بعيداً عن هموم الفن، محمد هنيدي: أحلى أيام حياتي في امبابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 21 شعبان 1423 هـ الموافق 27 أكتوبر 2002 حجز النجم محمد هنيدي مكانا مهما داخل القلوب منذ الطلة الأولى على جمهوره ببساطته وخفة دمه والاهم شكله الذي تشعر عندما تشاهده انك قابلته آلف مرة قبل ذلك فهو ابن البلد الذي تشاجر بالأمس من أجلك وهو سائق الميكروباص الذي جاء بك إلى عملك والعسكري الذي نظم لك المرور وهو المصري الذي تعرفه من بين الألوف انه محمد هنيدى الذي قلب موازين السينما المصرية في السنوات الماضية. الحياة عند محمد هنيدى تبدأ من الخامسة بعد العصر يصحو من نومه ليسأل عن بنته فاطمة يقبلها ويلعب معها حتى يحين ميعاد الإفطار فيأكل وينتظر شريف باهر مدير أعماله وصديقه القديم وصهره أيضا فهو متزوج من شقيقة عبير زوجة هنيدى يأتي شريف ولكن ليس من مكان بعيد فهو يسكن في الشقة المقابلة لشقة هنيدى مباشرة ويبدأ شريف في الحديث عن أشياء كثيرة ينتبه لها هنيدى كثيرا وأحيانا لا يعرف أحد غيرهما عما يتحدثان أحيانا يتحدثان بكلام لا يفهمه أحد أصلا يمضى محمد هنيدى بعد ذلك والساعة تكون قد قاربت الثامنة إلى المسرح حيث يوم جديد من «طرائيعو» مسرحيته الجديدة والتي تعرض في اكثر الأماكن ازدحاما، والزحمة بالنسبة لهنيدى مؤشر لنجاحه وهى أشياء تشعر بها إذا جلست بجواره في السيارة في الطريق إلى المسرح آو أماكن التصوير سلامات وأحاديث متبادلة في الإشارات وعلى الطريق أشياء يقول عنها محمد هنيدى إنها تعيده إلى الماضي حيث امبابة أهله الذين يعرفهم فردا فردا حتى الآن ويقف معهم ليتذكر أيام الصعلكة الأولى وهى الأيام التي قررنا آن نبدأ من عندها الحوار مع النجم محمد هنيدى. ـ هل تتذكر تلك الأيام السوداء آم انك تحاول أن تنساها ؟ آنسى مين يا عم الأيام دى هي التي صنعت محمد هنيدى وهؤلاء الناس هم الذين أوصلوني إلى ما آنا فيه الآن وهذه الأيام لم تكن سوداء كما تقول ولا عمري سأعوضها مرة أخرى هذه الأيام كنت أعيش حياتي دون أي مسئولية اذهب إلى المعهد وادرس ما احبه اركب الأتوبيس واسهر مع أصدقائي نضحك ونلعب ونعيش حياتنا كما نريد لا يهمنا إذا كان الجيب به فلوس آو لا لا يهمنا آي شئ وعندما بدأت التمثيل وآنا في معهد السينما وكنت امثل مشاهد قصيرة أحيانا اظهر ككومبارس صامت كنت متأكداً أن هذه المشاهد هي التي ستصنع نجوميتي وكنت أؤديها بمزاج عال وحب وتركيز كبير فلم اكن أتحمل آي مسئولية أخرى سوى مسئولية الدور الصغير الذي العبه وكنت أسعى إلى عمل أقدمه بإتقان كبير حتى الفت انتباه المخرجين حتى يستعينوا بي مرة أخرى وان كانت هذه المسألة لا تشغلني كثيرا وكنت أقول إذا جاء العمل آهلا به وإذا لم يأت لا اغضب إطلاقا. ـ وماذا فعلت الشهرة في محمد هنيدى الذي تتحدث عنه؟ ـ ربما تكون جعلت إيقاع حياتي مختلفا بعض الشيء لكن والله العظيم آنا مازلت هنيدى القديم مازلت اذهب إلى امبابة واجلس مع الناس الجميلة هناك ولا اغلق بابي أمام أحد مهما كان أعيش بنفس روح وحماس آهل البلد لأني ببساطة واحد من هؤلاء وسوف تجدني في كل بيت في مصر وهذه الأشياء احرص من الآن على غرسها في ابنتي فاطمة فأخلاق أولاد البلد الحقيقيين نجوميتي وهي الكنز الحقيقي الذي أسعى لتوريثه لها لذلك اغضب جدا ممن يظن أن الفنانين لا يعرفون تربية أبنائهم آو أن أبناء الفنانين كلهم متفرنجين آو أننا من الأباء «المودرن» قوى وهذا كله غير صحيح فنحن نربى أولادنا كما تربينا وأنا والحمد لله تربيت في بيت صالح وتربيت على سماع واحترام كلمة آبى وآمي رغم آني كنت شقياً جدا لكن عند آبى تنتهي شقاوتي واصبح مثل التلميذ الذي يخاف من الأستاذ ويحترمه. ـ ولكن الزمن يتغير والأشياء التي قد تراها أخطاء في الماضي ربما يراها جيل ابنتك فاطمة مستقبلا أشياء عادية ؟ ـ يا عم صل على النبي. الخطأ خطأ والقيم لا تتغير ولا تتجزأ وأنا ماعنديش فصال في المسائل دى كنا نعترض ولكن كان دائما كلام الوالد هو الذي ينفذ وكنا نتضايق من هذه المسألة ولكن في النهاية نكتشف انه كان على صواب لأنه اكثر خبرة ودراية بأمور الحياة. ـ إلى آي مدى يمكن أن تتدخل في حياة ابنتك؟ ـ أربيها جيدا واعرفها الخطأ والصواب واعلمها تعاليم الله وفى الوقت نفسه اترك لها حرية اختيار حياتها بما لايتعارض مع هذه القيم والتعاليم. ـ واذا اختلفت رغبتكم كلام من الذي سينفذ؟ ـ يا عم لسة بدرى على الكلام الكبير دا البنت لسة عندها سنتين ولما يجى وقت الخلاف يحلها ربنا وبعدين لو آنا شايف أن القرار الذي نختلف عليه في مصلحتها كما قلت لك وهى معترضة ماعنديش تفاهم هتنفذه يعنى هتنفذه. ـ دا آنت سى السيد ونحن لا نعرف؟ ـ لا سى السيد ولا يحزنون آنا فقط آب يخاف على ابنته وهذا الكلام يعرفه كل آب ويفعله أيضا فلا تصدق أن هناك من لا يرغب في مصلحة أبنائه. ـ هل تتذكر أول هدية أحضرتها لفاطمة ؟ ـ طبعا والطريف انه وقت ولادة فاطمة كنت أؤدي دوري في مسرحية عفرتو وكنت أتابع العملية لحظة بلحظة من إشارات صديقي شريف وكنت اسعد إنسان في الدنيا وآنا أتلقى الخبر وبعد عملية الولادة ذهبت إلى السعودية لتأدية العمرة وهناك اشتريت لها حلقاً وخاتماً من المدينة المنورة. ـ اشتريت الشبكة؟ ـ والله الحلق والخاتم عجبونى جدا وقررت شراءهما بعدين آنا هاشترى الشبكة من دلوقتى لسه بدرى. ـ مؤكد لك مواصفات خاصة في زوج ابنتك ؟ لا مواصفات ولا حاجة المهم أن يكون ابن حلال وان يعرف ربنا وان تكون البنت عوزاه وموافقة عليه. ـ وان يكون مليونيرا طبعا؟ يا عم انتو فاهمين الدنيا غلط مليونير مين وبتاع مين المهم أن يكون جدع وابن بلد حقيقي ويعرف ربنا بجد. ـ انشغالك المستمر في السينما والمسرح هل يسبب لك مشاكل عائلية؟ ـ الحمد لله ربنا رزقني بزوجة تقدر مشاغلي وأنا أيضا أحاول جاهدا ان أتواجد في البيت في الأوقات التي لا يكون عندي شغل وأهل بيتي يفهمون وضعي تماما. القاهرة ـ مكتب البيان:

Email