20 مليون جنيه رأسمال الشركة، الانتاج الاعلامي المشترك للامارات ومصر ينتظر نقلة كبيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 قالوا عنها أنها منفذ جديد للتعاون العربي في مجالات الاعلام.. وإنها مدينة السينما العربية والتي تقترب من مدينة «هوليوود» عاصمة السينما العالمية، وإنها نموذج متميز للاعلام المصري يفخر به كل عربي، لأنها الأولى من نوعها في المنطقة العربية والشرق الأوسط وربما في آسيا وأفريقيا.. لقد أصبحت مدينة الإنتاج الاعلامي المصرية، أو كما يطلقون عليها «ماجيك لاند» مدينة السحر، مقصدا مهما للفنانين العرب قبل المصريين فهى تحقق لهم كل أنواع المتعة والجمال عند تصويرهم لأعمالهم سواء السينمائية أو التليفزيونية، وتوفر لهم كل سبل الراحة لظهور هذه الاعمال في أفضل وأحسن صورة. المدينة رغم إنشائها في عام 1995 وتصوير العديد من الأعمال الفنية فيها، إلا أنه لم يتم افتتاحها رسميا بعد.. رغم اكتمال جميع منشآتها خلال عيد الاعلاميين في شهر يونيو الماضي، وهذه الفترة التي اقتربت من 7 أعوام كانت فترة التشغيل التجريبي والتي واكبت إقامة العديد من المنشآت، كذلك طرح الكثير من الافكار والمقترحات منها من دخل حيز التنفيذ ومنها ما تم تجميده مؤقتا ومنها مازال حبيس الأدراج. المهندس «عبد الرحمن حافظ» رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الاعلامي، الذي يصل يوم غد الأحد إلى دبي ليوقع في يوم بعد غد الاثنين عدة عقود شراكة بين المدينة المصرية وعدد من شركات الإنتاج وقنوات التليفزيون العربية التي تتخذ من دبي مركزا رئيسيا لها، يجيب عن عدد من الأسئلة في حوار مع «البيان»، ويكشف النقاب عن إتفاقيات عربية وعقود أجنبية وغيرها من الأسرار. ـ كثيرا ما سمعنا عن مشاريع إعلامية مشتركة مع عدد من الشركات والقنوات العربية ولكن لم يخرج أي مشروع منها إلى النور فلماذا؟ ـ في البداية أحب أن أوضح أنه عادة عند إقامة أي مشروع يتم دراسته فترة طويلة قبل الاعلان عنه، وكثيرا ما كانت هناك جلسات مباحثات ومشاورات لعدد من هذه المشروعات ومنها ما سيتم تنفيذه ومنها ما تم تنفيذه بالفعل.. وللعلم نحن تأثرنا بالأحداث التي يموج بها العالم، بدءا من الإنتفاضة الفلسطينية ومرورا بأحداث 11 سبتمبر 2001 والضربة العسكرية الأميركية لأفغانستان وحتى الآن بالتهديدات الأميركية لضرب العراق، فضلا عن تأثير الحملة المغلوطة التي قامت بها بعض وسائل الاعلام الغربية وربطها بين الإسلام والعرب وظاهرة الإرهاب العالمية، لأننا لا نسوق المدينة على المستوى الاقليمي فقط.. وإنما على المستوى العالمي ولهذا فقد كانت هناك مشروعات طموحة وإنما مع عدد من الجهات الأجنبية والعربية إلا أنها دخلت «ثلاجة الحفظ» لحين انقشاع الغيوم الملبدة في سماء العالم. شركة مصرية اماراتية ـ في معرض حديثك قلت أن هناك مشاريع تم تنفيذها فهل يمكن إلقاء الضوء عليها؟ ـ هناك مشروع عربي تم تأسيسه بين المدينة وبين الشركة العربية للإنتاج الفني برأسمال قدره (20 مليون جنيه مصري)، وهي شركة مصرية إماراتية تحمل اسم «الشركة المصرية العربية للإنتاج الاعلامي» وتم الإتفاق على إنتاج عدد من الاعمال الدرامية بنظام المنتج المشارك، وهذه الخطة تتضمن إنتاج 6 مسلسلات تليفزيونية يتراوح عدد حلقاتها ما بين 80 إلى 100 حلقة دراما في مرحلتها الأولى، أما المرحلة الثانية فتستهدف إنتاج أفلام سينمائية وبرامج تليفزيونية يتم تغذية دور العرض السينمائي والقنوات التليفزيونية العربية بها. كذلك فإن هناك مشروعا آخر للتعاون الاعلامي المشترك بين مصر والسعودية في المجالين الدرامي والبرامجي وهي خطوة تعد الأولى من نوعها التي تعقد فيها السعودية إتفاقا للإنتاج المشترك مع طرف آخر في المنطقة العربية.إضافة إلى ذلك فإنه سيتم خلال الأسبوع الجاري توقيع إتفاق على توسيع نشاط الشركة المصرية العربية للإنتاج بإدخال شريك جديد، وسوف يتم الاعلان عن تفاصيل هذا الإتفاق عند زيارتي إلى «دبي» التي ستشهد أيضا توقيع إتفاق بين المدينة ومركز تليفزيون الشرق الأوسط MBC وإحدى الشركات الاعلانية الكبرى لتقديم 3 أعمال سنوية تليفزيونية ضخمة يتم عرضها عبر القنوات المختلفة. ـ وماذا عن إتفاق وارنر براذر؟ ـ هذا هو أحدث إتفاق ابرمته مدينة الإنتاج الاعلامي لتدخل المدينة من خلاله إلى نطاق العالمية، وكما هو معروف أن «وارنر براذر» هي شركة أميركية تقوم بإنتاج الاعمال الفنية والتي يتم تصويرها في هوليوود ويتم تسويقها إلى جميع أنحاء العالم، سواء كانت أفلاما كرتون للأطفال أو أفلام سينمائية للأطفال والكبار وغيرها من الأنشطة الأخرى، وقد نجحنا من خلال مشاركتنا في سوق مهرجان «كان» للإنتاج السينمائي والتليفزيوني في الوصول لإتفاق مع المسئولين التنفيذيين لشركة «وارنر براذر» لتسويق منتجاتهم من أعمال الأطفال خاصة، ودبلجتها إلى اللهجة المصرية وإعادة تسويقها إلى المنطقة العربية، مستغلين أحدث أجهزة الدوبلاج بالمدينة والتي تضارع الاجهزة الموجودة في أضخم الأستوديوهات العالمية، والإتفاق النهائي سيتم توقيعه بعد زيارة مندوبين من الشركة إلى مدينة الإنتاج الاعلامي للإطلاع على إمكانياتها وحجم التسهيلات والتيسيرات التي تقدمها في عمليات الدوبلاج. وهذا الإتفاق يعد أحد أهم الإتفاقات الناجحة التي قامت بها مدينة الإنتاج الاعلامي لتسويق منتجاتها. الإنتاج السينمائي! ـ قامت المدينة بإنتاج عدد من الافلام السينمائية التي لم تحقق أية نجاحات أو أرقام في الإيرادات وكانت دون المستوى، مما دفع الكثير من الشركات العربية للتفكير جيدا قبل التعاون المشترك؟ ـ هذه الافلام تم إنتاجها منذ أكثر من ثلاث سنوات وكانت في ذلك الوقت تتناسب مع موجة الافلام التي قدمت خلال هذه الفترة، ولأنها لم تحقق الجدوى الاقتصادية بالشكل المرضي إتخذنا قرارا بالتأني ودراسة أية أعمال سينمائية أخرى، والآن نحن بصدد إنتاج مشترك مع شركة إنتاج سينمائية لتصوير فيلم «العندليب» الذي يروي قصة حياة عبد الحليم حافظ والذي يقوم ببطولته الفنان أحمد زكي، ومن المقرر البدء في تصويره عقب اجازة عيد الفطر المبارك، وكذلك في خطة الإنتاج السينمائي هناك فيلم «المتمرد» الذي يعيد عمرو دياب للسينما.. وهي أفلام رفيعة المستوى. وكانت لدينا من الافلام السابقة مشكلة في قلة دور العرض السينمائي وسيطرة عدد من الأفلام السينمائية الأخرى على عدد كبير من هذه الدور، مما أدى إلى تأخير عروض عدد كبير من الافلام التي أنتجتها الشركة أو عرضها في أوقات غير مناسبة، مما دعانا إلى التفكير في كيفية التغلب على هذه المشكلة.. فحصلت الشركة على حق إستغلال 12 دار عرض سينمائي يتم حاليا تجديدها وإعادة إفتتاحها قريبا لعرض الافلام التي تنتجها المدينة، بخلاف الإتفاق الذي وقعته المدينة مع إحدى الشركات التي تملك عددا من دور العرض في مصر والإمارات وقطر والبحرين لعرض أفلامنا في هذه الأسواق، مما يتيح التسويق الجيد لهذه الافلام على المستويين الداخلي والخارجي. ـ هذا عن دور العرض.. فماذا عن مدينة السينما؟ ـ هذه كانت إحدى الصفقات الناجحة لمدينة الإنتاج الاعلامي، لهذا قمنا بتشكيل جهاز للسينما برئاسة السيناريست ممدوح الليثي نقيب السينمائيين لخبرته الطويلة في الإنتاج السينمائي، وقمنا بحملة ضخمة لتجديد جميع بلاتوهات مدينة السينما واعدادها بأحدث التقنيات الحديثة لأجهزة السينما والمونتاج والمعامل الحديثة ذات التكنولوجيا الرقمية.. فضلا عن أجهزة الديجيتال للصوت «دولبي» وخلال 18 شهرا وفي إطار خطة محددة، سيتم تحويل جهاز السينما إلى شركة تابعة لمدينة الإنتاج الاعلامي لتصبح بمثابة شركة قابضة يتبعها عدد من الشركات الأخرى. ـ نفهم من ذلك أن هناك شركات أخرى تابعة للمدينة؟ ـ هذا صحيح، فهناك شركة دولية رقمية تعمل في نشاط شبكة الإنترنت العالمية ستقوم بوضع كل الإنتاج الذي تقدمه المدينة على قنوات تلفزيونية وإذاعية ليوازي ما تقوم به شركات الإنتاج السينمائي والاعلامي العالمية، وهناك شركة أخرى لإقامة حفلات بالمدينة تستقطب نجوم الغناء في العالم وتصويرها في المناطق المفتوحة بهدف إلقاء الضوء على المدينة والتسويق لها عالميا من خلال التغطية الاعلامية المصاحبة للنجوم.. ولكن نشاط هذه الشركة توقف بسبب أحداث 11 سبتمبر 2001 وما خلفه من تحركات عسكرية في أفغانستان والتهديدات الأميركية للعراق، بعدما أبرمت الشركة بالفعل إتفاقات مع عدد من نجوم الغناء العالميين ومنهم «ريكي مارتن»، وفريق «باك ستريت بويز» وغيرهم، إضافة إلى الشركة المصرية العربية للإنتاج الاعلامي والتي تتم من خلال تعاون مصري إماراتي. إمكانات ضخمة! ـ بعد اكتمال المدينة بشكلها النهائي ماذا تضم من إمكانات رغم إنها بدأت نشاطها منذ عام 1992؟ ـ السنوات الماضية قبل الافتتاح الكامل شهدت اقامة وإستكمال المشروعات بالمدينة والتي كانت تتم عبر مراحل متعددة، والآن أصبحت المدينة تمتلك 29 استوديو، 5 بلاتوهات ذات مساحات وأحجام مختلفة تضاهي أكبر المدن الاعلامية والسينمائية العالمية، فضلا عن الخدمات المصاحبة لهذه الأستوديوهات من معامل صوت ودوبلاج مكونة من 4 مراحل للدوبلاج مزودة بأحدث تقنية رقمية حديثة، و2 استوديو «تلي سينما» لنقل الافلام القديمة وإصلاح العيوب الأخرى وتصحيح الالوان وأجنحة للترجمة، وللمونتاج الخطي، وغير الخطي، وأجنحة لجميع الحيل والخدع السينمائية والتلفزيونية تم تجهيزها بواسطة أكبر الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، وكذلك تملك المدينة ورشا ضخمة للخدمات الإنتاجية ومحطة كهرباء خاصة بقدره 100 ميجا وات، و7 محطات كهرباء فرعية لتوزيع الكهرباء في مختلف أنحاء المدينة. ـ والمناطق المفتوحة للتصوير ماذا تملك المدينة منها؟ ـ لقد اصبح لدينا (18) منطقة مفتوحة للتصوير التلفزيوني والسينمائي صالحة لتصوير جميع الاعمال، منها «شارع عماد الدين» الذي يتم فيه حاليا تصوير مسلسل «زمن عماد الدين»، ومنطقة «قصر عابدين» الذي يصور فيه حاليا مسلسل «أميرة من عابدين» ومنطقة الاسكندرية التي تضم المنشية، والتروماي، وتم إضافة عدد كبير من الشوارع، والمنطقة الشعبية التي زادت مساحتها وتنوعت فيها الاشكال المختلفة، والمنطقة الفرعونية «طريق الكباش» والمنطقة الإسلامية التي تعبر عن جميع فنون العمارة الإسلامية وتمثل تحقيقا واقعيا للعصور الأولى: الأموي والعباسي والفاطمي وتستخدم في الأعمال الدرامية التاريخية، والمنطقة الريفية وتضم بيوتا ومصارف وترعا، ومنطقة حقول وغابات، وأخرى تمثل «نزلة السمان» والاهرامات وأبو الهول، إضافة إلى المنطقة العسكرية التي تم إنشاؤها من خلال القوات المسلحة المصرية والتي سيتم فيها تصوير الاعمال العسكرية التي تتناول حرب الاستنزاف وإنتصار أكتوبر المجيد. ـ ولكن هناك إتهاما بأن المدينة فشلت في تسويق الاستوديوهات التي تضمها؟ ـ هذا غير صحيح، فالمدينة ليست مهمتها إمتلاك الاستوديوهات أو تأجيرها فهي تقدم رسالة إعلامية نبيلة وفريدة من نوعها وترغب في توصيلها بكافة الاشكال إلى الدول العربية أو العالم أجمع.. ولهذا فجميع الاستوديوهات تم تأجيرها إلى القنوات المتعددة ومنها خمس استوديوهات لقناة الأوربت واستوديوهان لقناة MBC واستوديو لقناة ART واستوديو لقناة الجزيرة، واستديو لقناة «تميمة» الإعلانية واستوديوهان لقناة «دريم» واستوديو لقناة «المحور» واستوديو لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، و3 استوديوهات مخصصة للدراما و3 استوديوهات لقنوات النيل المتخصصة، وجاري حاليا الإتفاق على تأجير استوديوهين آخرين لقناة .MBC. فنحن إذن لم نفشل في تسويق هذه الاستوديوهات لأنها مجهزة على أحدث تقنية تكنولوجية وتقدم لهم كافة التسهيلات التي لا تجدها في مكان آخر. ـ الفترة الماضية شهدت إنخفاضا حادا في قيمة أسهم الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الاعلامي بعدما كانت مكتسحة البورصة المصرية، مما دعا كثير من المساهمين لبيع أسهمهم قبل أن تنخفض عن قيمتها الفعلية؟ ـ بلاشك أن العالم كله يعاني من الكساد الذي يمر به الاقتصاد العالمي ويلقي بظلاله على مصر بوصفها إحدى الدول المهمة، وليس هذا مبررا لإنخفاض قيمة الأسهم وإنما الفترة الماضية وقبل الإفتتاح الرسمي للمدينة كانت هناك فترة تشغيل تجريبية وصادف هذه الفترة إرتفاع وإنخفاض قيمة السهم، ولكن هذا لا يعني أن هناك خسارة فادحة في قيمة السهم فمازال يحقق أرباحا لأنه لم ينخفض بعد لقيمته الفعلية.. وإنما يشهد اضطرابا مثل كل أسهم الشركات الأخرى، وهي كما تعلم مسألة عرض وطلب فكلما زاد العرض انخفض الطلب والعكس أيضا صحيح.. وأظن أن كل الأسهم في جميع بورصات العالم مازالت تعاني من آثار حادث 11 سبتمبر 2001 رغم مرور أكثر من عام عليها، لأن البورصات يكون تأثرها أسرع في جميع الاضطرابات السياسية العسكرية، والبورصة المصرية ليست منفصلة عن العالم.. ورغم ذلك أعد المساهمين بالعمل على ارتفاع قيمة السهم الخاص بالشركة إلى أكثر مما يتوقعون عقب انتهاء حالة الكساد الاقتصادي العالمي. القاهرة ـ سعيد جمال الدين:

Email