REIGN OF FIRE .. تسخير الاسطورة لتبجيل الشخصية الاميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 17 شعبان 1423 هـ الموافق 23 أكتوبر 2002 لعل أول شيء يهم المشاهد ويفكر فيه بعد خروجه من قاعة العرض هو ما تبقى من صورة اختزنتها الذاكرة بعد مشاهدة تستغرق ما يقارب الساعتين اما اذا كانت لدى المتلقي مساحة كافية من الوعي تمكنه من طرح التساؤلات فمن المؤكد انه سيتوقف كثيرا عند الفكرة الاساسية التي تدور حولها احداث الفيلم بغض النظر عن الكيفية التي تقدم بها، ولان السينما الاميركية كما قلنا سابقا تتبنى ايديولوجية سياسية في معظم الاعمال التي تصدر الى الخارج والتي مفادها خدمة العالم وحمايته، فإن فيلم «سيطرة النار» لم يخرج عن هذا السياق بل على العكس فهو يذهب الى ابعد من ذلك عندما يبحث عن الاسطورة في تراث الشعوب ليبني عليها قصة متخيلة تعطي مساحة لاستعراض التفاني الاميركي في انقاذ البشرية، ويصل حد هذا التفاني الى ان يموت الاميركي في سبيل ان يعيش الآخر!! الفيلم من بطولة «ماتيو مكوناجي» وكريستيان بيل وايزابيل سكورابكر وجيرارد باتلر ومن اخراج روب بومان وتدور احداثه حول الطفل كوين الذي يعود محملا بعبء الرسوم المدرسية السنوية ورسالة موجهة الى ولي الامر بذلك، فيقوم بزيارة والدته في موقع العمل حيث تعمل مهندسة تشرف على حفر نفق تحت الارض في العاصمة لندن واثناء زيارته يدخل الى ما بعد المنطقة الذي توقف عندها الحفر ليرى التنين الطائر وهو ينفث النار في جميع الاتجاهات، وبهذا الاكتشاف تبدأ احداث الفيلم الحقيقية بنجاة الطفل كوين من الدمار الذي اتى على مدينة لندن بكاملها، ليجد المشاهد نفسه بعد ذلك امام عناوين صحف اختزلت ثماني سنوات من عمر الصراع مع التنين الطائر الذي يحرق المدن والبلدان في شتى بقاع العالم لتنقلنا الكاميرا بعدها الى مكان مبهم تحيطه الجبال، وهو اشبه بمدينة تحت الارض يعيش فيها كوين الفتى الناضج مع مجموعة من الرجال والاطفال وانثى واحدة!! والمدينة في شكلها تشبه الحصن ضد هجمات التنين والخروج منها يعني ان حياة الافراد تصبح عرضة للخطر خصوصاً عندما يحين موسم جمع الثمار من الحقل، ويقفز بنا السيناريو من هذه الوضعية المستسلمة السجينة ليقدم العنصر الداعي للمقاومة والحرية، انه الاميركي بدباباته وجنوده وطائراته يصفهم كوين باللصوص ويرفض تجنيد رجاله وجعلهم تحت امرة الاميركان لكنه يوافق بعد ان تتضح له فكرة انهم جاءوا للمساعدة وليس لاحتلال المكان.العودة الى مدينة لندن المدمرة كانت ثلاثية تجمع كوين وفان زان واليكس جوفن وفي مواجهة حامية الوطيس بينهم وبين ذكر التنين يلقى الاميركي فان زان حتفه وهو يقوم بدوره في المهمة لينتهي الفيلم بمشهد يجمع الاميركية اليكس والبريطاني كوين وطفل مجهول الابوين!! بعيداً عن الاسقاطات المكشوفة التي يقدمها الفيلم إلا انه فنيا قدم متعة للباحثين عن تمضية بعض الاوقات مع احداث رعب جسدها الجرافيك بحرفية رائعة، وكما هو الحال مع هذه النوعية من الافلام فإن البطولة الحقيقية تكون للخدع السينمائية لما لها من تأثير مباشر على المشاهد علاوة على ان الصورة الباهتة بفعل الدخان او الضباب او السحب المنخفضة قد اعطت ايحاء مبطنا باننا امام مكان مجهول قد تنطبق عليه اوصاف اية بقعة من العالم، كما ان الزمن الضائع او المبهم له دلالاته المقصودة وكأن الفيلم في مجمله يريد ان يقول بأن هذه الاحداث واردة في اي زمان ومكان. عزالدين الاسواني

Email