الفنان أحمد عبدالوارث: استقلت من المسرح القومي لأنه لا يقدر أبناءه

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 21 شعبان 1423 هـ الموافق 27 أكتوبر 2002 الفنان أحمد عبدالوارث واحد من جيل المظاليم في الوسط الفني، فقد بدأ مشواره في السبعينيات نجما تلفزيونيا وقدم مجموعة من الأعمال المتميزة وظل محتفظا بهذه المكانة مع زملائه نبيل نورالدين وتيسير فهمي وحمدي حافظ ووجدي العربي ومحمود مسعود، ولكن بمرور الوقت تراجعت هذه المكانة واختفى عبدالوارث عدة سنوات لكنه عاد من جديد ليقدم مجموعة أخرى من الأدوار المتميزة محاولا استعادة نجوميته التلفزيونية من خلال مسلسلات «حارة المحروسة» للمخرج مجدي أبوعميرة و«شئ غير الحب» للمخرج كمال الشامي و«تمضي الأيام» لمحمود بكري و«ضبط واحضار» لابراهيم الشقنقيري. ويصور حاليا مسلسل جديد بعنوان «بلد المحبوب» عن قصة للأديب يوسف القعيد، سيناريو وحوار مصطفى ابراهيم واخراج ابراهيم الصحن، يجسد عبدالوارث في المسلسل شخصية أنور رفقي المليونير الانتهازي الذي جمع أمواله خلال فترة الانفتاح في السبعينيات، المسلسل من الأعمال المرشحة للعرض خلال شهر رمضان على شاشة التلفزيون ويشاركه بطولته نيرمين الفقي وطارق لطفي وأحمد خليل ونشوى مصطفى، كما يعود عبدالوارث أيضا الى المسرح بعرض «لو عايزين تفهموا اسألوا» وتقاسمه البطولة الفنانة سهير المرشدي وهو ضمن عروض مسرح الاستلهام الذي يقدم منذ سنوات المؤلف والمخرج المسرحي مصطفى سعد، وعن سبب غياب عبدالوارث سنوات عن جمهوره قال: ـ بعد أن قدمت في البداية أعمالا كبيرة وأدوارا متميزة رشحت للعمل في مسلسلات كثيرة خارج مصر للمحطات العربية وقدمت هناك عددا كبيرا من المسلسلات وعندما قررت العودة للاستقرار في مصر كان هناك جيل آخر صعد وحصل على الفرصة وتزامن ذلك مع صعود مجموعة من المخرجين الكبار على الساحة ولم تكن لي علاقة قوية بهم وانتظرت أن أرشح لأدوار جيدة في الأعمال المتميزة لكن لم يحدث لأنهم كانوا يعتقدون أنني ما زلت مسافرا، وأعتقد أنني ساهمت في ترسيخ هذا الانطباع لأنني لم أستطع الاعلان عن عودتي من خلال وسائل الاعلام رغم صداقاتي مع عدد كبير من العاملين في هذا المجال وكذلك لم يكن لي تواجد في الحفلات والمناسبات المتكررة في الوسط الفني، ولكن بمجرد انتهاء هذه الحالة وبعد أن علم المخرجون بوجودي في مصر بدأ ترشيحي لأعمال كثيرة من بينها مسلسل «ضبط واحضار» الذي جسدت فيه شخصية الريس عابد الذي حكم عليه بالاعدام بعد قتله لعضو مجلس الشعب ببلدته في الصعيد أخذا بثأر والده واضطراره عابد للهروب الى الجبل ليصبح بمرور الوقت زعيما للمطاريد، وأعتقد أن هذه الشخصية من الأدوار المتميزة التي قدمتها بعد العودة. ـ لكن مساحة الدور لم تكن كبيرة رغم تميز الشخصية؟ ـ الحقيقة أنني قبلت الدور لسببين أولا لتميز الشخصية التي أجسدها وثانيا لأن مخرج المسلسل ابراهيم الشقنقيري صاحب فضل علي فقد قدمني في البداية كبطل في أكثر من مسلسل أذكر منها «الانسان والمجهول» و«عاد النهار» وأذكر أيضا مسلسل «ثمن الحب» الذي جسدت فيه شخصيتين لشقيقين توأم. ـ هل هناك محطات تعتز بها في مشوارك مع التلفزيون؟ ـ بالتأكيد هناك محطات كثيرة لكني أعتز جدا بمسلسل «وعاد النهار» مع تيسير فهمي الذي جسدت فيه شخصية هاشم المتهم البرئ وما زال الناس يتذكرون لي هذه الشخصية، كما أعتز أيضا بشخصية «كمال» في مسلسل «شئ غير الحب» فهي شخصية مختلفة تماما عن الشخصيات التي قدمتها للانسان الطيب المظلوم فقد جسدت في هذا المسلسل دور الشاب المنحرف محترف النصب والذي يتكسب من لعب الكوتشينة على المقاهي ويفرض سيطرته على أهالي المنطقة، أيضا أعتز بشخصية عماد في سهرة تلفزيونية بعنوان «الشاهدة» للمؤلف مجدي صابر والمخرج أحمد السبعاوي فقد جسدت فيها شخصية عماد المحامي الذي يتولى الدفاع عن صديقه رجل الأعمال المتهم بقتل زوجته «ندى بسيوني» ويتضح في نهاية السهرة أن القاتل هو المحامي وأنه تولى مهمة الدفاع لكي يلصق بصديقه التهمة لا ليبرئه، كما يحاول التخلص من الشاهدة الوحيدة على الجريمة منى «تيسير فهمي» لكنه يفشل ويتم القبض عليه. ـ نلاحظ أن معظم أعمالك الناجحة كانت مع الفنانة تيسير فهمي؟ ـ بالفعل ارتبطت معظم أعمالي الناجحة في البداية بتيسير فهمي وهي زميلة عزيزة منذ أيام الدراسة بالمعهد وتصادف أيضا أن تشاركنا بطولة بعض الأعمال الجديدة الناجحة مثل سهرة «الشاهدة» و«عاد النهار» وربما يكون نجاحنا معا في البداية سببا في ترشيحنا معا بعد ذلك من منطق التفاؤل بهذا الدويتو الناجح. ـ ما هي أهم محطاتك المسرحية؟ ـ مسرحية «أحلام ياسمين» أمام الفنانة آثار الحكيم والمطرب حسن فؤاد وهادي الجيار وقدمناها على مسرح البالون منذ حوالي خمس سنوات ولاقت نجاحا كبيرا وكانت أول مرة ينافس فيها مسرح البالون مسارح القطاع الخاص، وكنت أجسد فيها شخصية الانسان المقهور الذي يضطر للسرقة لكي يشتري الطعام لابنته ويظل مضطهدا من السلطة بقية حياته حتى بعد أن يصبح من الأثرياء، كما اعتز أيضا بدوري في مسرحية «منمنمات تاريخية» تأليف سعد الله ونوس واخراج عصام السيد التي قدمناها على خشبة المسرح القومي وجسدت فيها شخصية عز الدين أسدار قائد الجيوش. ـ ولماذا استقلت من المسرح القومي؟ ـ لأنني أرفض أن يتعامل المسرح القومي مع أبنائه بهذه الاستهانة في الوقت الذي تستقدم فيه فنانين من خارجه وتعطي لهم الأجور العالية والدعاية وتحرم أبناء المسرح وهم أسماء كبيرة من هذه المميزات لكن للأسف المسرح القومي لا يقدر أبناءه وقد سبقني الى هذه الخطوة عزت العلايلي وصلاح السعدني وهو ما يؤكد فشل تجربة الممثل الموظف. ـ هل أفادتك تجربة الانتخابات ونجاحك في إكتساب عضوية مجلس نقابة الممثلين الدورة الماضية؟ ـ الفائدة الوحيدة لي كانت حب الزملاء فقد كان نجاحي بمثابة استفتاء على حبهم لي، ولذلك فقد بذلت جهدا كبيرا في خدمة العمل النقابي وخاصة بالنسبة للزملاء المضطهدين في الوسط الفني من صغار الفنانين فقد عانيت فترة طويلة من هذا الاحساس وكنت أشعر بمشاكلهم جيدا. ـ الفنان أحمد عبدالوارث هل تعتقد أن التشابه في الاسم والشكل بينك وبين الفنان الراحل عبدالوارث عسر ساهم في شهرتك في البداية؟ ـ بالتأكيد هذا التشابه أفادني نظرا لحب الناس لهذا الفنان العظيم فقد كان هناك اعتقاد لدى الناس أنني ابنه وربما لازال عدد كبير منهم يعتقد بذلك. ـ وكيف حدث هذا الربط؟ ـ عندما قدمت أول مسلسل للتلفزيون وكان بعنوان «الهروب» مع الفنان نور الشريف وكانت في حلقات متصلة منفصلة للمخرج نيازي مصطفى كان اسمي يكتب بخط كبير على تتر المسلسل وكنت أجسد فيه شخصية النقيب عز الدين فوزي، وكما قلت نظرا للتشابه في الاسم والشكل أيضا اعتقد الناس أنني ابنه، ورغم أن الكاتب الكبير الراحل نبيل عصمت كتب وقتها في عموده عزيزي أنه لا علاقة بين أحمد عبدالوارث والفنان عبدالوارث عسر إلا أن علاقة الارتباط بيننا ظلت مستمرة في أذهان الناس. ـ وهل حاولت التأكيد على هذا النفي؟ ـ بصراحة لم أحاول وذلك بناء على رغبة الفنان عبدالوارث عسر نفسه فقد كان أستاذي في المعهد العالي للفنون المسرحية وعندما قرأ النفي الذي كتبه الراحل نبيل عصمت في جريدة الأخبار أرسل لي ابن شقيقه أحمد عسر ووجدته غاضبا جدا لاعتقاده أنني وراء هذا النفي وقال أنا ليس لي أولاد ذكور وأعتبرك مثل ابني فقلت له وأنا أيضا أعتبرك الأب الروحي لي. ـ ألم يغضب ذلك عائلتك؟ ـ لا طبعا فأنا من عائلة لاشين بالمنوفية وهي عائلة كبيرة وكلهم كانوا يعلمون مدى تأثري بالفنان الكبير عبدالوارث عسر. ـ لماذا تراجعت عن تجربة الانتاج السينمائي بعد أن أسست شركة لهذا الغرض؟ ـ بصراحة كنت متحمسا في البداية لخوض التجربة وكان لدي طموحات كبيرة لتقديم أعمال ذات قيمة عالية وكان هناك مشروع فيلم جيد للمؤلف محمود أبوزيد والمخرج نادر جلال وقلت لا مانع من استثمار أموالي في عمل فني بدلا من استثماره في مطعم أو صالون حلاقة كما فعل بعض الزملاء، لكني فوجئت بأن المغامرة غير مضمونة في ظل الواقع الحالي للسينما. القاهرة ـ مكتب «البيان»:

Email