فرقة كورال فلسطينية تعطر سماء القاهرة بألحانها الشجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 أمضى فريق الكورال الفلسطيني (لاجئ) في مصر قرابة العشرة أيام قدم خلالها أنشطة فنية في دار الأوبرا المصرية ونقابة الصحفيين وإتحاد المرأة الفلسطينية بمناسبة بدء العام الثالث للإنتفاضة الفلسطينية. وكانت وزارة الثقافة المصرية قد نظمت رحلة فريق كورال مركز لاجئ الفلسطيني بمخيم عايدة إلى القاهرة وبالتعاون مع الكاتبتين الصحفيتين نعم الباز وسهام ذهني حيث أقام الكورال المكون من ثماني فتيات وعازف وشاعر ليلة غنائية في دار الأوبرا وليلة في نقابة الصحفيين ، وأخرى في دار إتحاد المرأة الفلسطينية ثم توجه الفريق إلى مدينة الغردقة المصرية ليواصل احتفالاته الغنائية التي تغنت فيها الفتيات للشعب الفلسطيني وتساءلت فيها أين العرب؟ ويقول الشاعر الفلسطيني نضال العزة رئيس مركز لاجئ بمخيم عايدة ان المركز مكون من مجموعة من المتطوعين الفلسطينيين بالإضافة إلى متطوعة إيطالية تعمل كطبيبة في المركز ، ويضم نشاطه فريق الكورال والغناء ، والكشافة والدبكة والرقص والتمثيل ومجموعات للرسم والاشغال اليدوية فضلا عن دورات تعليمية لتطوير مهارات التعامل مع الحاسوب واللغة الإنجليزية . وحول كيفية تكوين فريق الكورال يقول نضال : تم الاعلان عن الفريق وجاء إلى المركز الاطفال الذين وجدوا في أنفسهم موهبة وتم اختيار (12) بنتاً وطفلين ، وكل أعضاء الفريق لديهم أصوات مقبولة ولديهم فرص في الغناء والرقص والتمثيل أو باقي الأنشطة . ويحكي نضال العزة عن تسلل بنات الفريق تحت حظر التجوال الذي فرضته قوات الاحتلال على المخيم لمدة 137 يوما من أجل مواصلة التدريبات، وكان ذلك حال مجموعات الدبكة والكشافة الكل كان يتسلل تحت حظر التجوال وصولا إلى المركز لمواصلة التدريبات . وعن التمثيل قال نضال العزة : عرضت علينا ممثلة اميركية من أصل فلسطيني أن تزور المركز وتمكث فيه لمدة ثلاثة أشهر لتقوم بالتدريب بالتمثيل . نشاط الداخل وحول أول نشاط للفريق داخل فلسطين قال نضال : أول نشاط للفريق داخل فلسطين كان في بيت لحم وكان حفلا لتكريم الأب إبراهيم فلتس لدوره في رعاية الذين حوصروا في كنيسة المهد ببيت لحم ، وأول نشاط للفريق خارج فلسطين هو النشاط الذي شهدته القاهرة. ووصف نضال نشاط فريق لاجئ بأنه نشاط يأتي وسط المأساة ووسط مجال واسع لتربية الوطنية والمعاناة وتعزيز الإنتماء ونغني وسط المعانات ، نغني ونقاتل وقد نستشهد ونتعين الواقع بكل تفصيلاته . وحول تمويل نشاط المركز قال نضال العزة لا أحد يمول المركز ، لدينا متطوعين مؤمنين بالفكرة لتربية الإنسان الفلسطيني الجديد وتغير الواقع ، يدفع المتطوعون إشتراكا شهريا وأجر المقر ، وتأتي الينا أحيانا تبرعات من أوروبيين متعاطفين مع نشاط المركز، وليس جهات رسمية ، وعامة ليس لدينا دعم ثابت. وفي القاهرة شدى فريق الفتيات بأغنيات من تأليف نضال العزة ، وارتفعت أصواتهم العذبة وسط تصفيق الحضور لتقول: ياعصافير بلادي كل طفل له أب وأنا طفل ينادي أين أرضي.. أين جوي أين أشيائي الصغيرة يا عصافير بلادي علميني ..علميني قبل أن يغني غنائي في انكسارات حزينة ويشدو الكورال : وين العدل وين الدين شعب مشرد من خمسين راح الألف والألفين وأحنا لسه مشردين وفي لقاء مع أطفال أعضاء الفريق امتزجت أحاديث الفن بالمعاناة القاسية من الاحتلال وحكت الطفلة ( وجد ) أصغر أطفال الفريق : أن ابن عمها عصام الجوابرة أستشهد داخل كنيسة المهد بعد إصابته بطلق ناري ،وكانت اصابته غير خطيرة ولكنه ظل ينزف دون إسعاف حتى استشهد وكان يمكن إنقاذه ، ولكن الجيش الإسرائيلي الذي حاصر الكنيسة رفض ذلك. وحكت الطفلة ( أسماء ) كيف أصابت القذائف الإسرائيلية المضادة للأفراد مدرسة وكالة الغوث للبنات بالمخيم وأصابت مجموعة من البنات حيث لا تبعد المدرسة عن معسكر للجيش الإسرائيلي أكثر من 150 مترا، وأن قذيفة مباشرة أدت إلى استشهاد إحدى معلمات المدرسة . وحكت الطفلة ( ألاء) أن الجيش الإسرائيلي هدم بيت جدها في مخيم عايده بعد أن قام بإخلاء البيت من (6) أسر كانت تقطن فيه بسبب البحث عن خال ألاء، وعندما لم يجدوا خالها أعتقلوا زوجته وقاموا بتفجير البيت ومازالت زوجة خالها معتقلة وتركت طفلا عمره (8) أشهر . أما الطفلة ( زينة ) فروت قصة أعتقال أخوها ( وليد ) عمره 19 سنة ، بعد أن حشر الجيش كل أسرة زينة في غرفة والجدة وأخذوا وليد وصلبوه على الحائط وإلى الآن لا تعرف أسرة زينة في أي سجن يسجن وليد ولا يعرفون عنه شيئا . أما الطفلة (روان ) ابنة الشهيد إبراهيم الاعرج الذي استشهد وهو يدافع عن مخيم عايدة ببندقيته القديمة أثناء مقاومته المخيم في شهر مارس لقوات الجيش الإسرائيلي التي اقتحمت المخيم بالدبابات وهاجمته بطائرات الأباتشي وأثناء المقاومة التي استمرت طوال الليل استشهد ستة مقاتلين بينهم والد روان . وحكت الطفلة (ضحى ) عن والدها الذي لم تره منذ 5 سنوات حيث سافر إلى الأردن للعمل وفي الأردن فقد بطاقة هويته ومن يومها لم يستطع العودة إلى فلسطين، ولم تره ضحى وتأمل أن تراه في رحلة العودة من القاهرة إلى عمان إلى فلسطين . وحكت الطفلة ( هنادي ) كيف احتل الجيش منزلها واتخذوا من الطابق الثاني فيه (برجا ) لإطلاق النار، وحشروا الأسرة كلها في إحدى غرف الدور الأسفل ودفعوا والدها على الدرج أثناء مقاومته فكسرت ساقه ، وظلت أسرة هنادي 3 أيام محشورة داخل غرفة لا يخرج أحد أفرادها إلا لقضاء حاجته وبإذن إلى أن تدخل الصليب الأحمر وأدخل لهم الطعام ، وظل الجيش يحتل البيت لمدة أسبوع ثم انسحب بعد أن أحرق الطابق الثاني كاملا . وحكت الطفلة ( كيان) عن صديقتها ( أمل ) التي أصيبت في بطنها أثناء طلقات الرصاص التي أطلقها الجيش على أطفال فريق لاجئ للكشافة الذين كانوا يتدربون في مؤسسة لاجئ بمخيم عايدة وكان عددهم حوالي 60 طفلا ما بين 6 سنوات إلى 13 سنة، وتحكي عن صرخات الأطفال، وكيف أن بعضهم تبول لا إراديا من شدة الرعب واستمرت زخات الرصاص إلى أن تدخلت وكالة ( غوث ) وأخرجت الاطفال من مركز التدريب . أما نضال العزة الشاعر الذي تغنى فريق الكورال بكلماته فقد قضى وهو ابن الرابعة وثلاثين عاما سبع سنوات من عمره في سجون إسرائيل من سجن رام الله إلى نابلس إلى الخليل إلى النقب إلى بئر سبع ، كما أغلق بيت والده لمدة ثماني سنوات إستجابة لقرار محكمة إسرائيلية وكان عمره 14 عاما ، وتجرأ والده بعد عامين من حكم المحكمة الإسرائيلية وفتح البيت عنوة، وأعاد الجيش اغلاقه وأعاد أبوه فتح البيت.

Email