. وعلى هامش المشاركات في المهرجانات عقدت المؤسسة المنتجة للفيلم عدة عقود تجارية وينتظر أن تطلق العرض العالمي التجاري للفيلم في العشرين من الشهر الجاري، بثلاث قاعات في العاصمة الجزائر تتبعها عملية مماثلة بعدد من قاعات العرض في فرنسا، وفي هذا السياق كان «رشيدة» قد تحصل على قيمة المساعدة على التوزيع في فرنسا قدرت بسبعة آلاف و622 يورو تضاف إليها حملة دعائية على شاشة قناة «سيني سينما» التلفزيونية بقيمة 15 ألف يورو، كما سيوزع الفيلم أيضا في القاعات الإيطالية ابتداء من 12 فبراير بنسخة مترجمة للإيطالية. للإشارة فقد سبق لخمسة أفلام أجنبية وأن نالت جوائز في مسابقات أخرى خلال مسابقات نيل الأوسكار وهي: «الحياة جميلة» لروبرتو بنيني (1998) الذي نال جائزتي أحسن ممثل وأحسن موسيقى، «فاني وألكسندر» (1983) للعبقري السويدي أنغمر برغمان والذي استطاع أن يفتك ثلاث جوائز (ملابس، الصورة والديكور) بالإضافة إلى فيلم زاد (1969) لكونستنتن كوستا جافراس، ونال جائزة التركيب، أما الفيلم الرابع فهو لكلود لولوش رجل وامرأة (1966) جائزة أحسن سيناريو، والفيلم الأخير ثمانية ونصف لفدريكو فليني المتوج جائزة الملابس. يذكر أن الأكاديمية الأميركية للفنون وعلوم السينما سجلت رقما قياسيا في عدد المترشحين لأوسكار أحسن فيلم باللغة الأجنبية لهذه السنة، إذ وصل عدد الأفلام المرشحة إلى 54فيلما أي بزيادة ثلاثة أفلام مقارنة بالسنة الماضية. وسجلت قائمة هذه السنة مشاركة ثلاث دول لأول مرة هي تشاد وبنغلاديش وأفغانستان وسيتم الإعلان عن الأفلام الخمسة المرشحة في الحادي عشر من فبراير المقبل قصد دخولها المنافسة النهائية لنيل أوسكار أحسن فيلم أجنبي. والى جانب فيلم يمينة بشير شويخ «رشيدة» هناك العديد من أفلام سينما الجنوب على غرار «أبونا» لمحمد صالح هارون من تشاد و«سر الفتاة الصغيرة» لمجدي أحمد علي من مصر، والفيلم التونسي «الصندوق السحري» لرضى باهي، وتختم لبنان المشاركة العربية بفيلم «لما تبوح مريم» لأسد فولأدكار، بالإضافة إلى الحضور المميز للسينما الأفغانية في لفتة سياسية أميركية حيث نجد فيلم «رقصة النار» للمخرج جويد وسيل. الجزائر ـ مراد الطرابلسي:

Email