«MR. DEEDS»..المباديء في مواجهة الثروة والحقد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 9 شعبان 1423 هـ الموافق 15 أكتوبر 2002 على كثرة الأعمال السينمائية التي اهتمت بإبراز الجوانب المتعددة في معادلة سلطة المال من ناحية وما يقابلها من أخلاقيات وسلوكيات من ناحية اخرى يمكن ان تصدر عن انسان هبطت عليه ثروة كبيرة بين ليلة وضحاها، إلا ان الفيلم الأميركي «مستر ديدز» حاول الخروج من النمطية الى أجواء أعم لكي يعالج أكثر من قضية في آن واحد بما في ذلك ابراز الابعاد النفسية المصاحبة للمتغيرات وكيف ان المصالح الشخصية «الاستغلالية» يمكن ان تحدث حتى ولو على حساب فئات مطحونة وراء لقمة العيش، الفيلم من بطولة«آدم ساندلر» و«بيتر جالاجير» و«وينونا رايدر» ومن اخراج ستيفين بريل». تدور أحداث الفيلم حول «لونجغيلو ديدز» الرجل المحبوب الذي يحيا حياة بسيطة في قرية «ماندريك فولز» وهو يملك مطعم البيتزا الوحيد والشهير في المنطقة، وقد أصبح «ديدز» نجماً محلياً حيث يمتع زبائنه الدائمين بقراءة أشعاره الغريبة والممتعة التي تشبه الشعر الذي يكتب على بطاقات التهنئة، وتسير الحياة على نحو جيد في المطعم الصغير الى ان يأتي «تشك سيدر» المنغولي الماكر برفقة صديقه الحميم «اندرسن» باخبار مفادها ان «ديدز» سينعم بحياة الثراء بعد ان ترك له أحد الأقرباء المنسيين ميراثاً بحوالي 40 مليار دولار بالاضافة الى سلسلة من المحطات الإعلامية وفريقاً لكرة القدم وآخر لكرة السلة وطائرة عمودية خاصة، انها قصة انتقال انسان من الفقر المدقع الى الثراء الفاحش، وسرعان ما يصبح «ديدز» مصدر هوس لوسائل الإعلام وحديث الساعة حيث تقود المراسلة الصحفية الجميلة «بيب بينيت» حملة شرسة لتلويث سمعة «ديدز» مدفوعة من قبل رئيسها في العمل، وفي الوقت الذي تنجح فيه «بيب» باتمام العملية تكون قد وقعت في حب ديدز فتعمل جاهدة لتصحيح الخطأ الذي أضر بسمعة «ديدز»، ومن خلال قراءتها لمذكرات الفقيد تكتشف ان له ولداً وهو الوريث الحقيقي للممتلكات وللعدد الأكبر من الأسهم في الشركة المهددة بالانهيار مما يعني تسريح عدد كبير من الموظفين والعمال. قصة الفيلم مأخوذة عن الفيلم الكلاسيكي الحائز على الجائزة الاكاديمية لعام 1936 والذي يحمل عنوان «مستر ديدز في المدينة» وأخرجه آنذاك فرانك كابرا» وفي هذه النسخة المعدلة عن الفيلم نجد ان أجهزة الحاسوب والطرادات وتعليقات تلفزيون المنوعات الجارفة والاقتحامية على وجه التحديد توفر خلفية تظهر مدى تغير الأزمان، ولأن الفيلم يدور في قالب كوميدي بسيط يعتمد في المقام الأول على طيبة ونبل انسان يواجه الخبثاء في مدينة كبيرة مثل «نيويورك». الفيلم عادي فنياً وليس هناك ما يمكن ذكره سوى بعض السقطات في عملية المونتاج وتركيب الفيلم، إذ لم ينتبه القائمون على ذلك الى مشهد خروج «بينيت» من المياه بعد انقاذها من الغرق وعدم ابتلال ملابسها أو سقوط قطرة ماء واحدة من شعرها! الفيلم في مجمله جيد ومناسب لأن يشاهده الكبار والصغار. عز الدين الأسواني

Email